قصة الجنديان

اقرأ في هذا المقال


قصة الجنديان أو (The Two Soldiers) هي قصة من الحكايات الخيالية والفولكلور المحبوبين في فرنسا التي قدمت الشخصيات العالمية التي ما زلنا نحبها حتى اليوم.

الشخصيات:

  • الجنديان.
  • الحيوانات.
  • الملك.

قصة الجنديان:

ذات مرة كان هناك جنديان يبلغان من العمر ستين عامًا تقريبًا اضطرا إلى ترك الخدمة، وقررا العودة إلى بلدهما، وبينما كانا مسافرين قال أحدهما للآخر: ما الذي سنفعله لكسب عيشنا؟ نحن أكبر سنًا لتعلم التجارة، وإذا بعنا الخبز فسيقال لنا أنّنا لسنا أكبر سنًا في العمل، ولن ننفع في أي شيء، قال الآخر: نقوم بالقرعة حيث سيفقد أحدنا عينيه، وسيقوده الآخر وسنذهب ونتوسل الصدقات معًا.

اعتقد الجندي الآخر أنّها فكرة جيدة، ووقعت القرعة على من قدم الاقتراح وأخرج رفيقه عينيه وقاد أحدهما الآخر وراحوا ينتقلون من باب إلى باب يتوسلون الخبز، وقد أعطي لهما الكثير، لكنّ الأعمى لم يحصل إلا على القليل من الخبر وكان رفيقه يحتفظ بكل ما هو جيد لنفسه، ويعطيه فقط قشور الخبز الصلب، فقال الرجل البائس: وحاسرتاه! ألا يكفي أن أكون أعمى؟ هل يجب أن أتعرض لمثل هذه المعاملة السيئة أيضًا؟

قال الآخر: إذا اشتكيت مرة أخرى سأتركك هنا، لكنّ الأعمى المسكين لم يستطع أن يشتكي وأخيرًا تركه رفيقه في الغابة، وبعد أن تجول في كل مكان توقف الأعمى عند سفح شجرة، وقال لنفسه: الليل قادم وسوف تلتهمني الوحوش لذلك سأختبئ هنا، وصعد إلى الشجرة من أجل الأمان وقرابة الساعة الحادية عشرة أو الثانية عشرة، جاءت أربعة حيوانات إلى نفس المكان.

كان هناك الثعلب والخنزير البري والذئب والظبي، قال الثعلب: أنا أعرف شيئًا لكنّني لن أقوله لأحد، قال الذئب: أنا أيضًا أعرف شيئًا، قال الظبي: وأنا أيضًا، فقال الخنزير البري: أف، أنت مع قرونك الصغيرة ماذا تعرف؟ قال الظبي: هناك قدر كبير من الذكاء في عقلي الصغير وفي قرني الصغيرة، قال الخنزير البري: حسنًا، دع كل واحد منكم يخبرنا بما يعرفه.

قال الثعلب: هناك نهر صغير بالقرب من هنا مياهه ستعيد البصر للمكفوفين ولقد أطفأت عيني عدة مرات في حياتي، واستحممت في ذلك الماء وشفيت، قال الذئب: أنا أعرف ذلك النهر أيضًا لقد عرفت ذلك أكثر منك، ابنة الملك مريضة للغاية وقد وعد والدها بتزويجها من الشخص الذي سيعالجها، إنّ إعطائها ماء هذا النهر سيكون كافياً لاستعادة صحتها.

قال الخنزير البري بدوره: مدينة ليون بحاجة إلى الماء وقد وعدوا بخمسة عشر ألف فرنك لمن سيحصل عليها، والآن إذا كانوا سيقومون بالحفر تحت أشجار البلوط سيجدون نبعًا ويكون لديهم وفرة من المياه، قال الخنزير البري: أنا لا أعرف شيئًا، ثمّ انفصلت الحيوانات، قال الأعمى لنفسه: آه لو وجدت هذا النهر فقط، ونزل من على الشجرة وذهب يتلمس طريقه في أنحاء الغابة.

أخيرًا جاء إلى النهر وهناك غسل عينيه، وبدأ يبصر مرة أخرى وقرر الاستحمام مرة أخرى واستعاد بصره تمامًا، ثمّ ذهب على الفور إلى عمدة ليون وأخبره أنه إذا أرادوا الماء فعليهم فقط الحفر تحت البلوط  وكان متأكداً بما فيه الكفاية، وعندما تم حفر البلوط اكتشفوا نبعًا وكانت المدينة تحتوي على كمية المياه التي تحتاجها وحصل الجندي على الخمسة عشر ألف فرنك الموعودة، وذهب لرؤية الملك.

قال له: مولاي سمعت أنّ ابنتك مريضة جدًا، ولدي شيء يعالجها وأخبره عن ماء النهر، فأرسل الملك أحد رجاله على الفور للحصول على بعض الماء وجعلوا الأميرة تشربه وجعلوها تستحم منه وشفيت، قال الملك للجندي: على الرغم من أنّ عمرك كبيراً، ولكن يجب أن تتزوج ابنتي وإلّا إذا كنت تفضل فسأعطيك بعض المال، فضل الجندي أن يتزوج الأميرة لأنه كان يعلم جيدًا أنه معها سيكون لديه المال أيضًا.

وتمّ الزواج دون تأخير، وذات يوم عندما كان الجندي يتجول في الحديقة، رأى رجلاً يرتدي ثيابًا قديمة ويطلب الصدقة فتعرف على الفور على رفيقه القديم، فقال له عندما جاء إليه: ألم يكن هناك اثنان منكم يتوسلان الصدقات من قبل؟ أين رفيقك؟ أجاب المتسول: إنّه ميت، فقال له: أخبرني بحقيقة ما أصابه؟ فرد الآخر: لقد تركته، وعندما سأله: لماذا؟

فقال: كان يشتكي دائمًا وكان دائمًا هو من يحصل على القطع الجيدة عندما كان لدينا خبز، وقد أعطيته الفتات لأنّه ليس لديه أسنان، وأكلت القشور وأعطيته اللحم واحتفظت بالعظام من أجل نفسي، فقال الرجل الآخر: إنّها كذبة! لقد فعلت العكس تمامًا هل تعرف أين رفيقك اليوم؟ فقال: لا أعلم، فقال له: حسنًا أنا ذلك الرفيق، فرد عليه: لكن ألست رجلاً نبيلاً؟

فقال له: أنا صهر الملك، لكنّني أيضًا رفيقك القديم، تعال وسأخبرك بكل شيء عن ذلك، فلمّا علم المتسول كل ما حدث للأعمى قال له: أود أن أحظى بنفس الحظ لذلك خذني إلى نفس الشجرة، ربما ستأتي الحيوانات إلى هناك مرة أخرى، قال الآخر: عن طيب خاطر أنا على استعداد لأرد لك الخير بالشر، وأخذ المتسول إلى الشجرة. وصعد إليها.

وحوالي الساعة الثانية عشرة اجتمعت الحيوانات الأربعة هناك مرة أخرى، وقال الثعلب للآخرين: ما قلناه الليلة الماضية قد أصبح حقيقة، ابنة الملك شفيت ومدينة ليون بها ماء، إذاً من كشف أسرارنا؟ قال الذئب: ليس أنا، وقال الظبي: ولا أنا، قال الثعلب:  أنا متأكد من أنّه الخنزير البري لم يكن لديه ما يقوله بنفسه وذهب وأخبر ما قاله الآخرون.

أجاب الخنزير البري: هذا غير صحيح، قال الثعلب: سنكون الثلاثة ضدك، قال الخنزير البري وهو يكشف أسنانه: أنا لست خائفًا منك، لا تحاول حتّى التدخل في شؤوني و فجأة رفعوا عيونهم، ورأوا المتسول على الشجرة، فقالوا بصوت واحد: أوه! أوه هنا رجل يتجسس علينا، وفي الحال بدأوا  في العمل على قطع الشجرة. فامسكوا الرجل واكلوه.


شارك المقالة: