التعامل مع الأطفال هو مهارة لا يستطيع أي أحد إتقانها، والصعوبة في ذلك هو عدم معرفة تعبير الأطفال عن أنفسهم من خلال استخدام اللغة، سنحكي في قصة اليوم عن طفلة مجتهدة، كانت تعبّر عن نفسها من خلال رسم الوجوه العابسة، وتعرّفت المعلّمة إلى مشكلتها من خلال رسوماتها المتكرّرة، وبسبب ذلك قامت مديرة المدرسة تطبيق أهمية التعبير عن الذات من خلال الرسم في كل المدارس، وكانت فكرة ناجحة.
قصة الرسمة هي حكايتي
في إحدى صفوف الروضة كان هنالك فتاة لطيفة وجميلة اسمها ليان، وكانت تحب الرسم كثيراً، وفي يوم من الأيام كانت معلّمة ليان التي تحب العمل والاجتهاد قد لاحظت بأنّ هنالك تغيير بسيط على ليان في الرسم، وهو أن ليان بعدما كانت تستخدم الألوان الزاهية في الرسم، صارت لا تستخدم إلّا اللون الأسود، بالإضافة لرسمها الكثير من الوجوه العابسة.
ذهبت معلّمة ليان وطرحت هذه المشكلة أمام المديرة، ولكن المديرة حاولت أن تبحث عن هذا الأمر في شبكات الإنترنت، أو أي طريقة أخرى لتعرف بها سبب تراجع هذه الطفلة وتغيّر تصرّفاتها من النشاط والحيوية إلى الكسل والسكون، ولكن دون أي فائدة، ولم تحاول مديرة المدرسة أن تطلب ولي أمر الطالبة؛ هذا لأنّ المديرة والمعلمة كانتا تحبان ليان كثيراً، وكانت المديرة تخاف أن يطلب أهلها نقلها من تلك الروضة لروضة أخرى.
في اليوم التالي جاءت ليان إلى المدرسة وكان هنالك علامة ضرب على خدّها الأيسر، كما أن هنالك جرح صغير في جبينها، في ذلك الوقت لم تتماسك المعلّمة والمديرة أنفسهن، وعقدت المديرة اجتماع للمعلّمات للبحث في هذه المشكلة؛ وكان الحل هو التواصل مع الأهل من خلال إرسال رسومات، واختيار الأهل رسمة من هذه الرسومات التي تعبّر عن أبناؤهم.
لاحظت المديرة تواصل الجميع ما عدا والدة ليان، وعندما قرّرت المديرة سؤال ليان أخبرتها بأنّ أمّها كبيرة في السن وهي أمية لا تقرأ ولا تكتب، وأنّها تضربها دائماً عندما تلعب وتمرح أو عندما ترفض الاستحمام، في ذلك الوقت قرّرت المديرة أن تحلّ هذه المشكلة بنفسها، وطلبت من والدة ليان الحضور، وطلبت من المرشدة أن تجلس معها لعدّة مرّات، وتحاول تعليمها عن طريقة التعامل الصحيحة مع الأطفال.
وبالفعل مع الوقت تغيّر تعامل والدة ليان معها، خاصّةً أنّها قد عرفت من المديرة أن ابنتها مجتهدة في الدراسة، وطلبت المديرة أن يتم تعميم هذا القرار على كل المدارس، وهو أن يستخدم الرسم كأسلوب للتعبير عن شخصية الطفل والتعب ر عن ظروف حياته، وهذا من خلال إعطاء وقت كافي لحصص الرسم، ونجحت هذه الفكرة وتم تطبيقها في الكثير من المدارس، وكان ذلك بفضل المديرة المجتهدة الحكيمة.