قصة الذئب والحمل

اقرأ في هذا المقال


يجب علينا دائماً أن نعلّم أبنائنا أهميّة الحرص والحذر في حالات كثيرة، والأهم من ذلك علينا تعليمهم الاستماع لنصائح الوالدين، هذا ما كانت أم الحمل الصغير تريد أن تزرعه بابنها، الذي تجاهل تحذيرات أمّه من الحيوانات المفترسة، ولهذا السبب تعرّض لمأزق كبير، لم يخرج منه إلّا بمساعدة بعض  الحطابين.

قصة الذئب والحمل

في إحدى الغابات يعيش الحمل الصغير مع أمّه، كان هذا الحمل صغير ولطيف، ولكنّه كان مسكيناً؛ حيث كان في أغلب المرّات التي يخرج بها للخارج ويلعب، يعود لأمّه ويجلب لها معه الكثير من المتاعب والمشاكل؛ فمرّةً يعود وهو متعب جدّاً، ومرّةً يعود ويشتكي من ألم وقوعه على الأرض، ومرّةً أخرى يعود وجسمه ملطّخ بالوحل والأوساخ.

كانت أم الحمل الصغير تحبّه كثيراً، وائماً ما تحاول أن تتصبّر عليه وتساعده بحل مشاكله؛ ليصبح دائماً سعيد، فتقوم بتنظيف جسده من الوحل، ومن ثم تسمح له باليوم التالي أن يذهب للعب، ومن أكثر الأشياء التي كانت أم الحمل تخاف منها هي حيوانات الغابة المفترسة، وفي مرّة من المرّات جاء الحمل وأخبر أمّه أنّه يريد اللعب في الخارج بالقرب من الغابة مع أصدقائه، شعرت أمّه بالقلق عليه وبدأت بتحذيره من الحيوانات الماكرة والمفترسة.

لكن الحمل الصغير قام بطمأنة أمّه، وأخبرها بأن لا تخاف عليه أبداً؛ فهو قوي ويستطيع أن يدافع عن نفسه، خرج الحمل الصغير للعب، قضى الحمل وقتاً طويلاً باللعب والمرح، بعد ذلك بدأ يشعر بالتعب والعطش، وكان يبحث عن أي مصدر للماء كي يروي عطشه، ظلّ الحمل يمشي ويبحث عن الماء، حتّى وجد نفسه وقد أصبح قريباً جدّاً من الغابة، وكان بطرف تلك الغابة نهر ماء.

لم يتردّد الحمل لحظة واحدة للذهاب والشرب من النهر، ولم يتذكّر كلام أمّه وتحذيراتها من دخول الغابة أو الاقتراب من مكان الحيوانات المفترسة، في تلك الأثناء التي كان الحمل يشرب بها الماء إذ لاحظ وجوده ذئب ماكر، وكان هذا الذئب يختبئ خلف إحدى الأشجار ويراقب هذا الحمل عن كثب شديد، وظلّ الذئب يقترب شيئاً فشيئاً.

شعر الحمل الصغير أنّ هنالك شيء يسير من وراءه، وعندما التفت وراءه تفاجأ بوجود الذئب أمامه وعيونه مليئة بالخبث والمكر، لم يكن يعلم الحمل ماذا سيفعل في هذا المأزق الكبير، فلم يكن منه إلّا أنه بدأ يتظاهر بعدم معرفة نيّته، وصار يتحدّث معه بكل لطف وقال له مرحباً يا سيدي الذئب، ماذا تفعل هنا؟ قال له الذئب: أنت ماذا تفعل هنا؟ لقد جئت لأشرب من مياه النهر، ولكن كيف سأشرب من مياه النهر بعد ما قمت أنت بتلويثها.

شعر الحمل الصغير أنّ الذئب يخطّط لخطّة ماكرة، وينتظر منه أن يقع بأي خطأ ليستغلّه ويهجم عليه، فقال له: ولكن يا سيدي الذئب إنّ المياه المتواجدة من جهتك هي نظيفة تماماً، فهي تتحرّك من عندك باتجاهي وأنا أشرب منها، تفاجأ الذئب من ردّ الحمل، وشعر أنّه رد ذكي جدّاً.

قال الذئب للحمل: إنّ كلامك هذا لا يعجبني، ولقد تذكّرت بكلامك هذا في العام الماضي الحمل الذي قابلته، هل أخبرك ماذا فعلت به، ردّ عليه الحمل الصغير: كلّا يا سيدي، أنا لا أريد أن أعرف، ولكنّ الذئب الماكر هذا ظلّ يحاول أن يوقع الحمل في أي خطأ صغير كي يأتي ويهجم عليه بلحظة واحدة.

بينما كان الجمل يتحدّث مع الذئب إذ رأى مجموعة من الحطّابين، الذين يأتون للغابة لقطع الأشجار في هذا الوقت من كل عام، فكّر الحمل وقال في نفسه: سأظلّ أماطل الذئب وأتحدّث معه منتظراً اقتراب الحطّابين، وهم عندما يشاهدونني فسيقومون بإنقاذي بالتأكيد.

وبالفعل ظلّ الحمل الصغير يماطل الذئب بالكلام حتّى وصول الحطّابين، وعندما اقتربوا من المكان، صرخ الحمل الصغير مستنجداً، عندما رأى الحطّابين هذا الحمل الصغير أشفقوا لحاله، وأخرج واحد منهم بندقيّته، وأطلق النار على الذئب على الفور حتّى وقع أرضاً ومات، وأنقذوا حياة الحمل الصغير من مكره.

عاد الحمل الصغير ليخبر أمّه ما حدث معه وهو يبكي بشدّة، فقالت له أمّه: يا بني، لقد أرسل الله لك أشخاصاً لإنقاذ حياتك لأنّك حمل صغير، ولكن عليك أن تستمع لكلامي وتحذر في المرّات القادمة.


شارك المقالة: