قصة الجمل بازل يفقد سنامه

اقرأ في هذا المقال


يحب الأطفال قصص الحيوانات كثيراً، ففي قصص وحكايات الحيوانات الكثير من العبر والفائدة والحكمة، سنحكي في قصة اليوم عن واحد من حيوانات المزرعة الجميلة وهو الجمل الصغير بازل، حيث كانت الحيوانات تحب هذا الحيوان وتحب أن ترى سنامه، ولكنّه في يوم من الأيام اختفى هذا السنام، وحزن هو وجميع الحيوانات لفقدانه، ولكن عندما عادت أم الجمل من رحلتها استطاعت معرفة السبب راء ذلك.

قصة بازل يفقد سنامه

في إحدى المزارع الجميلة الغناء وذات الأشجار الخضراء الباهية المنظر يعيش الجمل بازل مع عائلته، وهي أمّه وأبوه وهو فقط، وكان يعيش أيضاً في تلك المزرعة الكثير من الحيوانات الأخرى مثل البط والقطط والكلاب والديوك والأحصنة وغيرها، وكان الجمل بازل من الحيوانات المميّزة والمحبوبة في المزرعة؛ حيث كان له سنام طويل وجميل جدّاً.

كان بازل كلّما مشى في المزرعة فرحت به الحيوانات، ومن أكثر ما كانوا يحبّون النظر إليه هو سنامه الطويل الرائع، وكان كلمّا يكبر في السن يكبر معه هذا السنام الجميل، حتّى أصبح بالنهاية كبير جدّاً وكأنّه هرم كبير، وفي يوم من الأيام خرجت أم الجمل بازل مع صاحب المزرعة واسمع عاصم، وكانت تريد أن تذهب معه في رحلة إلى قرية بعيدة جدّاً، وكان يستخدمها صاحب المزرعة في حمل المحصول والأمتعة فوق ظهرها.

شعر الجمل بازل بالحزن الكبير لغياب أمّه؛ فهو قد اعتاد على وجودها بجانبه دائماً وأن تعتني به وتطعمه وتشربه أيضاً، ومن شدّة حزنه على أمّه جلس لوحده حزيناً، وكان يرفض أن يأكل أو يشرب، لاحظت الحيوانات جميعها ذلك عليه، ومن شدّة حب الحيوانات للجمل بازل حاولوا أن يساعدوه وأن يفعلوا بعض الأمور المضحكة من أجل أن يقبل أن يلعب معهم وأن يأكل ويشرب.

جاء الحصان في المزرعة وقام برفس التراب حتّى طار في الهواء، وحضرت العنزات الموجودة وبدأت تتظاهر بأنّها تتعارك، وصارت تتناطح أمامه، حتّى الكلاب صارت تتسابق مع بعضها البعض، كان ذلك كلّه في سبيل الترفيه عن الجمل بازل، ودعوته للعب مع الحيوانات الأخرى، ولكن الأمر المؤسف أن كل ما فعلته هذه الحيوانات لم يجدِ أي نفع مع الجمل بازل الحزين.

طال غياب والدة الجمل بازل عنه لأيام عديدة، وظلّ هو جالساً لوحده حزيناً على فراقها، ومع مرور الأيام صار الجمل بازل نحيل الجسم جدّاً؛ حتى إنّ الحيوانات لاحظت عليه وجود شيء غريب، كان هذا الشيء هو اختفاء سنامه تماماً، جاء الحصان هو وبقية الحيوانات في يوم من الأيام إلى الجمل بازل وصاروا يسألونه عن سنامه.

تعجّب الجمل بازل من قول الحيوانات، ولكنّه لم يكن يستطع أن يرى إن كان سنامه قد اختفى أم لا؛ لذلك قرّر أن يقف في الشمس كي يرى ظلّه، وعندما وقف لم يظهر سنامه في الظل، شعر الجمل بازل بالحزن الشديد لذلك، وصار يقول للحيوانات: أنا حقّاً لا أعرف أين ذهب سنامي، ولكن أمي هي الحيوان الوحيد الذي سيعرف السبب في ذلك، سوف أنتظرها حتى تعود.

مرّت الأيام حتّى حان موعد عودة أم الجمل بازل مع عاصم صاحب المزرعة، وعندما عادت أمّه فرح الجمل بازل بها كثيراً، وفرحت برؤيتها كذلك بقية حيوانات المزرعة، اقترب الجمل بازل من أمّه وقال لها: يا أمي انظري لقد اختفى سنامي، سألته أمّه: وهل اعتنيت بطعامك وشرابك في غيابي كما أوصيتك؟ قال لها الجمل بازل: كلّا يا أمي؛ فأنا لم آكل أو أشرب أي شيء.

شعرت أم الجمل بازل بالحزن لأجل ابنها، وبدأت تعتني بطعامه وشرابه جيّداً، أكل الجمل بازل جيداً حتّى شبع، وشرب حتى ارتوى، وفجأةً وبعد عدّة أيّام بدأ سنامه يظهر شيئاً فشيئاً في ذلك الوقت؛ فعلم الجمل بازل وأمّه ان سبب اختفاء سنامه كان بسبب عدم الأكل أو الشرب لمدّة طويلة، قالت له أمّه: لا تقلق يا بني سوف آخذك معي إلى حيث أذهب دائماً وسأظلّ أعتني بك.

فرح الجمل بازل بسنامه الجديد، وعاد ليكبر ويصبح شكله مثل شكل الهرم، وفرحت كذلك بقية الحيوانات من أجله؛ إذ أنّه عاد يأكل ويشرب ويضحك معهم كما كان من قبل، وكان كلمّا يمشي برفقة أمّه ينظر لظلّ سنامه في الشمس ويفرح بها كثيراً.


شارك المقالة: