قصة الجبل الذهبي

اقرأ في هذا المقال


قصة الجبل الذهبي أو (Story of the Golden Mountain) هي حكاية فولكلورية روسية، تم جمعها من كتيبات روسية مختلفة، حررها روبرت ستيل،  ونشرت عام 1916، للناشر ( A. M. Philpo Limite London) روبرت إم ماكبرايد.

الشخصيّات:

  • فاسيلي.
  • فيدرو.
  • إيفان.
  • الأميرات الثلاث.
  • القيصر.
  • زوجة القيصر.

قصة الجبل الذهبي:

كان في بلد ما عاش قيصر مع زوجته التي أنجبت ثلاثة أبناء، تم تسمية الابن الأكبر فاسيلي، والثاني فيدور، والابن الأصغر إيفان، وفي أحد الأيام، خرج القيصر في نزهة في الحديقة مع زوجته، وفجأة هبّت عاصفة عنيفة اختطفت زوجته وأبعدتها عن بصره، كان القيصر حزينًا جدًا لفترة طويلة على زوجته، ولمّا رأى ولداه البكر حزن أبيهما، توسلا إليه السماح لهما بالخروج بحثًا عن والدتهما.

وبعد أن وافق القيصر سافر الابنان مدة طويلة حتّى وصلوا مطولًا إلى صحراء واسعة حيث نصبوا خيامهم، وانتظروا حتّى يمر أحد قد يرشدهم إلى الطريق، وانتظروا ثلاث سنوات كاملة، لكنّهم لم يروا أحداً، في تلك الأثناء، كبر الأخ الأصغر، إيفان وذهب إلى والده وتوسل إليه اللحاق بأخوته، ثمّ غادر، وسافر طويلاً حتى رأى من بعيد بعض الخيام التي اكتشف إخوته داخلها، وعندما سألهم عن سبب توقفهم في هذا المكان المقفر.

فقالوا له: دعنا نسافر بحثًا عن والدتنا، وسافروا جميعًا معًا، واستمروا في السير على الأقدام لعدة أيام حتّى رأوا بعيدًا قصرًا مبنيًا من الكريستال فتقدموا إلى القصر، وفتح إيفان البوابة ودخل الفناء، فجاء الملك نفسه لمقابلته، وبعد محادثة طويلة، اكتشف أن إيفان تساريفيتش هو ابن أخيه، فأدخله إلى قاعته ودعا إخوته أيضاً، وبعد بقائهم في القصر فترة طويلة، أعطى الملك للإخوة كرة سحرية.

ثمّ رموها أمامهم وتبعوها حتّى وصلوا إلى جبل عالٍ وشديد الانحدار لدرجة أنّهم لم يتمكنوا من صعوده، وقام إيفان تساريفيتش بالدوران حول الجبل حتّى وجد أخيرًا شقًا، وصعد إليه ورأى بابًا حديديًا، ولمّا فتحه رأى بعض الخطافات الحديدية التي ربطها بيديه وقدميه، وصعد الجبل، وعند وصوله على مسافة من الجبل، رأى إيفان خيمة وعلى قمتها كرة نحاسية، ثمّ اقترب من الخيمة، وعندما دخل رأى إيفان ملكة جميلة مستلقية على أريكة.

وينام عند قدميها تنين بثلاثة رؤوس، فقطعه بضربة واحدة، شكرته الملكة على هذه الخدمة، وأعطته بيضة نحاسية، فأخذها وأكمل سفره، وبعد السفر لفترة طويلة، وجد خيمة من الشاش الناعم، مثبتة بشجرة أرز بواسطة حبال من الفضة، وعند دخول الخيمة وجد ملكة ترتدي ملابس غنية، تفوقت كثيرًا على الأولى في الجمال، وكان يقف عند قدميها تنين ذو ستة رؤوس، ثمّ ضرب إيفان كل الرؤوس بضربة، وكمكافأة على شجاعته، قدمت له الملكة بيضة فضية كانت فيها مملكة فضية، فأخذها من الملكة وسافر.

بعد فترة، جاء إيفان إلى خيمة ثالثة مصنوعة من الحرير، وعلى قمتها وُضعت كرة من الذهب الخالص، تمّ تثبيت الخيمة على شجرة غار بحبال ذهبية تتدلى منها مقابض من الماس، وهناك رأى ملكة تفوقت بجمالها على السابقات، وكان يقف عند قدميها تنين له اثني عشر رأسًا، ضربه إيفان بضربتين، وقد أعطته الملكة مقابل هذه الخدمة بيضة ذهبية تحتوي على مملكة ذهبية.

وأثناء حديثهما معًا سأل إيفان الملكة عما إذا كانت تعرف مكان والدته، فكشفت له مكانها وتمنّت له النجاح، وبعد السفر لمسافة طويلة، جاء إيفان إلى القلعة، وبعد السير طويلاً إلى قاعة واسعة حيث رأى والدته جالسة، مرتدية أردية ملكية، فاحتضنها إيفان بحنان وأخبرها كيف سافر بعيدًا مع إخوته بحثًا عنها، ثمّ أخبرته أمه أنّ جنيّاً سيظهر قريبًا، وأمرته بإخفاء نفسه في ثنايا عباءتها.

وأضافت: عندما يأتي الجنّي ويحاول أن تعانقني، حاول كل ما في وسعك للاستيلاء على عصاه السحرية، ثمّ يقوم معك من الأرض، لا تخف، لأنّه الآن سوف يسقط مرة أخرى ويتشقق، عندها عليك أن تجمع جثته وتحرقها، وتنثر الرماد في الحقل، فلف إيفان نفسه في عباءتها، وعندما ظهر الجنّي وعرض عليها احتضانها، ثمّ بدأ إيفان مهمته حسب توجيهات والدته، وأخذ العصا السحرية، وفي حالة من الغضب الشديد، طار الجنّي معها عالياً في الهواء، لكنّه سرعان ما سقط على الأرض وتحطم إلى قطع.

ثم جمع إيفان الرفات وحرقها، واحتفظ بالعصا السحرية، وبعد ذلك أخذ معه والدته والملكات الثلاث اللواتي أنقذهن،  وجاء إلى شجرة بلوط، وتركهم جميعًا ينزلون قبله أسفل الجبل بربطهم بقطعة قماش من الكتان، ولكنّ إخوته تركوه وحيدًا على الجبل، وسحبوا القماش من يديه، وأعادوا أمهم والملكات إلى مملكتهم، وجعلوهن يقمن بإخبار والدهم أنّ الإخوة الأكبر هم من وجدوهن وأنقذوهن، وهكذا تُرك إيفان تساريفيتش بمفرده على الجبل، ولم يعرف كيف ينزل.

وكان يلقى العصا السحرية بالصدفة من يد إلى أخرى، وفجأة وقف رجل أمامه، وقال: ماذا تطلب، إيفان؟  فسأل إيفان الرجل من هو، أجابه الرجل: أنا جني، ولكن بما أنك تمتلك الآن عصاه السحرية، وقمت بتغييرها من يد إلى أخرى، وهذا ما يجب عليك فعله دائمًا عندما تحتاج إلي، فأنا هنا مستعد لطاعتك، فقال إيفان: أعدني إلى مملكتي، ولم يكد إيفان ينطق بهذه الكلمات حتى وجد نفسه في الحال ينتقل إلى مدينته الأصلية.

تمنّى أولاً أن يعرف ما يجري في القلعة، ولكن بدلاً من الدخول مباشرة، ذهب وعمل في متجر لصناعة الأحذية، وكان إيفان بمساعدة الجنّي قد صنع مجموعة من الأحذية الرائعة وفي صباح اليوم التالي، أخذ صانع الأحذية بضاعته وذهب إلى المدينة ليبيعها، وبمجرد أنّ شوهدت هذه الأحذية الرائعة، تمّ شراؤها جميعًا في غمضة عين.

وعندما وصلت الأحذية للأميرات، طلبت الأميرات استدعاء صانعها، وطلبن منه عشرات الأحذية، وفي وقت مبكر من صباح اليوم التالي، بعدما استيقظ صانع الأحذية، وعندما نظر إلى جميع الأحذية الجاهزة احتضن إيفان، ثمّ أخذ كل الأحذية وأسرع إلى القلعة، وعندما رأت الأميرات كل هذا، كنّ مقتنعات أكثر من أي وقت مضى بأن إيفان يجب أن يكون في المدينة.

وقلن لصانع الأحذية: لقد استوفيت طلباتنا بشكل جيد وحقيقي، ولكن هناك خدمة أخرى يجب أن تقدمها لنا، واليوم يجب بناء قلعة ذهبية مقابل قصرنا، فوقف صانع الأحذية مذعورًا عند سماع هذا الطلب، وأجاب: أنا بالفعل صانع أحذية فقير، وكيف يمكنني فعل شيء كهذا؟ أجابت الأميرات: حسنًا، ما لم تحقق رغبتنا، سيتم قطع رأسك بالتأكيد، غادر الرجل المسكين القلعة في حزن، وبكى بمرارة.

وعند عودته إلى المنزل، أخبر إيفان بما طلبته الأميرات، أجاب إيفان: اذهب إلى الفراش بهدوء، وفي الصباح ستراه جاهزاً لذلك استلقى صانع الأحذية على المقعد ونام بسرعة، ثم دعا إيفان الجني وطلب منه أن ينفذ أوامر بنات الملك، وبعد ذلك ذهب إلى الفراش، وفي صباح اليوم التالي، عندما خرج القيصر والأميرات في وقت مبكر إلى الشرفة، اندهشوا من رؤية القلعة، لكن الأميرات أصبحن متأكدات تمامًا الآن أن إيفان كان في المدينة، وحالياً بعد ذلك رأوه بالفعل عند نافذة في القلعة الذهبية، ثمّ توسلن إلى القيصر ليذهب معهن إلى القلعة، وبمجرد أن صعدوا الدرج خرج إيفان للقائهن.

عندئذ ركضت والدته والأميرات الثلاث واحتضنه، ونظر إخوته إلى الأسفل خجلًا، وكان القيصر على وشك قتل أولاده الأثنين، لكن إيفان طلب منه عدم فعل ذلك، ثم عانقه والده وقال: إنّهم في الحقيقة لا يستحقون مثل هذا الأخ! وفي اليوم التالي تم الاحتفال بثلاث حفلات زفاف، لأبنائه الثلاث مع الأميرات الثلاث واستقر إيفان  مع أميرته في المملكة الذهبية.


شارك المقالة: