قصة الثور الصغير

اقرأ في هذا المقال


قصة الثور الصغير أو (The Little Bull-Calf) هي قصة خيالية للكاتب جوزيف جاكوبس، تدور القصة حول سلسلة من الأحداث التي يتناقض معظمها مع الذات، وهي من الحكايات الخيالية الإنجليزية من قصص الفولكلور التي يعتقد أنها نشأت في الجزر البريطانية، تطور هذا الفولكلور على مدى قرون من خلال تقليد سرد القصص وهو فريد من نوعه.

الشخصيات:

  •  الفتى.
  • الأميرة.
  • الملك.

قصة الثور الصغير:

منذ سنوات عندما كان كل جزء من البلاد تقريبًا يشبه البريّة، كان هناك ولد صغير يعيش في جزء من الممتلكات الفقيرة وأعطاه والده عجلًا صغيرًا ليهتم به ويرعاه، ولكن بعد وفاة والده بفترة وجيزة وتزوجت والدته مرة أخرى من رجل تبين بعد ذلك أنّه أب شرير للغاية ولم يستطع تحمل الطفل الصغير، لذا في يوم من الأيام قال له الأب: إذا أحضرت ذلك العجل إلى هذا المنزل فسوف أقتله.

كان قد اعتاد هذا الصبي الصغير أن يخرج ويطعم عجله كل يوم بخبز الشعير، وفي أحد الأيام عندما خرج ليطعم ثوره، جاء إليه رجل عجوز وقال له: يا بني الصغير، من الأفضل لك أن تذهب بعيدًا وتبحث عن عمل أنت وثورك في مكان آخر بعيداً عن الديار، فذهب الفتى بعيداً بصحبة ثوره واستمر وتابع بقدر ما استطاعت قدماه أن تمشي به حتّى اليوم التالي ووصل إلى مزرعة وهناك طلب قليلاً من الخبز.

وعندما عاد قسمه إلى قسمين وأعطى نصفه للعجل وذهب إلى منزل آخر وطلب القليل من الجبن، وعندما عاد أراد أن يعطي نصفها للعجل، فقال العجل: لا، يا عزيزي أنا ذاهب عبر الحقل إلى الغابات البرية حيث سيكون هناك نمور، وذئاب، وقرود وتنين ناري وسأقتلهم كلهم ما عدا التنين الناري الذي ربما سيقتلني، بكى الولد الصغير وقال: لا، أرجوك أن لاتذهب، أتمنى ألا يقتلك.

قال العجل الصغير: نعم، سيفعل ذلك لذا عليك أن تتسلق تلك الشجرة حتّى لا يقترب منك أحد غير القردة، وإذا جاءوا فسوف ينقذك منهم خبز الجبن إذا أعطيته لهم، وعندما أكون قد قُتلت سيذهب التنين بعيدًا قليلاً، ثمّ يجب أن تنزل من الشجرة وتجلدني، وتخرج قلبي وتفجره، وسوف تقتل كل ما تصطدم به بواسطته، لذلك عندما يعود التنين الناري، تضرب به قلبي وتقطع لسانه.

ففعل الفتى كلّ ما أخبره به العجل الصغير وتسلق الشجرة وتسلقت القرود الشجرة من بعده، لكنّه حمل قطعة الجبن في يده، وقال: سأضغط على الجبن ويخرج منه حجر الصوّان، لذلك قامت القرود بالنزول لأسفل هرباً منه، وفي تلك الأثناء كان العجل الصغير يقاتل كل الوحوش البرية على الأرض، وكان الصبي الصغير يصفق بيديه على الشجرة ويصرخ: قاتل جيدًا أيها الثور الصغير، وقد قتل كل الحيوانات ما عدا التنين الناري لكنّ التنين الناري قتل العجل الصغير.

لكنّ الفتى انتظر حتّى رأى التنين يذهب بعيدًا، ثمّ نزل وسلخ العجل الصغير وأخرج قلبه وطارد التنين به، وبينما هو يتقدم رأى ابنة ملك متدلية من شعر رأسها، لأنّها وضعت هناك طعاماً للتنين، صعد الفتى وفكّ شعرها، لكنّها قالت: لقد حان الوقت لكي يأكلني التنين، اذهب بعيدًا، لا يمكنك أن تفعل شيئًا له، لكنّه قال: أنا سأنقذك ولن أذهب، وطلب منها أن تتوقف عن توسلاتها له.

وسرعان ما سمع التنين وهو يأتي ويزمجر من بعيد وفي النهاية اقترب وهو يبصق نارًا ولسانه مثل رمح عظيم، ولكن عندما وصل  إليهما ضربه الصبي بقلب العجل على رأسه وسقط التنين ميتًا، ولكن قبل أن يموت قام بقضم سبابة الصبي الصغير، ثمّ قطع الفتى لسان التنين وقال لابنة الملك: لقد فعلت كل ما بوسعي، يجب أن أتركك وقبل أن يذهب ربطت خاتمًا من الألماس في شعره، وقالت له وداعًا.

ثمّ وصل الملك العجوز إلى المكان الذي احتجز التنين ابنته فيه، وكان مرتبكًا ويبكي متوقعًا ألا يرى ابنته مرة أخرى ويجدها مقتولة، لكنّه تفاجأ ليجدها هناك حية وآمنة، فقال: كيف بقيت على قيد الحياة؟ وكيف خلّصت نفسك من التنين، فأخبرته الأميرة كيف أنقذها الفتى ففرح الملك بنجاتها، وأخذها إلى منزله مرة أخرى، ثمّ قام بتكليف عدد من الرجال ليبحثوا ويعرفوا من أنقذ ابنته.

وأخبرهم أن يبحثوا عن الفتى الذي لديه لسان التنين وخاتم الأميرة الماسي، وكما أخبرهم بدليل آخر على شخصيّة الفتى وهو أنّ أصابعه كانت مقطوعة، ومن يظهر عليه هذه العلامات يجب أن يتزوج ابنته ويكون وريثاً لمملكته بعد وفاته، وفي أثناء بحثهم جاء عدد كبير من السادة من جميع أنحاء إنجلترا، وقاموا بقطع إصبعاً من يديهم، وأحضروا خواتم الماس وجميع أنواع ألسنة الوحوش البرية.

لكنّهم لم يتمكنوا من إظهار لسان التنين، لذلك تمّ رفضهم و إبعادهم، وأخيرًا ظهر الولد الصغير وبدا قوياً جدًا وشجاعاً، وتوجّهت ابنة الملك إليه وأخبرت والدها أنّه هو الفارس الشجاع الذي أنقذها، حتّى غضب والدها بشدة وأمرهم بإبعاد الصبي الصغير المتسول، وبقيت الأميرة تصرّ على أنه هو الفارس الذي أنقذها، بينما بقي السادة والنبلاء يأتون ويخرجون بألسنة تنانينهم التي لم تكن ألسنة تنانين.

وفي النهاية جاء الصبي الصغير مرتديًا ملابس أفضل قليلاً لذلك قال الملك العجوز لابنته : أرى أنك قد وضعت عينك على ذلك الصبي مرة أخرى، إذا كان لا بد أن يكون هو فهو هو، بينما كان جميع الفرسان والنبلاء الآخرين يريدون قتله، وقد صرخوا: أيها الملك أخرج هذا الصبي، لا يمكن أن يكون هو، لكنّ الملك قال: يا بني، دعنا نرى ما لديك لتظهره لنا.

وعلى الفور  أظهر الفتى الخاتم الماسي وعليه اسم الأميرة ولسان التنين الناري، وعندها صُعق الآخرون عندما أظهر براهينه، فقال له الملك: سيكون لك ابنتي وميراثي، فتزوج الأميرة وبعد ذلك حصل على تركة الملك، ثمّ جاء زوج والدته وأراد أن يعيش بالقرب منه، لكنّ الملك الشاب لم يرد أن يعرف مثل هذا الرجل بعد ذلك.


شارك المقالة: