لكل مجتهد نصيب، هذا ما حدث مع الحطاب النشيط أحمد الذي استطاع باجتهاده أن يحصل على عمل أفضل من عمله، بينما أخيه الحطاب الكسول لم يستطع ذلك، وبسبب كسله خسر عمله أيضاً.
قصة الحطابان
في إحدى القرى كان هنالك أخوان حطّابان يعملان بتقطيع الأخشاب وبيعها في السوق، كان أحمد حطاب نشيط ويعمل بكل اجتهاد وأمانة، بينما كان سائد حطاب كسول ويحب أن يقضي معظم وقته بالراحة، وفي يوم من الأيام بينما كان أحمد وسائد يعملان بتقطيع الأخشاب إذ قال سائد لأخيه أحمد: أنا أريد أن أرتاح قليلاً لأنّني أشعر بالتعب.
تفاجأ أحمد من كلامه وقال له: لا زلنا في أوّل ساعات العمل، لا وقت للراحة، ظلّ سائد يفكّر في طريقة كي يحتال بها على أخيه ويتوقّف عن العمل، فقرّر أن يحتال ويتظاهر بأنّ بطنه تؤلمه، صار سائد يصرخ فجأةً ويقول: آه يا بطني، بطني يؤلمني جدّاً، تعال يا أخي وساعدني.
وعندما جاء أحمد ووجد أخيه يصرخ من الألم، حمله ووضعه أسفل شجرة من الأشجار كي يستريح، وظلّ سائد المحتال نائماً أسفل الشجرة دون عمل، أمّا أخيه أحمد فظلّ يعمل عن اثنين دون توقّف، وفي نهاية اليوم عاد أحمد وأخيه سائد إلى المنزل، وكان يجب عليهما تسليم الخشب لأحد التجار في اليوم التالي.
في اليوم التالي استيقظ أحمد من نومه باكراً ليذهب إلى التاجر كي يسلمّه الخشب، وعندما حاول أن يقظ أخيه سائد ظلّ نائماً ولم يقبل أن يستيقظ بحجّة أن بطنه لا زالت تؤلمه، ذهب أحمد إلى التاجر لوحده ومعه الخشب، وعندما رأى التاجر أن أحمد يقوم بحمل الأخشاب لوحده أعجب بأمانته واجتهاده؛ لذلك عرض عليه أن يعمل معه في مزرعته بأجر أكبر.
وافق أحمد على ذلك وفرح كثيراً، وعندما علم سائد بذلك قال لأخيه بأنّه يريد العمل معه، ولكن التاجر لم يكن بحاجة إلا لحطاب واحد، وبذلك خسر سائد بكسله المال الكثير، بالإضافة إلى أنّه لم يعد يستطع العمل لوحده لأن أخيه صار يعمل لدى تاجر يسكن في مكان بعيد.