الشخص الذي يحب الخير ومساعدة الآخرين، فلا بد أن يأتي يوم ويردّ له هذا الخير الذي قدّمه لغيره، هذا ما حدث مع الحطاب الفقير الذي كان يحب فعل الخير ومساعدة الآخرين؛ وبفضل معروف بسيط مع رجل عجوز، نال هذا الحطاب مكافأة كبيرة وعاش بسعادة مع والدته.
قصة العجوز والحطاب
في إحدى القرى يعيش الحطاب طيب القلب في كوخه الصغير مع والدته، وعلى الرغم من الفقر الذي يعيشه هذا الحطاب إلّا أنّه كان رجل طيب القلب ذو أخلاق حميدة، بالإضافة إلى أنّه يحب مساعدة الجميع، وفي يوم من الأيام خرج الحطاب ليبدأ بعمله في الصباح الباكر، وبينما هو يسير إذ قابل عجوز في طريقه، اقترب الحطاب من العجوز وسأله: ما بك أيّها العجوز يبدو عليك التعب؟ قال له العجوز: أنا أشعر بعطش شديد، هل لك أن تجلب لي الماء؟ ولأنّ الحطاب يحب المساعدة وافق على ذلك.
ذهب الحطاب ليبحث عن بئر ماء ليجلب للعجوز شربة ماء ترويه، أحضر الماء من بئر قريب في الغابة، وعندما أعطى الماء للعجوز، فرح كثيراً وشكره وقال له: أريد أن أعطيك هدية مقابل خدمتك هذه، أعطى العجوز للحطاب ثلاث حبّات من القمح، تعجّب الحطاب من تلك الهدية، وقال للعجوز: وماذا أفعل بتلك الحبات؟ قال له الحطاب: إن هذه الحبات كل واحدة منها تشفي أي مرض.
غادر العجوز وسار الحطاب ليكمل طريقه، وبينما هو كذلك إذ سمع أن ملك البلاد يعاني من مرض شديد ليس له علاج، وهنالك مكافأة لمن يستطيع معالجته وهي عبارة عن ثلاثمائة درهم ذهبي، فرح الحطاب وذهب إلى الملك وأعطاه حبة من القمح، أكلها الملك وشفي من مرضه، أخذ الحطاب المكافأة وغادر القصر وهو سعيد جدّاً.
بينما كان الحطاب يسير إذ وجد كلبة تعاني من العمى؛ قرّر الحطاب أن يعطيها من حبات القمح التي يحملها؛ فأعطاها حبة وبقيت معه حبة واحدة، شفيت الكلبة وشكرت الحطاب، عندما عاد الحطاب إلى منزله واجه في طريقه قطاع الطرق، ولكن الكلبة التي عالجته أسرعت وهاجمت هؤلاء الرجال الأشرار واستطاعت تخليصه منهم.
عندما دخل الحطاب المنزل، وجد والدته مريضة جدّاً؛ فأعطاها الحبة التي بقيت معه، أكلتها والدته وشفيت تماماً، وعاش الحطاب مع والدته بعد ما حصل على جزاء إحسانه بسعادة.