على الشخص أن لا يتوقّف عن المحاولة في الحصول على الشيء الذي يرغب به، هذا ما حدث مع الثعلب الذي أمضى يومه في جوعه الشديد، وذلك بسبب عجزه عن الوصول لثمار العنب، كما أنّه وصفها بأنّها ثمار ليست لذيذة الطعم.
قصة الثعلب والعنب
في إحدى الغابات يسكن الثعلب الماكر، كان هذا الثعلب ينام في أوّل النهار ثم يستيقظ ليذهب ويبدأ برحلته اليومية في البحث عن الفرائس، ولأنّ الثعلب من الحيوانات التي ليس لديها سرعة فائقة في الركض؛ لم يكن يحظى بالكثير من الفرائس؛ فيبقى جائعاً وينتظر إيجاد فريسة سهلة، أو في أغلب الأحيان يستخدم الثعلب خططه الماكرة في الحصول على الطعام.
ولكن أحياناً لا يحظى هذا الثعلب بشيء في كلا الحالتين، فلا سرعته ولا مكره يساعدانه بالحصول على شيء، في تلك الأثناء يذهب الثعلب ويبدأ بالبحث عن طعام في بعض المزارع المجاور للغابة، والتي تحتوي على كثير من أشجار الخضار والفاكهة، فيبدأ الثعلب بالتجوّل بين هذه الأشجار ويأكل ما استطاع الوصول إليه من الثمار.
وفي يوم من الأيام استيقظ الثعلب الماكر وشعر أنّه جائع جدّاً، وكان يريد الحصول على أي شيء لأكله، ذهب واختبأ خلف شجرة بانتظار مرور أحد الحيوانات مثل الأرانب أو الغزلان أو غيرها، ولكن قارب النهار على الانتهاء وهو لا يزال ينتظر دون أي فائدة؛ في ذلك الحين قرّر الثعلب أن يذهب لإحدى المزارع علّه يحظى ببعض الثمار.
دخل الثعلب أحد المزارع وصار يتجوّل بها، لسوء حظ الثعلب كانت الأشجار في تلك المزرعة عالية بحيث لا يستطيع الثعلب الوصل إليها، وبينما كان يتجوّل إذ شاهد الثعلب شجرة غريبة الشكل، اقترب منها وإذ بها شجرة العنب، وكانت منظر تلك الشجرة جميل جدّاً، وقطوف العنب تتدلّى منها بشكل جميل، ظلّ الثعلب يحاول الوصول إلى أحد القطوف تلك، ولكن دون فائدة.
وبعد عدّة محاولات فاشلة قرّر الثعلب أن يستسلم لجوعه الشديد، وأن يتوقّف عن المحاولة، وصار يقول لنفسه: وماذا أريد بهذا العنب، إن طعمه حامض جدّاً وأنا لا أريده، لم يستطع الثعلب أن يحظى بأي شيء؛ وذلك بسبب تكبرّه وكسله.