من أهم الأمور الأساسية التي يجب على الطفل إدراكها هي سماع أوامر الأب والأم، سنحكي في قصة اليوم عن الأرنب الصغير الذي لم يستمع لنصيحة والده الأرنب الكبير، ممّا عرّضه لخطر كبير، وكاد أن يكون فريسة الثعلب لولا إنقاذ والده له.
قصة الثعلب والقدر
في إحدى الغابات يعيش الأرنب الكبير مع ابنه في الغابة بسعادة، كان الأرنب الأب يعتني بابنه كثيراً، وفي يوم من أيام الشتاء الباردة، شعر الابن الصغير بالجوع الشديد، وطلب من والده أن يحضر له أي شيء ليأكله؛ فذهب الأرنب الأب مسرعاً لإحضار الطعام، وطلب من ابنه التزام الجحر وعدم الخروج؛ وهذا من أجل عدم مقابلة أي حيوان مفترس، خاصّةً الثعلب الذي كان لهم دائماً بالمرصاد.
خرج الأب على أمل أن يجد الطعام، مضى وقت طويل ولم يعد الأب ولم يظهر له أي أثر، فقرّر الابن أن يخرج بحثاً عنه، لأنّه شعر بالقلق عليه كثيراً، وكان أوّل من قابله عند خروجه هو الثعلب المكّار، الذي كان يتجوّل بين النباتات بحثاً عن فريسة، فرح الثعلب عندما رأى الأرنب الصغير لوحده، وصار يفكّر في طريقة ماكرة لاستدراجه إلى الفخ.
اقترب الثعلب من الأرنب الصغير وقال له: ما رأيك أن تأتي معي وأعطيك الطعام الكثير؟ وافق الأرنب الصغير لأنّه كان جائعاً وذهب معه، عاد الأرنب الكبير إلى المنزل ومعه الطعام لابنه، وعندما دخل المنزل ولم يجده خرج مسرعاً ليبحث عنه، سأل عنه الحيوانات ولكن لم يجبه أحد.
وجد العصفور وسأله عن ابنه فردّ عليه: لقد رأيته قبل قليل يسير مع الثعلب، ذهب الأرنب الأب برفقة الحيوانات لإنقاذ ابنه من قبضة الثعلب، وعندما شاهده من بعيد وتتبّع خطواته؛ رأى الثعلب وهو يضع القدر على النار ويريد طبخ الأرنب الصغير بداخله، فكّر في طريقة لإنقاذ ابنه، فنادى على الثعلب وقال له: تعال يا ثعلب أنقذني أنا لا أستطيع النزول.
أسرع الثعلب وقال في نفسه: ستصبح وجبتي اليوم أرنبين، وعندما ذهب الثعلب أسرعت الحيوانات وأمسكت به ورمته داخل القدر حتّى احترق ومات، أنقذ الأب ابنه من الثعلب، ولكنّه وبّخه على عدم سماع أوامره، حزن الابن لما سبّبه لوالده الأرنب من متاعب، ووعده أن لا يخرج من الجحر بغيابه أبداً.