هناك العديد من القصص التي يتخللها الغموض حدثت على أرض الواقع في الحقيقة، وهذا النوع من القصص تجذب انتباه القارئ وتثير عنصر التشوق والإثارة في معرفة النهاية فيها، تابع معنا عزيزي القارئ لنرى تلك القصة الغامضة.
قصة الراهبة
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في نهاية العشرينات من القرن التاسع عشر في دولة رومانيا، حيث أنه في يوم من الأيام تعرضت مجموعة من الراهبات اللواتي يقمن في إحدى المناطق التي تعرف باسم الدير إلى هجوم من قِبل واحد من الأشباح غير المرئية، وفي تلك الأثناء حاولت واحدة من الراهبات النجاة بنفسها وهي ما تدعى فيكتوريا، وذلك من خلال قفزها من النافذة الموجودة في غرفتها، ولكنها علق رأسها في النافذة وتوفيت شنقًا في منظر مرعب للغاية، ويتم اكتشاف جثتها بعد فترة قصيرة من قبل أحد الرجال من أصول فرنسية وهو ما كانت مهمته هو نقل الإمدادات إلى الراهبات اللواتي يسكنّ بالدير.
وأول ما تم اكتشاف الجثة وصل الخبر إلى الفاتيكان، والذي وصفه بأنه حادثة عجيبة وغريبة، وعلى إثر ذلك قام بتعيين أحد الكهنة من أجل البحث والتحقيق حول ما حصل لتلك الراهبة، وقد كان ذلك الكاهن من يدعى الأب بيرك، والذي أول ما تلقى الأوامر سافر إلى الدير مع زميلته الشابة والتي تدعى إيرين للتحقيق في الحادثة، وأول ما وصلا إلى منطقة الدير التقيا مع الرجل الفرنسي فيقودهما إلى ذلك المكان الذي اكتشف وجود الجثة به، وحينما وصلا شاهدا أن جثة فيكتوريا في وضعية الجلوس، على الرغم من أن الرجل الفرنسي وصفها بأنها كانت بشكل أفقي، وفي لحظة ما قاما بإزالة مفتاح غريب من الجثة.
ثم بعد ذلك حينما دخلا إلى النزل الذي تقيم به الراهبات، ولكن الصمت خيم على الجميع، وبعد لحظات أشرن إلى أنه في صباح اليوم التالي سوف يتحدثن بذلك الأمر، وأول ما شاهدا هذا الوضع حجزا مكان للإقامة لهما في الدير المجاور، وبينما همّ الرجل الفرنسي بالمغادرة والعودة إلى قريته تعرض للهجوم من قبل جثة، لكنه تمكن من النجاة بنفسه.
وفي تلك الليلة حينما وصل بيرك إلى الدير المجاور برفقة إيرين أخذ بإخبارها حول قصة حدثت معه حينما كان صبي، إذ تم طرد أحد الفتية من الدير وأصيب بجروح قاتلة خلال قيامه بعملية طرد للأرواح الشريرة، ومنذ ذلك اليوم وبيرك يشعر أنه حامل ذنب ذلك الصبي، وفي تلك الليلة ظهر لهم الكيان الشيطاني وهاجمهما كلاهما، وخلال ذلك تم وضع بيرك بالتابوت ودفنه في المقبرة وهو على قيد الحياة، ولكن سرعان ما قامت إيرين بإنقاذه، وبعد التفحص للتابوت تبين أنه مليء بالكتب القديمة التي تتمحور في مضمونها حول الشياطين.
وفي صباح اليوم التالي عادا كل من إيرين والسيد بيرك إلى الدير، وهناك التقيا بمجموعة من الراهبات وعلما منهن أنهم الأشباح يصلون باستمرار من أجل إبعاد الشر، وكشفت لهما الراهبة التي تدعى آنا عن تاريخ الدير، حيث أوضحت أنه تم بناؤه في قديم الزمان كقلعة من قِبل دوق، وقد كان ذلك الدوق من الأشخاص المهووسين بأعمال السحر والتنجيم والفنون المظلمة خلال العصور المظلمة، وفي يوم من الأيام قام ذلك الدوق باستدعاء هذا الكيان شيطاني الذي كان يحتمي بسراديب الموتى.
وبعد مرور فترة وجيزة تم قتل ذلك الدوق على يد قوات الفاتيكان، والتي بدورها قامت بإغلاق الصدع الذي ظهر منه الشيطان من خلال استخدامهم إلى قطعة أثرية تحتوي على دم يسوع المسيح، ولكن ما حصل بعد ذلك هو أن آثار التفجيرات التي حدثت أثناء الحرب العالمية الثانية ساهمت في فتح الصدع مرة أخرى من جديد، مما تسبب كذلك بإطلاق العنان لذات الكيان الذي استولى على شكل راهبة، كما أن ذلك الكيان كانت في كل ليلة يظهر للراهبات خلال فترة الليل.
وفي ذلك الوقت بعد أن تجول بيرك في إحدى الكنائس وقراءة مجموعة من الكتب التي كانت متواجدة في التابوت تمكن من معرفة اسم الكيان الشيطاني المستوطن في الدير، وأوضح أنه يدعى فلاك، كما صرح بيرك أن الكيان الشرير يطارده على شكل ذلك الفتى الذي طرده من الدير حينما كان في مرحلة الصبا، وفي يوم من الأيام قرر الرجل الفرنسي الرجوع إلى الدير من أجل تقديم المساعدة إلى كل من إيرين وبيرك، ولكن في تلك الأثناء تعرضت إيرين لهجوم من قِبل الكيان، كما شاهدت العديد من الرؤى المرعبة والمخيفة، وهذا الأمر دفعها إلى أن تقوم بتنظيم مجموعة السيدات الذين كانوا يصلون في محاولة منهم من أجل محاولة صد الشيطان.
وفي لحظة ما وبشكل مفاجئ قام ضجيج عالي بدفع كافة السيدات بعيدًا باستثناء إيرين، وهنا بدأ الكيان في نحت مجسم خماسي على منطقة الظهر لإيرين محاولًا بذلك أن يسيطر على جسدها، وعلى الفور يقوم بيرك بمحاولة الدخول إلى الدير من أجل إنقاذ إيرين، لكن تمت مهاجمته من قبل جثة الراهبة المتوفية؛ وذلك لأنها كانت مملوكة للكيان، ولكن تم إنقاذه من قبل الرجل الفرنسي والذي بدوره كان يحمل بين يديه بندقية، وفي تلك الأثناء تمكن كل من الرجل الفرنسي وبيرك من الدخول إلى الدير حتى يتم إنقاذ إيرين، حينها اكتشفت إيرين أنها كانت تصلي بمفردها، وكافة السيدات من حولها لم يكنّ حقيقيات.
كما تبين أن فيكتوريا هي آخر ما تبقى من الراهبات، وفضلت أن تقوم بالتضحية بنفسها حتى لا يتملكها الكيان، وأما بالنسبة للكيان فلم يكن هناك أي وسيلة يتم بها إيقافه سوى العمل على إغلاق الصدع التالف باستخدام دم المقدس، إذ كان الدم المقدس موضوع في قارورة لدى فيكتوريا، وهنا يتم تقسيم المجموعة للبحث عنها، ولكن ما حدث هو أنه تمت سيطرة الكيان على إيرين من خلال النجم الخماسي.
ولكن الرجل الفرنسي تمكن من مسح بعض من دم المسيح على وجه إيرين، مما دفع الكيان لفقدان سيطرته عليها ولكنه دفع بهما كل واحد في جهة، إذ يتم إلقاء إيرين في غرفة مليئة بالمياه، وهي ذات الغرفة التي تحتوي على الصدع، وفي تلك اللحظة تمكن الشبح من بيرك، بينما الكيان قام بإغراق إيرين من خلال إمساكه بجثتها ورفعها إلى مستوى عالي مع القنينة التي كانت مكسورة وخالية من الدم المقدس، وفجأة تقوم إيرين ببصق دم المسيح من فمها على الشيطان.
وفي النهاية إنهار الشيطان واحترق من أثر الدم المقدس ويتم تدمير ذلك الكيان، وفي تلك اللحظة قام الرجل الفرنسي في محاولة إنعاش إيرين، وهنا كشف لها عن اسمه الحقيقي وهو ما يدعى موريس، كما أخبرها أن الكيان كان يمتلكه ولكن بشكل جزئي في السابق عن طريق إصابات لحقت به خلال القتال، وأخيراً تم تطهير الدير من الكيان.