قصة الجمل الكاذب

اقرأ في هذا المقال


الكذب دائماً ما يضرّ بصاحبه، يجب على الشخص أن يتصف بعدم التظاهر، هذا ما حدث مع جمول الذي كان يستخدم التظاهر؛ حتى يخلّص نفسه من العمل، أو الاشتراك بالسباقات، وعندما أهمله صاحبه شعر بالملل، وعلم بأن تظاهره وكذبه قد قادوه إلى الطريق الخاطئ، وقرّر أن يعود لصاحبه ويكفّ عن تلك العادة السيئة.

قصة الجمل الكاذب

كان هنالك جمل اسمه جمول، وهو جمل سريع في الجري ومن الجمال النشيطة، وكان صاحبه دائماً ما يشاركه في سباقات الجمال، ولأنّه جمل سريع ورائع كان يفوز في كل السباقات، وفي مرّة من المرّات بينما كان هذا الجمل يسير بسرعة كبيرة إذ تعثّر بحجر صغير ووقع على الأرض، شعر الجمل جمول بالغضب والاستياء من ذلك، وقرّر أن لا يشارك في السباقات مرّةً أخرى.

ولكن صاحبه كان مصرّاً على مشاركته في كل السباقات التي تنعقد، كان هذا الجمل يستخدم الكذب والتظاهر بأنّه يركض ببطء ولا يستطيع أن يسرع؛ وهذا من أجل أن يتراجع صاحبه عن قرار مشاركته في منافسات السباق، ولكن صاحبه ظلّ يدفعه للمشاركة، وفي يوم من الأيام علم الجمل بأنّ صاحبه يريد أن يذهب به إلى مكان آخر.

صعد الجمل مع صاحبه بالسيارة وسار معه حتى وصلا إلى مكان يختلف تماماً عن الصحراء؛ فهو مليء بالأشجار والأعشاب، فجأةً شاهد الجمل بغل صغير يحمل صاحبه عليه أحمال ثقيلة؛ فصار الجمل يسخر منه، ولكنّه تذكّر فجأةً أن صاحبه كان يضع فوق ظهره حمولات كثير قبل أن يشاركه في السباقات.

تذكّر الجمل أيضاً أنّه كان يستخدم الكذب في هذا المجال؛ حيث كان يتعثّر عمداً ويتظاهر بأنّه يعرج على قدمه، كي يستريح من الأحمال الثقيلة، حتى أن الناس كانوا يطلقون عليه اسم: الجمل الأعرج، ترك صاحب الجمل جمول في هذا المكان وعاد إلى الصحراء، ومع مضي الوقت كان الجمل يلاحظ بأنّ جميع الحيوانات تعمل، منها من يجر العربات، ومنها من يرعى الأعشاب.

مع مرور الوقت شعر الجمل جمول بالملل الشديد؛ حتى أنّه عندما كان يطلب مرافقة الحيوانات، كانت ترفض مصاحبته لأنّه جمل كسول، شعر الجمل جمول بأنّه أصبح عديم الفائدة، وقرّر أن يعود للصحراء ويعمل مع صاحبه ويشترك بالسباقات، ولكن صاحبه رفض أن يعيده في البداية، وعندما وعده الجمل جمول بالابتعاد عن الكذب وافق على ذلك، وصار جمول من أنشط الجمال، وكان دائماً يفوز بالسباقات ويحصل بها على المراكز المتقدّمة.


شارك المقالة: