هنالك الكثير من الحيل التي يجب علينا تعليمها لأطفالنا لمساعدتهم في الدفاع عن أنفسهم، فالقوّة لا تكمن في الجسد فقط، بل أحياناً طريقة الكلام توحي بالقوة أو عدمها، هذا ما فعله الضفدع مع الكائن الشقي الذي كان يحاول إخافة الحيوانات، ولكنّه عندما استجمع شجاعته استطاع معرفته، حتى تم اكتشاف أنّه كان من أضعف الحيوانات، وكان يمارس هواية الخداع والتنكّر.
قصة الدودة الشقية
في يوم من الأيام دخلت الدودة الشقيّة جحر الأرنب بينما كان يلعب خارجاً، وعندما عاد الأرنب من اللعب لاحظ بأنّ هنالك شيء غريب في بيته، وآثار لكائن غريب قد دخل الجحر في غيابه، وصار الأرنب يتساءل بصوت عال: من هذا الذي فعل ذلك بجحري، ردّ عليه صوت وقال: أنا الذي هزمت الفيل وأوقعته كما تقع الفطيرة على الأرض، وأنا الذي هزمت حيوان الخرتيت.
شعر الأرنب بالخوف وقال في نفسه: من يكون هذا الذي هزم الفيل، وكيف أنا سأواجهه وأنا مخلوق صغير، قرّر الأرنب في ذلك الوقت أن يستعين بصديقه النمر، واستدعاه لمنزله، وعندما دخل النمر جحر الأرنب وسأل من فعل هذا بصديقنا الأرنب، ردّت عليه الدودة وهي تحاول تقليد صوته قائلة: أنا التي أوقعت الفيل على الأرض كالفطيرة، وهزمت الخرتيت، فقال النمر: من هذا الكائن الذي هزم الخرتيت، لا بدّ أنّه سيهزمني.
عاد الأرنب واستعان بصديقه الأسد ملك الغابة هذه المرّة، وعندما جاء الأسد وسأل بصوت عالي: من هذا الذي فعل ذلك بجحر صديقنا الأرنب؟ ردّ عليه صوت الدودة متنكّراً: أنا الذي أوقعت الفيل على الأرض كالفطيرة وهزمت الخرتيت، شعر الأسد في ذلك الوقت بالتردّد وقال في نفسه: أنا لن أستطيع أن أهزم حيواناً هزم الخرتيت وخرج.
مرّ الضفدع ورأى النمر والأسد والأرنب واقفين خارج الجحر ويشعرون بحيرة كبيرة، فاقترب وسأل عن السبب، فقال له الأرنب: هنالك وحش في بيتي أريد أن أخرجه، دخل الضفدع وسأل، فسمع الإجابة ذاتها، ولكنّه على العكس من النمر والأسد لم يخف، بل دخل بشجاعة وردّ بصوت عالي: وأنا الوحش القوي الذي أستطيع القفز فوق أي مكان، ويخاف مني الجميع، عندما سمعت الدودة بذلك قالت في نفسها: من هذا القوي الذي يهابه الجميع، لا بدّ لي أن أخرج من هنا.
وعندما خرجت الدودة من مكانها، واكتشف الجميع أن ذلك المخلوق ما هو إلّا تلك الدودة الضعيفة، ضحك الجميع وشعروا وقتها بأنّها قد قامت بخداعهم، ولكنّها قامت أيضاً باختبار شجاعتهم، وتبيّن لها أن الضفدع كان هو أشجع الحيوانات.