من أجمل ما يتحلّى به المرء هو الشجاعة، سنحكي في قصة اليوم عن شجاعة راعي الكلاب الذي واجه وحشاً كبيراً، واستطاع بشجاعته أن ينقذ ابنة السلطان من قبضته، وكانت مكافأته أن يتزوّج من تلك الفتاة، تابع المزيد من القراءة عزيزي القارئ لتتعرف على أحداث القصة.
قصة الراعي الشجاع
كان الراعي يقول لأولاده أنا أشعر بأنّني سأفارق الحياة قريباً ولقد تركت لكم ثلاث نعجات ومنزلاً صغيراً، أوصيكم أن تتقاسموا تلك القسمة دون أن تتخاصموا مهما حدث يا أعزائي، بعد مدّة قصيرة من الزمن مات الراعي وترك لأولاده النعجات الثلاث والمنزل الصغير.
وفي يوم جاء الأخ لأخته وسألها في يوم من الأيام: أنا أريد تنفيذ وصية والدي فماذا تريدين يا عزيزتي الثلاث نعجات أم المنزل الصغير؟ ردّت الأخت: أنا أريد أن أسكن في المنزل الصغير، وافق الأخ على طلب أخته بكل رضا وسعادة، وكانت هي تريد العيش في ذلك المنزل، أخذ هو النعجات الثلاث وبدأ يبحث عن رزقه في الأرض، ودّع الأخ أخته الوحيدة وتمنّى لها حياة سعيدة، وتمنّت هي له أن يرزقه الله رزقاً كبيراً.
بدأت رحلة الأخ مع النعجات فكان يحلب لبنها ويبيع صوفها في السوق، لكن كانت تلك الرحلة في بدايتها صعبة؛ حيث لم يحالفه الحظ الجيد في العمل، وبينما كان هذا الراعي يجلس حزيناً في يوم من الأيام إذ مرّ به رجل غريب ومعه ثلاثة كلاب كبيرة، قال له الرجل: لقد أرى أنّك تمتلك ثلاثة نعجات سمان، ما رأيك أن تبادلني فآخذ نعجاتك وتأخذ كلابي؟ تعجّب الراعي من قول الرجل وردّ عليه: وماذا أفعل بتلك الكلاب وماذا سأستفيد منها؟ إنّها تحتاج الطعام والشراب، أمّا نعاجي فتأكل الأعشاب من الأرض وأستفيد من لبنها وصوفها.
قال له الرجل: بل أنت سوف تستفيد من تلك الكلاب في كل شيء، كلبي الصغير سيجلب لك مائدة طعام وشراب، أمّا الأوسط فسوف يقوم بحمايتك من أي خطر، والكلب الأكبر كلب قوي يمكنه فعل أي شيء لك، حتّى لو طلبت منه أن يقطع لك الحديد فسيفعل ذلك، عندما سمع الراعي تلك الكلمات وافق على المبادلة، فأعطى الرجل نعاجه الثلاث وأخذ الكلاب بدلاً منها.
أراد الراعي أن يختبر تلك الكلاب؛ فقام بمناداة الكلب الصغير وقال له بأنّه جائع جدّاً، غاب هذا الكلب وعاد بعد فترة قصيرة ومعه سلة مليئة بالطعام اللذيذ، شعر الراعي بالفرح لتلك الكلاب، وشعر بأنّه سيجمع الثروة بسبب تلك الكلاب، وفي يوم من الأيام بينما كان الراعي يسير في طريقه إذ قابل عربة عليها غطاء أسود وبداخلها فتاة جميلة حزينة تلبس الأسود وتبكي.
سأل الراعي الرجل الذي يجرّ العربة عن سبب اللون الأسود وحزن الفتاة فقال له: هنالك وحش كبير جسمه كالأفعى وله جناحان كبيران، يتزوّج هذا الوحش كل سنة فتاة جميلة، وتلك السنة وقع الاختيار على ابنة السلطان لتتزوج هذا الوحش؛ فحزنت كل البلاد لأجلها.
حزن الراعي لتلك الفتاة أيضاً وقرّر أن يتبعها ويحاول إنقاذها من هذا الوحش، نزلت الفتاة من العربة وصعدت لقمة الجبل لتذهب إلى الموت بقدميها، وظلّ الراعي يتبعها ومعه كلابه الثلاثة، وعندما ظهر الوحش أمر الراعي كلبه الأكبر بمهاجمته؛ فرد عليه وسرعان ما قفز الكلب وبدأ القتال بينه وبين الوحش الكبير الذي يشبه الأفعى، وقعت الفتاة من هول المنظر وأغمي عليها.
عندما انتهى القتال استطاع الكلب القضاء على الوحش، وعندما استيقظت الفتاة فرحت كثيراً بهذا الراعي الشجاع الذي أنقذها، وطلبت منه أن يعود معها إلى أبيها السلطان لكي يكافئه على شجاعته، لكن الراعي أخبرها بأنّه يريد أن يسافر حول العالم وأنّه سيعود لها بعد ثلاث سنوات.
عادت الفتاة لوحدها وتفاجأت بأنّ سائق العربة تظاهر بأنّه هو من أنقذها من الوحش؛ لذلك قام بمكافأته السلطان وطلب منه الزواج بابنته، حزنت الفتاة لذلك كثيراً، وظلّت تنتظر الراعي حتى يعود، وبالفعل بعد مرور ثلاث سنوات عاد الراعي وقابل السلطان وروى له ما حدث مع الوحش، علم وقتها السلطان بكذب سائق العربة؛ فعاقبه بأن وضعه في السجن، وكافأ السلطان الراعي الشجاع بأنّ زوجه من ابنته الجميلة، تزوّج الراعي من الفتاة وعاش معها حياة سعيدة مع كلابه الثلاثة.