قصة الجني بونز

اقرأ في هذا المقال


قصة الجني بونز أو (The Fairy Bonz) هي من الحكايات الشعبية الصينية والكونفوشيوسية والبوذية، ربما وصلت من ألمانيا جنبًا إلى جنب مع البوذية، تشمل الحكايات الشعبية الصينية مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأشكال مثل الأساطير والخرافات وما إلى ذلك.

الشخصيات:

  • مينغ.
  • زوجة مينغ.
  • تشين.
  • خطيبة تشين.

قصة الجنية بونز:

في مدينة معروفة ومكتظة بالسكان في إحدى مقاطعات شمال غرب الصين، كان يقيم هناك ذات مرة رجل اسمه منغ حيث انتشرت شهرته في جميع أنحاء المدينة وبعيدًا في البلاد خارجها، وكان هو الرجل الأغنى والأكثر مغامرة بين التجار، لقد بدأ حياته كفتى فقير، ثمّ صعد بثبات خطوة بخطوة حتّى أصبح ثريًا للغاية وكان صاحب أكبر مشاريع عظيمة في المدينة.

كان مينغ شديد التعاطف الشديد مع رفاقه، وكان لديه قلب طيب جداً، ولم يطرد أي شخص طرق بابه للحصول على المساعدة، وكان يساعد الأرامل والأيتام ويمنع رعب الجوع عنهم، كان يمكن اكتشاف طيبة منغ من الطريقة التي وزع بها جزءًا كبيرًا من ثروته بين الفقراء، ولم تخطر بباله المكافأة والحصول على المدح من الناس لقد تأثر فقط بالرغبة الصادقة في تخفيف معاناتهم.

وكانت نظرة الفرح التي برزت على وجوه أولئك الذين ساعدهم بالنسبة له أحلى مبلغ يمكن أن يدفع له مقابل المبالغ التي دفعها، إنّ شهرة منغ أصبح لها تأثير كبير على ثروات ابنه الوحيد تشين، وفي أحد الأيام تلقّى رسالة من رئيس عائلة من العائلات الأرستقراطية في مدينة بعيدة، وتوسّل إليه أن يوافق على ارتباط العائلتين حيث كتب هذا الرجل أن لديه ابنة جميلة جداً.

وكان يرغب في أن تكون مخطوبة لابن مينغ، لأنّ سمعة منغ في الخير وصلت إلى هذا الرجل، كان منغ مسرورًا بهذا العرض، لذلك استجاب على الفور للنداء، وبعد بعض المراسلات الصغيرة تمّت الخطبة بالشكل المناسب، وارتبط ابنه بابنة هذا التاجر بخطبة علنية، وفي أحد الأيام جاء لباب منزله كاهن وطلب أن يتم استقباله كضيف لبضعة أيام حيث كان في رحلة حج وتعب من الرحلة الطويلة.

استقبله مينغ وعامله بكل كرم الضيافة الذي اعتاد تقديمه للناس، كان هذا الكاهن رجل طيب حتّى أنّه استحوذ على قلوب جميع أفراد الأسرة وأصروا على إطالة إقامته، وبقي لأشهر كضيف معهم، وفي أحد الأيام طلب الكاهن من ابن مينغ أن يجمع بعض البلاط ذي الأشكال الغريبة، ويدفنها في الأرضيات الترابية للمباني القديمة التي يملكونها، كان تشين يشعر بالحب العميق والاحترام للكاهن.

فنفذ كلامه دون أن يسأل عن السبب، وجاء اليوم الذي أعلن فيه الكاهن أنه يجب عليه الرحيل، فعرض مينغ عليه مبلغ كبير من المال للبقاء بينهم، ومع ذلك رفض الكاهن ذلك، لم يتوقع منغ أنّ الضيف الذي كان في بيته كان جني متخفي، حيث أرسل حكام أرض الجن الغربية البعيدة الذين تأثروا بشكل كبير بحياة منغ النبيلة في دعم البائسين الكاهن لاتخاذ الترتيبات اللازمة لمواجهة أزمة كارثية كانت ستحدث قريبًا في منزل مينغ.

وبعد بضعة أشهر من ترك الكاهن لهم، وقعت سلسلة من الكوارث على منزل منغ، وخسر مبالغ ضخمة من المال فجأة، ووجد نفسه عاجزاً تمامًا عن سداد ديونه، وأصبح مفلسًا تمامًا، لقد أثر ذلك عليه لدرجة أنه  مرض مرضًا خطيراً، وبعد أيام قليلة من المعاناة الشديدة مات وترك زوجته وابنه حزينين، وبعد فترة من الوقت، فكر ابنه تشين في الذهاب لوالد خطيبته لمد يد العون له.

وعندما وصل بوابات قصره الفخم، تمّ إغلاق الأبواب وسدها بوجهه، وأخبره الحراس أنّ أوامر سيد المنزل كانت عدم استقباله على الإطلاق، وعندما أخبرهم أنّه صهره، ولكنّهم أخبروه أنّ سيدهم منعه بالتحديد من الدخول بسبب إفلاسه، كان تشين مرعوبًا للغاية من هذه الكلمات لدرجة أنه هرب من البوابة، كان يعبر الطريق بقلبه المثقل تمامًا وفي يأس مطلق.

وبعد أن وصل إلى منزله أخيرًا، وأخبر والدته بما فعل والد خطيبته، كانت حزينة للغاية، في تلك الأثناء عرفت خطيبته بفعل والدها وأنّه يخطط لتزويجها من شخص آخر، لكنها لم توافق ولكنّ والدها سارع في ترتيبات حفل زفاف ابنته من رجل آخر، وعندما أدركت أن كل توسلاتها وصلواتها لم تحدث أي تأثير عليه، فقد قررت منع حدوث مثل هذه المأساة، وفي صباح اليوم التالي هربت من البوابة الجانبية لقصرهم خلسة.

وخرجت برداء امرأة متسولة وتوجهت بسرعة نحو بلد تشين، وسافرت لعدة أشهر ومرت بمغامرات، وفي إحدى الأمسيات وقفت أمام  باب منزل تشين المهجور، وفي غضون دقائق قليلة خرجت والدة تشين من غرفتها عندما رأتها، كانت مليئة بالشفقة الشديدة عليها وبدأت تريحها بكلمات لطيفة، وعندما طلبت منها الدخول كانت تجهش بالبكاء، تأثرت السيدة منغ بشدة برؤية هذه المرأة التعيسة.

وعندما رأت جمال وجهها كانت السيدة منغ مدهشة صرخت وهي تضع يدها بحنان على كتفها: أخبرني من أنت، لا أستطيع أن أصدق أنّك امرأة متسولة، لابد أنّك تنكرت للهروب من شيء، ثمّ قادتها السيدة مينغ إلى غرفة نومها حيث تخلصت من ملابسها  القديمة، وأخبرت أم تشين قصتها وكشفت عن نفسها أنّها خطيبة ابنها، كانت السيدة سعيدة بوجودها هي وتشين وقاموا بمناقشة خطة لبيع المباني القديمة.

والتي اعتاد فيها تشين والكاهن البوذي على قضاء جزء من يومهما معًا بها، وذهب تشين لمعرفة حالتها حتى يتمكن من تحديد سعر لها، ونظرًا لعدم استخدامها لبعض الوقت نمت الأعشاب حولها، وعندما نظر تشين حوله وهو يشعر بخيبة الأمل حيث كان هواء المكان رطبًا وعفنًا وكانت أنسجة العنكبوت الرائعة تملأ العوارض الخشبية فوقها، فقام تشين بفتح النوافذ على مصراعيها للسماح بدخول أكبر قدر ممكن من أشعة الشمس.

وبينما كان يفكر في المشكلة التي كانت أمامه، لفتت عينه بريقًا فضيًا من جزء من الأرض الترابية حيث من الواضح أنّ السطح قد خدش من قبل بعض الحيوانات التي تجولت فيه، نظر تشين باهتمام إلى الشيء الأبيض اللامع، وأدرك أنه كان أحد البلاط الذي جعله الكاهن يدفنه في الأرض، وعندما التقطه اكتشف أنّه بطريقة غامضة تحول إلى فضة، فحفر في الأرض ووجد أنّ كلّ بلاطة تحت أرضية هذا المبنى القديم أصبحت فضة.

بعد بضعة أيام من نقل كنزه إلى مكان آمن في مسكنه، أدرك تشين أنّه يمتلك الآن عدة ملايين من الدولارات، ولقد أصبح مليونيراً مع ثروة هائلة، وهكذا أظهرت الأعمال الجيدة للسيد مينغ، وتعاطفه مع الفقراء والمنكوبين نتيجتها، من خلال تحويل منزله المتهدم إلى مصدر كنز لابنه.


شارك المقالة: