قصة الحصان المشتعل

اقرأ في هذا المقال


قصة الحصان المشتعل أو (The Flaming Horse) قصة خيالية للكاتب باركر فيلمور، مؤلف كتاب (The Laughing Prince)، كان جامعًا ومحررًا للحكايات الخيالية من الحكايات التشيكوسلوفاكية والفولكلور السلافي، استمتع فيلمور بالقصص الخيالية التي كانت جزءًا من تراث العديد من الأشخاص الذين قابلهم في تشيكوسلوفاكيا وأماكن أخرى.

الشخصيات:

  • الساحر.
  • رجل الساحر.
  • الملك.

قصة الحصان المشتعل:

كانت هناك أرض كئيبة ومظلمة مثل القبر لأنّ شمس السماء لم تشرق عليها أبدًا، كان ملك هذه الأرض لديه حصان رائع، نمت على جبهته شمس ملتهبة، ولكي يحصل رعاياه على الضوء الضروري للحياة جعل الملك هذا الحصان يقود ذهابًا وإيابًا من أحد طرفي مملكته المظلمة إلى الطرف الآخر، وأينما ذهب رأسه الملتهب كان يبدو وكأنه يوم جميل.

وفجأة اختفى هذا الحصان الرائع، وحلّ الظلام الدامس الذي لا يمكن أن يبدده شيء على البلاد ،وانتشر الخوف بين الناس وسرعان ما عانوا من فقر مُدقع، لأنّهم لم يتمكنوا من زراعة الحقول أو فعل أي شيء آخر يكسبون رزقهم منه، وازداد الارتباك حتّى رأى الملك أنّ البلاد كلها ستهلك، ومن أجل إنقاذ شعبه إذا أمكن، جمع جيشه معًا وانطلق في البحث عن الحصان المفقود.

وخلال الظلام الحالك شقّوا طريقهم ببطء وبصعوبة إلى حدودالمملكة البعيدة، وأخيرًا وصلوا إلى الغابات القديمة التي تحد الدولة المجاورة ورأوا من خلال الأشجار أشعة خافتة من أشعة الشمس التي تنعم بها تلك المملكة، وهناك جاءوا إلى كوخ صغير منعزل دخله الملك ليعرف مكانه ويسأل صاحبه عن الاتجاهات للمضي قدمًا، وهناك وجد رجلاً جالسًا على الطاولة يقرأ باجتهاد من كتاب كبير مفتوح.

فلما انحنى له الملك رفع عينيه وردّ التحية وقام، ومن خلال مظهره بدا رجلاً غير عادي بل كان ساحراً وقال للملك على الفور: كنت أقرأ عنك للتو، أنك ذهبت بحثًا عن الحصان المشتعل ولا تجهد نفسك أكثر فلن تجده أبدًا، لكن ثق بي وسوف أحصل عليه من أجلك، فقال الملك: إذا فعلت هذا، سأدفع لك المال فقال الساحر: لا أطلب مكافأة، عد إلى المنزل في الحال مع جيشك، لأنّ شعبك بحاجة إليك فقط اترك هنا معي أحد رجالك.

فعل الملك تمامًا كما نصحه الساحر وعاد إلى المنزل في الحال، وفي اليوم التالي انطلق الساحر ورجله، وسافروا بعيدًا وطويلًا حتى عبروا ستة بلدان مختلفة، ثمّ ذهبوا إلى البلد السابع الذي كان يحكمه ثلاثة إخوة تزوجوا من ثلاث أخوات كانت أمهنّ ساحرة، فقال الساحر للرجل: امكث هنا بينما أذهب لأكتشف ما إذا كانت الأميرات في المنزل، ولأكتشف هل هنّ من سرقن الفرس الملتهب.

ثم حول الساحر نفسه إلى طائر وطار إلى نافذة الملكة الكبرى وطار حولها وطرق حتّى فتحت النافذة وأدخلته إلى غرفتها، وعندما سمحت له بالدخول، نزل على يدها فقالت له: أنت طائر جميل! لو كان زوجي في المنزل سيكون سعيداً بوجودك، لكنّه في طريقه لزيارة مملكته ولن يعود إلى المنزل حتّى المساء، وفجأة دخلت أم الملكة الساحرة العجوز إلى الغرفة وبمجرد أن رأت الطائر صرخت في وجه ابنتها: أكسري رقبة ذلك الطائر الملعون، وإلا سوف يقتلك.

وحاولت اصطياد العصفور، لكنّ الطائر غيّر نفسه إلى رجل وخرج من الباب بسرعة وهرب، بعد ذلك غيّر نفسه مرة أخرى إلى طائر وطار إلى نافذة الأخت الثانية، ونقر عليه حتّى فتحته وتركته يدخل ثم طار حولها واستقر على إحدى يديها، وقالت له: سيكون زوجي سعيداً بك لو كان في المنزل، لكنّه في طريقه لزيارة مملكته ولن يعود حتى مساء الغد.

وفي تلك اللحظة ركضت الساحرة إلى الغرفة وبمجرد أن رأت الطائر صرخت: اكسري عنق هذا الطائر البائس، وإلا سوف يقتلك، ثمّ تحول الطائر إلى رجل ركض عبر الباب وذهب قبل أن يعرفوا مكانه، وبعد لحظة غير نفسه مرة أخرى إلى طائر وطار إلى نافذة أصغر ملكة، وحدث معه نفس الشيء، وعندها عرف الساحر الآن مكان وجود الملوك ومتى سيعودون إلى المنزل، لذلك وضع خططه وفقًا لذلك.

أخذ خادمه وانطلقوا حتّى وصلوا إلى الجسر الذي كان على الملوك الثلاثة عند عودتهم عبوره، واختبأ الساحر ورجله تحت الجسر وظلوا منتظرين حتى المساء، وعندما غابت الشمس، سمعوا صوت الحوافر تقترب من الجسر، كان الملك الأكبر عائداً إلى دياره، وعند الجسر تعثر حصانه على جذع كان الساحر قد وضعه هناك، فصرخ الملك بغضب، وعلى الفور قفز الساحر من تحت الجسر وهاجم الملك.

وبعد صراع قصير سقط الملك عن جواده الميت، وربط الساحر الملك الميت بحصانه، واقتاده إلى المنزل، واختبأ الساحر مرة أخرى وظل هو ورجله في الانتظار حتّى مساء اليوم التالي، وفي ذلك المساء قرب غروب الشمس جاء الملك الثاني راكبًا إلى الجسر، فقفز الساحر من تحت الجسر، وسحب سيفه وقاتل الملك، وبعد صراع قصير سقط الملك الثاني، وقيّده الساحر.

وانتظر مساء اليوم الثالث الملك الأخير، وعند غروب الشمس في اليوم الثالث عاد أصغر الملك راكضًا إلى المنزل على حصان مشتعل، وقاتل كلاهما بقوة، ثمّ قتل الساحر الملك الثالث، وأمسك الحصان الملتهب وركب عليه وغادر، في هذه الأثناء كان هناك حزن عميق في القصر الملكي على الملوك المقتولين، كانت القاعات مغطاة بالأسود وكان الناس يأتون من أميال من حولهم لينظروا إلى الجثث المشوهة للأخوين الأكبر التي حملتها الخيول إلى المنزل.

وكانت الساحرة العجوز تجلس بجانب الجثث بغضب، ووضعت خطة يمكن بموجبها الانتقام لمقتل أزواج بناتها، وأخذت بناتها الثلاث تحت ذراعها وطارت في الهواء، كان الساحر ورجله قد قطعوا جزءًا كبيرًا من رحلتهم وكانا يسارعان فوق الجبال الوعرة وعبر السهول الصحراوية، ثمّ فجأة توقفوا بشجرة تفاح كانت تنحني وهي تحمل الفاكهة الناضجة.

وعندما ركض الرجل إلى الشجرة ليأكل منها، قال له الساحر: انتظر! لا تلمسها! سأختار لك منها بنفسي وقام بسحب سيفه وضرب شجرة التفاح بضربة قوية، فتدفق الدم الأحمر منها، فقال الساحر: انظر كنت ستهلك إذا أكلت تفاحة واحدة، شجرة التفاح هذه هي التي وضعتها الملكة الكبرى الساحرة هنا لتدميرنا، ثمّ جاءوا إلى شجيرة ورد مغطاة بالورود الحمراء الجميلة التي تعطر كل الهواء برائحتها، فقال الرجل: ما أجمل الورود.

لم أر مثل هذا في كل حياتي، فقال الساحر: لا تقترب منها، سوف أقطفها من أجلك، وعندما قطعها بسيفه تدفق دم أحمر منها كما لو أنه قطع وريدًا بشريًا، فقال الساحر: لقد وضعتها الساحرة هنا على أمل أن تنتقم منّا لمقتل أزواج بناتها، وبعد ذلك عندما عبروا حدود المملكة المظلمة أرسلت الشمس في جبين الحصان أشعتها الرائعة في كل الاتجاهات، وكل شيء عاد إلى الحياة.

وابتهجت الأرض وغطت نفسها بالزهور، شعر الملك أنه لا يستطيع أن يشكر الساحر بما فيه الكفاية وعرض عليه نصف مملكته، فقال الساحر: أنت الملك، استمر في الحكم على مملكتك كلها ودعني أعود إلى كوخي بسلام، وودع الملك ورحل.


شارك المقالة: