قصة الجاران والقاضي

اقرأ في هذا المقال


إن الطرائف الأدبية من أجمل الآداب العربية؛ لما تحتويه من قصص وحكايات مسلية ومضحكة، فهي ترسم الابتسامة على وجوهنا وتدخل البهجة على قلوبنا، فمن منا لا يحب الضحك والمرح والتسلية؟! ومن إحدى القصص المضحكة والمسلية قصة الجارين والقاضي.

قصة الجاران والقاضي

  • في يوم من الأيام كان هناك رجلان يعيشان بجانب بعضهم البعض، فالبيوت متلاصقة فالحيط مشترك، وكان هذان الرجلين على الدوم تحدث بينهم المشاكل والمشاحنات، فمرة من المرات يختلفون على لعب الأولاد أمام منزل كل منهم، ومرة يختلفون على الأصوات الصادرة من بيت أحدهم، فهم لا يتفقون أبداً.
  • وفي يوم قرر أهل القرية أن يصلحوا بين هذين الجارين، وعزموا على وليمة كبيرة عند شيخ القرية، فيها ما لذ وطاب من أصناف الطعام، فبدأ شيخ القرية يروي لهم عن الجار الحسن، وكيف يكون حق الجار على الجار وكيف يحسن معاملته ويحسن له، فالجار لجاره يكون له عون ومساعدة.
  • قرر الجاران أن ينزعوا كل بغضاء وكره حدث بينهم وأن يبقوا أحباباً وأصدقاء وعوناً لبعضهم البعض، وما إن مرّ إسبوعاً واحداً، إلا وقد عادت الخلافات فيما بينهم وبين أولادهم، يأس كلا منهما الآخر، ففكر أحد منهم بعد أن حدث بينهما مشكلة كبيرة بأن يشتكيه للقاضي، ويسجنه ليخلص من أفعاله ومن خلافاته التي لا تنتهي.
  • ذهب الجاران إلى القاضي، وأشتكى كل منهما الآخر، قال الجار الأول: يا أيها القاضي فجاري عضني في أذني، وقال الجار الثاني: لا تصدقه يا حضرة القاضي فهو من عض أذن نفسه وأنزل الدماء ليقل لك أني أنا من اعتديت عليه، ذهب القاضي إلى الغرفة المجاورة، وجرّب أن يعض أذن نفسه، ولكن لم يستطع، فعلم القاضي أن الجار الثاني هو من يكذب فأمر بحبسه ومعاقبته.

شارك المقالة: