الصديق الحقيقي لا يظهر إلّا في المواقف الجادّة، ويقال بأن الصديق وقت الضيق، هذا ما اكتشفه حيوان الخرتيت عندما تعرّض لخطر هجوم الأسد عليه، ولكن الخرتيت كان له أصدقاء حقيقيون، واستطاعوا بذكائهم وبدافع محبّتهم لصديقهم الحقيقي إنقاذه من قبضة الأسد.
قصة الخرتيت في ورطة
في إحدى الغابات البعيدة يسكن ثلاثة من الحيوانات مع بعضهم البعض، وكان هؤلاء الحيوانات يحبّون بعضهم ومن أعزّ الأصدقاء في الغابة؛ حيث كانوا قد اعتادوا على الاجتماع على الطعام، وكانوا هم القرد والخرتيت والكلب، من أكثر الأطعمة التي يحضرها معه القرد هو الفول السوداني، أمّا الكلب فكان يحضر قطعة من اللحم أو من العظم بحسب ما يستطيع، والخرتيت كان يحضر معه البعض من النباتات الخضراء.
يجتمع الخرتيت مع الكلب والقرد كل يوم مع بعضهم البعض، ويجلسون ويأكلون ويتسامرون في الغابة، وفي يوم من الأيام بينما كان القرد والكلب والخرتيت يجلسون لتناول ما استطاعوا إحضاره من طعام، ويضحكون وضحكاتهم تملأ المكان، إذ اقترب منهم أسد ضخم وقوي، وكان يبدو على هذا الأسد الجوع الشديد، وكان ينظر لهؤلاء الأصدقاء الثلاثة ويقول في نفسه: سأقوم بافتراسهم الثلاثة؛ فأنا أتضوّر جوعاً.
شعر الثلاثة بالذعر الشديد، وبدأ كل منهم يفكّر كيف سيهرب من قبضة هذا الأسد اللعين المفترس، وكان أوّل من هرب منهم هو القرد الذي قفز فوق الشجرة، وبقفزة واحدة كان قد اعتلى أغصانها، أمّا الكلب فهو سريع في الجري، فبدأ يركض وكأنّه في سباق جري سريع، واختبأ بين الأشجار بخفّة، بقي الخرتيت وهو للأسف حيوان بطيء؛ فلم يستطع يومها أن يهرب كما فعل أصدقاءه القرد والكلب؛ لذلك كان في ورطة كبيرة.
في بداية الأمر ظنّ الخرتيت أنّ أصدقائه سوف يتخلّون عنه؛ خاصّةً أنّه حيوان بطيء جدّاً ولا أمل له أن يهرب من هذا الأسد، ولكنّه تفاجأ بأن القرد بدأ يتحدّث مع الأسد من فوق الشجرة؛ وهذا من أجل استفزازه ومماطلته ليتسنّى للخرتيت الهرب، أمّا الكلب فقد كان ينتظر صديقه الخرتيت ليبتعد عن الأسد ويأتي لإنقاذه.
استطاع القرد والكلب إنقاذ الخرتيت من قبضة الأسد، وعندما التقى هؤلاء الأصدقاء الثلاثة عند ضفة النهر، شكر الخرتيت أصدقائه كثيراً، وعلم أنّهم أصدقاء حقيقيّون، وشكر كل منهم الآخر على شجاعته وحسن تصرّفه.