قصة الرجل المحظوظ

اقرأ في هذا المقال


يحب الأطفال القصص التي تنمّي مهاراتهم في الخيال، سنحكي في قصة اليوم عن الأمير ماهر الذي خاض التحدّي الصعب للحاكمة العجوز، وكان هذا بمساعدة خمسة من الرجال الغرباء ذوو المهارات الفريدة، وتزوّج الأميرة فائقة الجمال.

قصة الرجل المحظوظ

في إحدى الأزمان كان هنالك مملكة عظيمة تحكمها امرأة كبيرة في السن، ويسكن معها الأميرة الشابة التي تمتاز بجمال فائق، ولشدّة جمال تلك المرأة كان يتقدّم لخطبتها الكثير من شبّان البلدة، ولكن تلك العجوز الحاكمة لم تكن تريد لها أن تتزوّج؛ والسبب في ذلك هو الخوف من أن يطلب زوج الأميرة حكم البلاد بدلاً منها.

كانت الحاكمة العجوز عندما تسمع بأن هنالك رجل يريد خطبة الأميرة، تقوم بطلب الأعمال الصعبة والشاقّة منه، وكانت تشترط إن لم ينجح في تخطّي الاختبار أن يتم نفيه إلى جزيرة نائية، ويظلّ هنالك يقوم برعي الأغنام هنالك طوال حياته، وكانت الطلبات مثل إيجاد بعض الجواهر الثمينة أو تطلب منهم إحضار الحيوانات ذات الأسماء الغريبة، ولهذا السبب كان كل من يتقدّم للخطبة يفشل في التحدي ويسجن في الجزيرة.

في بلدة مجاورة كان هنالك شاب وهو ابن الحاكم واسمه ماهر، كان هذا الشاب يحب سماع أخبار السفر والمسافرين، وصل لمسامعه بأنّ هنالك أميرة قد سجن شباب بلدتها كلّهم بسبب خطبتها، وسمع كذلك عن جمالها ومواصفاتها الرائعة، لذلك أثاره الفضول للتعرّف عليها، وعندما طلب ذلك من والده رفض وقال له: سوف يكون مصيرك السجن كباقي الشبّان.

ظلّ الأمير ماهر مصرّاً على التقدّم لخطبة الأميرة حتّى وافق والده في النهاية، وأعطاه حصان أبيض وطلب منه أن يحسن التصرّف وأن يعتني بنفسه، قال له الأمير ماهر لا تقلق يا والدي؛ فأنا سأكتفي بهذا الحصان الأبيض، مضى الأمير ماهر في رحلته ولحسن حظّه لم تكن البلاد التي تسكنها الأميرة بعيدة جدّاً.

بينما كان الأمير ماهر يسير في طريقه إذ قابل امرأة تبكي بشدّة، وعندما اقترب منها سألها عن سبب بكائها فقالت: أنا أبكي لأن ابني كان لديه مثل هذا الحصان الأبيض، وجاء أحد الأشخاص العمالقة وقام بانتزاعه مني، وأنا لن أستطيع استرجاعه إلّا من خلال هذا الحصان الأبيض الذي يشبهه، تفاجأت السيدة بأنّ الأمير قد نزل عن حصانه ووهبها إياه وقال لها: هيا اذهبي وحاولي استرجاع ابنك منه.

شكرته السيدة وقالت له جملة غريبة: ستواجه في طريقك خمسة غرائب، واختفت تلك السيدة وسط الضباب، لم يكن يعلم الأمير ماهر أن هذا كان حلماً أم واقع، ومن هي تلك السيدة، أكمل سيره وقابل في طريقه رجل ضخم الجسد، سأله الأمير: ماذا تفعل هنا؟ قال له الرجل الضخم: أنا أبحث عن طعام، فكّر الأمير ماهر في نفسه وقال: سأتخّذ هذا الرجل رفيقاً لي في بقية سفري، قال له: تعال نعي سوف تبحث عن الطعام في البلد المجاورة.

وافق الرجل الضخم على مرافقة الأمير، ثم قابل الأمير رجل لديه أنف وأذن طويلة، أخبره هذا الرجل أنّه يستطيع سماع أي شيء، وعندما سأله الأمير ماهر عن الأميرة قال له الرجل: إن الأميرة التي تنوي الذهاب إليها تبكي لأنّ هنالك شاب تم سجنه مرّةً أخرى، فطلب منه الأمير أن يرافقه فمشى معه.

ثم قابل الأمير رجل يضع على عينيه قطعة من الخشب، سأله الأمير عن سبب ذلك فرد عليه الرجل: أنا لدي بصر ثاقب وأستطيع رؤية كل شيء، وطلب منه الأمير أن يرافقه في سفره فمشى معه، ثم قابل رجل لديه ساقين طويلتين، وطلب منه أن يرافقه ومشى معه، بعد ذلك رأى رجل يرتدي معطف ثقيل فسأله الأمير: لماذا ترتدي المعطف في هذا الجو الحار؟ قال له الرجل: أنا جسمي بارد كالثلج، فطلب منه الأمير مرافقته فمشى معه.

كان الأمير يرى ظل تلك المرأة على الحصان الأبيض كلمّا رافقه واحد من هؤلاء الرجال الغريبين، وصل الأمير ماهر قصر الأميرة، وكانت تقف على الشباك وتبكي فساعده ذو الساقين واليدين الطويلتين أن يصعد ويتأمّل وجه تلك الأميرة، وعندما شاهد جمالها صمّم على خطبتها؛ فذهب للعجوز الحاكمة وطلب التقدّم لخطبة الأميرة، فطلبت منه العجوز ثلاث مهام.

المهّمة الأولى هي خاتم ثمين وقع في البئر، وكان يجب عليه إحضاره قبل غروب الشمس، والمهمّة الثانية أن يأكل ثلاثين بقرة قبل غروب الشمس أيضاً، أمّا المهمة الثالثة فهي أن يخلّص الأميرة من مصدر قلقها الدائم، قام بالمهمة الأولى الرجل ذو اليدين الطويلتين بمساعدة ذو البصر الثاقب واستطاع إيجاد الخاتم، أمّا المهمة الثانية فكانت من نصيب الرجل الضخم الذي استطاع أن يأكل البقر كلّه.

والمهمّة الأخيرة قام بها ذو الأذن الكبيرة الذي علم أن سبب قلق الأميرة الدائم هو العجوز الحاكمة؛ فقام بأخذ قارب كبير ووضع العجوز به وتخلّص منها، وبهذا استطاع الأمير ماهر أن يتخطّى التحدّي الصعب الذي لم يستطع أحد من قبله أن يتخطّاه قبل غروب الشمس، وتزوّج الأميرة الجميلة، وعاد إلى بلدته، وعندما علم والده بذلك كان فخوراً به إذ استطاع أن ينجح بهذا التحدّي الصعب، وعاش الأمير ماهر مع الأميرة الجميلة بسلام وسعادة.


شارك المقالة: