قصة الرجل الرمادي الصغير

اقرأ في هذا المقال


الرجل الرمادي الصغير (The Little Grey Man) قصة لأندرو لانغ من سلسلة كتب القصص الخيالية.

الشخصيات:

  • المواطن.
  • الحداد.
  • الراهبة.

قصة الرجل الرمادي الصغير:

كان هناك راهبة، مواطن، وحداد كانوا يتجولون في أنحاء العالم معًا، وفي أحد الأيام ضلوا طريقهم في غابة كثيفة ومظلمة وكانوا شاكرين عندما رأوا من بعيد، جدران منزل حيث كانوا يأملون في أن يتمكنوا من الحصول على ملجأ لليل.
عندما اقتربوا من المنزل وجدوا أنّه قصر قديم مهجور، وكان قد تحول إلى أنقاض، ولكن بعض الغرف فيه لا تزال صالحة للسكن ونظرًا لأنّهم كانوا بلا مأوى، فقد قرروا أن يأخذوا مسكنهم في القلعة، ورتبوا أن يبقى أحدهم دائمًا في المنزل ويحتفظ بالمنزل، بينما ذهب الآخران إلى العالم بحثًا عن العمل .
وقع الحكم على الراهبة لتبقي في المنزل، وخرج المواطن والحداد إلى الغابة حيث شرعت الراهبة في العمل، وترتيب المنزل، وإعداد كل الطعام لهذا اليوم، وبما أن رفاقها لم يعودوا إلى المنزل لتناول وجبتهم في منتصف النهار، فقد أكلت حصتها الخاصة ووضعت الباقي في الفرن للتدفئة، وفجأة عندما كانت جالسة للخياطة، انفتح الباب ودخل رجل رمادي صغيرووقف أمامها وقال: أوه! كم أشعر بالبرد!
حزنت الراهبة عليه وقالت في الحال: اجلس بجوار النار ودفئ نفسك، ففعل الرجل الصغير ما قيل له وسرعان ما نادى: أوه! كم أنا جائع!أجابت الراهبة: يوجد طعام في الفرن، ساعد نفسك، لم يكن الرجل الصغير بحاجة إلى إخباره مرتين، لأنّه بدأ العمل وأكل كل شيء بأكبر قدر ممكن، ولكن عندما رأت الراهبة ذلك كانت غاضبة للغاية حيث وبَّخت القزم لأنّه لم يترك شيئًا لرفاقها.
استاء الرجل الصغير من كلماتها وغضب بشدة ، ثمّ أمسك بالراهبة، وضربها، ورماها أولاً في أحد الجدران ثم على الآخر حتى أنّه كاد أن يقتلها ثمّ تركها ملقاة على الأرض وخرج مسرعاً من المنزل، و في المساء عاد المواطن والحدادة إلى المنزل، وعند طلب العشاء وجدا أنّه لم يبق لهما شيء حينها عاتبوا الراهبة بمرارة، ورفضوا تصديقها عندما حاولت إخبارهم بأمر القزم.
في اليوم التالي، طلب المواطن أن يتركوا له مسؤولية الأهتمام بالمنزل، ووعد بأنّه إذا بقي في المنزل، فلا ينبغي لأحد أن يجوع وينام بجوعه، فخرج الاثنان الآخران إلى الغابة وأعد المواطن الطعام لليوم، وأكل حصته ووضع الباقي في الفرن، وبمجرد أن انتهى من العمل، فُتح الباب ودخل الرجل الرمادي الصغير، وهذه المرّة كان لديه رأسان حيث ارتجف وارتعد كالسابق، وصرخ: أوه! كم أنا بردان .
توسل إليه المواطن الذي كان خائفًا من شكله وطلب منه أن يقترب من النار ويدفئ نفسه، وبعد فترة وجيزة نظر القزم بجشع حوله، وقال: أوه! كم أنا جائع، فأجاب المواطن: هناك طعام في الفرن ، لذا يمكنك أن تأكل، ثم سقط الرجل الصغير برأسه بالطعام ، وسرعان ما أنهى اللقمة الأخيرة، وعندما وبخه المواطن على هذا الفعل، عامله تمامًا كما فعل بالراهبة، وترك الرجل الفقير ميتًا أكثر منه حيًا.
الآن عندما عاد الحداد إلى المنزل مع الراهبة في المساء، ولم يجد شيئًا للعشاء، غضب بشدة وأقسم أنّه سيبقى في المنزل في اليوم التالي، وألّا ينام أحد بدون عشاء، وعندما بزغ الفجر انطلق المواطن والراهبة إلى الغابة، وأعد الحداد كل طعام اليوم كما فعل الآخرون، ومرة أخرى دخل القزم الرمادي المنزل دون أن يطرق، وهذه المرة كان لديه ثلاثة رؤوس.
ولمّا اشتكى من البرد قال له الحداد أن يجلس بالقرب من النار، ولما قال إنّه جائع وضع الحداد بعض الطعام في طبق وأعطاه إياه، شعر القزم بالغضب لما تم توفيره له من طمية قليلة من الطعام، ثم نظر بجشع حول عينيه الست وطالب بالمزيد، ولكن عندما رفض الحداد أن يعطيه لقمة أخرى، انتابه غضب رهيب، وشرع في معاملته بنفس الطريقة التي كان يعامل بها رفاقه.
لكنّ الحداد كان يبدو مثل عود ثقاب بالنسبة له، فقد أمسك بمطرقة ضخمة وضرب بها رأسي قزم حيث صرخ الرجل الصغير من الألم والغضب، وهرب على عجل من المنزل، فركض وراءه الحداد وطارده طويلاً، لكن أخيرًا وصلوا إلى باب حديدي، واختفى من خلاله المخلوق الصغيرثمّ أغلق الباب خلفه، واضطر الحداد إلى التخلي عن المطاردة والعودة إلى المنزل.
وجد أنّ الراهبة والرجل قد عادوا في هذه الأثناء، وكانوا سعداء للغاية عندما وضع بعض الطعام أمامهم، وأظهر لهم الرأسين اللذين ضربهما بمطرقته حينها قرر الرفاق الثلاثة هناك من تحرير أنفسهم من قوة القزم الرمادي، وفي اليوم التالي شرعوا في العمل للعثور عليه حيث كان عليهم أن يمشوا مسافة طويلة، وأن يبحثوا لساعات عديدة، قبل أن يعثروا على الباب الحديدي الذي اختفى من خلاله القزم.
وعندما وجدوه واجهوا صعوبة كبيرة في فتحه، عندما نجحوا أخيرًا في إجبار القفل دخلوا إلى قاعة كبيرة تجلس فيها فتاة شابة وجميلة تعمل على طاولة، وفي اللحظة التي رأت فيها الراهبة والحدادة والمواطن، سقطت عند أقدامهم شاكرة إياهم بالدموع في عينيها على إطلاق سراحها حيث أخبرتهم أنّها ابنة الملك، وقد حبسها ساحر جبار في القلعة.
في اليوم السابق، قرابة الظهيرة شعرت فجأة باختفاء القوة السحرية لها، ومنذ تلك اللحظة كانت تنتظر بفارغ الصبر وصول مخلصيها، ومضت لتقول إنّه كانت هناك أميرة أخرى محبوسة في القلعة والتي سقطت أيضًا تحت قوة الساحر، تجولوا في العديد من القاعات والغرف حتى عثروا أخيرًا على الأميرة الثانية ، التي كانت ممتنة تمامًا مثل الأولى ، وشكروا الصحابة الثلاثة بحرارة على إطلاق سراحها.
ثم أخبرت الأميرات رجال الإنقاذ أن هناك كنزًا كبيرًا مخبئًا في أقبية القلعة، لكنّه كان يحرسه بعناية كلب شرس ومريع وهو لم يخاف من أي شيء لذلك فقد نزلوا جميعًا في الحال، ووجدوا الحيوان الشرس الذي يحرس الكنز كما قالت الأميرات، لكن ضربة واحدة من مطرقة الحداد سرعان ما أنهت الوحش حيث وجدوا أنفسهم في غرفة مليئة بالذهب والفضة والأحجار الكريمة.
وبجانب الكنز وقف شاب وسيم تقدم للقائهم وشكر الراهبة والحدادة والمواطن على تحريره من السحر الذي كان يحكمه حيث أخبرهم أنّه ابن ملك وقد تم نفيه إلى هذه القلعة من قبل ساحر شرير، وأنّه قد تم تغييره إلى قزم ثلاثي الرؤوس، وعندما فقد رأسين من رأسه أزيلت القوة السحرية على الأميرات، وعندما قتل الحداد الكلب الرهيب تم إطلاق سراحه أيضًا.
ولإظهار امتنانه توسل إلى الأصحاب الثلاثة أن يقسموا الكنز بينهم، ففعلوا ذلك ولكن كان هناك الكثير منه لدرجة أنّه استغرق وقتًا طويلاً جدًا، وكانت الأميرات أيضًا ممتنات للغاية لرجال الإنقاذ، حيث تزوجت إحداهما من الحداد، وتزوجت الأخرى من المواطن، ثم طلب الأمير من الراهبة أن تكون عروسه، وعاشوا جميعًا في سعادة حتى ماتوا.


شارك المقالة: