يعاني البعض من الأشخاص المتطفلّين، وهذا النوع من الأشخاص دائماً ما يفسد على الآخرين حياتهم ومتعتهم، سنحكي في قصة اليوم عن ثعلب يتصّف بهذه الصفات، وكان منبوذاً من قبل الجميع، وبسبب ذلك اتفقت على الحيوانات على معاقبته؛ لأنّه يتطفّل على حيوانات الغابة ويقوم بسرقة طعامهم، وتم طرده من الغابة وعاش وحيداً طيلة حياته.
قصة الثعلب اللص
في إحدى الغابات الكبيرة تسكن الحيوانات المختلفة مع بعضها البعض، ومن ضمن هذه الحيوانات يسكن معهم الثعلب الذي كان يتصف بأنّه مكّار ويحب التطفّل على غيره من الحيوانات وسرقة ممتلكاتهم أيضاً؛ لهذا السبب كانت الحيوانات لا تحبّه ولا تحب اللعب معه، وكان هو منبوذ بين الجميع، ودائماً ما يمشي وحيداً.
وفي يوم من الأيام استيقظ الثعلب وكان يشعر بالجوع الشديد؛ وكعادته لم يحاول أن يبحث عن طعام، بل كان يفكّر في السرقة ومن سيكون مصدر سرقته لهذا اليوم، فظلّ يتجوّل في الغابة؛ علّه يجد أي حيوان يضع طعامه ويلهو عنه، كي يقتنص هو الفرصة ويأتي ويلتهمه.
في ذلك الوقت كانت الحيوانات قد اتفقت فيما بينها على كيفية التخلّص من مكر هذا الثعلب وتطفّله على الآخرين وسرقاته المتكرّرة، وبينما كان الثعلب يسير إذ اشتم رائحة طعام شهيّة، ولشدّة جوعه ظلّ الثعلب يسير متتبّعاً هذه الرائحة الشهيّة، حتى وصل إلى باب الكهف الكبير، اقترب الثعلب من باب الكهف وانتظر قليلاً؛ حتى يتأكّد من عدم وجود الأسد بداخله أو أي حيوان آخر.
عندما دخل الثعلب وجد قطع اللحم وكأنّ هنالك حيوان كان قد اصطاد فريسة وتركها وذهب، أسرع الثعلب الجائع وبدأ يأكل بنهم شديد، فجأةً ظهر له الأسد وبقيّة الحيوانات، أراد الثعلب أن يفرّ هارباً، ولكن النمر كان يحرس باب الكهف، نظر له الأسد وقال له: أيّها الثعلب اللص، لقد أفسدت علينا طعامنا وشربنا؛ لذلك قرّرنا نحن الحيوانات أن نخيّرك إمّا أن نقوم بقتلك أو أن تغادر غابتنا إلى الأبد. لم يكن أمام هذا الثعلب إلّا مغادرة الغابة، وأكمل الثعلب اللص حياته وحيداً بسبب مكره وشرّه وتطفّله على الآخرين.