إنّ الأمانة خلق عظيم ويجب علينا تعليمها لأطفالنا من صغرهم لما لها من أهميّة عظيمة، سنحكي في قصة اليوم عن خطّاط وجد أمامه حقيبة مليئة بالأموال، وعلى الرغم من حاجته لهذه الأموال، إلّا أن أمانته دفعته أن يعيد هذه الأموال لأصحابها، وبسبب أمانته كافأه صاحب الأموال بمكافأة عظيمة تلقي به.
قصة الخطاط الأمين
مراد شاب يبلغ الثلاثين من عمره، كان يبحث عن عمل وهو يسكن مع عائلته في منزل واحد، وفي يوم من الأيام نشأ خلاف كبير بينه وبين عائلته، ممّا اضطرّه هذا الأمر أن يسافر خارجاً بحثاً عن عمل، وكانت وجهته إلى دولة أمريكا، مكث مراد في أمريكا عدّة سنوات حتّى أتقن لغة أهل البلاد، وبعد ذلك قرّر أن يعمل كخطّاط.
كان مراد يمتلك خط جميل في الكتابة، وفي يوم من الأيام تم طلبه في إحدى المنازل لكتابة لوحة معيّنة، ذهب إلى المنزل وبدأ بالكتابة، وبينما هو كذلك إذ لاحظ في المنزل حقيبة مالية متواجدة في طرف المنزل، لاحظ مراد أن تلك الحقيبة مليئة بالأموال، أثار الفضول لدى مراد بأن يذهب ويقوم بفتح الحقيبة.
ذهب مراد وفتح الحقيبة فوجد بداخلها مبلغاً مالياً بقيمة مائة ألف دولار، في بداية الأمر شعر مراد بأنّ هنالك صوتاً بداخله يقول له: خذ هذه الأموال واهرب بها؛ فأنت أولى بها بالإضافة لحاجتك لها، ولكن خلق الأمانة لدى مراد كان أقوى من هذا الصوت؛ وقرّر أن يذهب لصاحب المنزل ويسلّمه هذه الحقيبة.
انتظر مراد عودة صاحب المنزل وسرعان ما ذهب إليه وأخبره بما حدث، عندما علم صاحب المنزل أن هذا الرجل الذي أصله عربي يمتلك أمانة كهذه قرر أن يكافئه بمبلغ مائة ألف دولار، ولكنّه تفاجأ بأن مراد الأمين رفضها وقال: هذا من واجبي وأخلاقي، ولن آخذ ثمناً عليها، ولكن صاحب المال كان مصرّاً على مكافأة هذا الرجل.
قام بمناداته في اليوم التالي وأخبره بأنّه يعرض عليه وظيفة براتب شهري لديه في الشركة، فرح مراد بهذه الوظيفة، وعندما جاء إلى الشركة وقام المدير بتعريف باقي الموظّفين عليه وقصّ لهم حكايته، صار هو مثل الفخر والأمانة لهم خاصّةً أنّه قادم من منطقة الشرق.