النظافة من أهم ما يجب أن يتعلّمه الطفل ويدرك أهميّته، سنحكي في قصة اليوم عن خروف لا يهتم بمظهره؛ وتسبّب له ذلك بخسارة الأصدقاء، ولكنّه عندما صار صديقاً للماء أصبح نظيفاً وصارت كل حيوانات المزرعة صديقة له.
قصة الخروف والنظافة
كان هنالك خروف يعيش مع أصدقائه الخراف في الغابة واسمه كولومبو، كان هذا الخروف لديه عادة سيئّة؛ حيث كان يلقي بنفسه في أي مكان، ولا يهتم بنظافة جسمه كثيراً، بينما كان أصدقائه الخراف يختارون المكان الذي يجلسون به بعناية، بالإضافة إلى أنّهم يعتنون بنظافة أجسامهم.
مع مرور الوقت وبسبب إهمال الخروف لنظافة جسمه صارت رائحته عفنة ولا تطاق، أصبح أصدقاؤه الخراف لا يحبّون الاقتراب منه، كان هذا الخروف يشعر بالحزن لذلك، وكان كل ما أراد الاقتراب من واحد من تلك الخراف لا يستطيع ذلك؛ فقرّر البحث عن صديق جديد، وعندما بحث وجد عنزة وطلب منها أن تصبح صديقة له.
تفاجأ الخروف أن المعزة رفضت أن تصبح صديقة له، وعندما سألها الخروف عن السبب قالت له: أنت تعرف السبب وهو واضح للجميع، بعد ذلك قرّر أن يذهب لمصادقة البقرة ولكنّها رفضت أيضاً، ثم حاول ذلك مع أكثر من حيوان من حيوانات المزرعة، وأخيراً ذهب للحمار وكان يظنّ أن الحمار حتماً سيوافق، ولكنّه تفاجأ أيضاً أنّ الحمار كاد يرفسه تعبيراً عن رفضه لذلك.
مشى الخروف لوحده حزيناً وهو لا يعرف السبب الحقيقي وراء وحدته ورفض الحيوانات لمرافقته، كانت الحيوانات لا تريد أن تحرجه بقول الحقيقة، وكان يمضي أوقاته بعيداً عن الجميع، فلا أحد يقترب منه، حتّى كلب الحراسة كان يرفض أن يقترب منه؛ حتّى إنّه في مرّة تعرّض لهجوم الذئب المفترس ونجا منه بصعوبة.
عندما شعر هذا الخروف باليأس من أن الحيوانات ترافقه؛ ذهب وقرّر أن يطلب صداقة الأشجار، قالت له الأشجار: أرجوك لا تفسد رائحتنا العطرة ورائحة الزهور، وعندما طلب من الهواء ردّ عليه قائلاً: أرجوك ابتعد؛ فأنا لدي ما يكفيني من ملوثات الهواء، وفي يوم من الأيّام بينما كان الخروف كولومبو يجلس وحيداً، والقطيع بعيد عنه إذ بدأت زخّات المطر بالهطول، فرح قطيع الخراف بها وأسرع كولومبو وصار يقفز ويمرح تحت زخّات المطر، وازدادت فرحته عندما طلب أن يصبح صديقاَ لقطرات المطر ووافقت على ذلك.
بدأ الخروف كولومبو يغسل صوفه بقطرات الماء، وأصبح نظيفاً كما تعرفه الحيوانات من قبل؛ تفاجأ الخروف كولومبو أن حيوانات المزرعة جميعها اقتربت منه وطلبت منه أن يصبح صديقاً لها، بعد ذلك أصبح الخروف كولومبو صديقاً ليس للمطر وحسب بل أنّه أصبح صديقاً للماء والنهر والبحر، وتعلّم من ذلك أن الماء هو من يزيل عنه الأوساخ ويمنحه الرائحة الجميلة والأصدقاء الكثيرين.
