قصة الرفيق الشجاع بولات

اقرأ في هذا المقال


قصة الرفيق الشجاع بولات أو ( Story of Bulat the Brave Companion) هي حكاية شعبية روسية، تمّ جمعها من كتيبات روسية مختلفة، حررها روبرت ستيل، نشرت عام 1916، للناشر (A. M. Philpot، Limited London) روبرت إم ماكبرايد.

الشخصيات:

  • إيفان.
  • بولات.
  • الخادم.
  • الأميرة.
  • القيصر.

قصة الرفيق الشجاع بولات:

كان هناك ذات مرة قيصر يُدعى تشودور، وكان له ابن وحيد يُدعى إيفان تساريفيتش، وقد منحه والده تشودور في شبابه العديد من الأساتذة ليعلومه تدريبات الفرسان المختلفة، وعندما كبر إيفان، توسل إلى والده بالسفر إلى بلدان أخرى ليرى العالم، فوافق القيصر تشودور، وأمره بإظهار مهارته وشجاعته في الأراضي الأجنبية، ثمّ ذهب إيفان تساريفيتش إلى الاسطبلات الملكية لاختيار حصان جيد.

لكنّه لم يجد حصانًا جيداً، وذهب في طريقه بقلب مثقل، ثمّ أخذ قوسه وسهامه وتجول في الحقول ليطرد حزنه، وبينما كان يمشي هكذا، رأى بجعة عالية في الهواء، وسحب قوسه وأطلق النار عليها، لكنّ البجعة اختفت واختفى سهمه، ثمّ كان إيفان حزينًا لفقده سهمه المفضل، وصل أخيرًا إلى تل صغير، وسمع صوت رجل يناديه: تعال إلى هنا، إيفان تساريفيتش! وذهب إيفان نحو البقعة التي أتى  منها الصوت، ولاحظ في التل نافذة صغيرة بشبكة حديدية.

ورأى في النافذة رجلاً أشار إليه بيده، جاء إيفان، فقال له الرجل: لماذا أنت حزين جدًا؟ أجاب إيفان: لقد فقدت سهمي المفضل، ولا يمكنني العثور عليه في أي مكان، وحزني أكبر لأنني لا أستطيع العثور على حصان جيد، قال الرجل: هذه ليست مسألة عظيمة تحزن عليها، سأحضر لك حصانًا جيدًا، وأعيد إليك سهمك لأنه طار نحوي هنا، ولكن ماذا ستعطيني مقابل ذلك؟  أجاب إيفان: أي شيء تطلبه.

قال الرجل: لا أريد أكثر من أن تحررني من هذا المكان، فسأله إيفان كيف تمّ حبسه هكذا؟ أجاب الرجل: أبوك سجنني هنا، كنت لصًا مشهورًا، وكنت أُدعى بولات الرفيق الشجاع، فغضب ضدي وأمر بسجني. وهنا كنت محبوسًا لمدة ثلاث وثلاثين عامًا، قال إيفان: لا يمكنني تحريرك بدون موافقة والدي، أجاب بولات: لا تخف، والدك لن يعرف شيئاً، لأنّه بمجرد أن تطلق حريتي سأذهب إلى أراض أخرى ولن أعيش هنا.

قال إيفان: حسنًا، فقط بشرط أن تعيد السهم لي وتخبرني أين يمكنني أن أجد حصانًا جيداً، قال بولات: اذهب إلى الحقول المفتوحة وهناك سترى ثلاث بلوطات خضراء، وعلى الأرض تحت تلك البلوطات باب حديدي بحلقة نحاسية، ويوجد تحت الباب إسطبل فيه حصان جيد، ارفع هذا الباب، هناك ستجد حصان، أحضره وتعال اليّ، وسأعيد لك سهمك، وتخرجني من هذا السجن.

ذهب إيفان إلى الحقول المفتوحة، ورأى أشجار البلوط الخضراء الثلاثة، ورفع الباب حيث رأى حصانًا، وبمجرد أن رأى الحصان فارسًا يقف أمامه، صهل بصوت عالٍ، وترك إيفان يسرجه ويلجمه، فأخذ إيفان الجواد، والسيف، وأخرج الحصان من الإسطبل، وجاء إلى بولات الرفيق الشجاع، وقال: الآن أعد سهمي، وسأدعك تخرج من سجنك، أعاد بولات على الفور سهمه، وأطلق إيفان سراحه.

قال بولات: أشكرك، إيفان لمنحي الحرية، في المقابل سأقدم لك خدمة جيدة، كلما واجهت أي صعوبة وتريدني، قل فقط: بولات أيها الرفيق الشجاع؟ وسآتي إليك على الفور وأخدمك بأمانة، وبدأ بولات يغنّي، وعلى الفور وقف حصان أمام بولات الشجاع، وتحوّل بولات إلى شاب قوي، ثمّ امتطى حصانه وركض مسرعا وقال: وداعاً، إيفان تساريفيتش!

صعد إيفان الآن على حصانه الجيد وعاد إلى والده، وكانت الدموع الغادرة في عينيه، ولكنه لم يخبره بما فعل، ثمّ أخذ معه حصانه وخادمه، وانطلق إلى أراضٍ بعيدة، وبعد أن تنقلوا بعض الوقت وصلوا إلى الغابة، كان اليوم مشرقًا وحاراً، وشعر إيفان بالعطش، لذلك تجولوا في كل الغابة بحثًا عن الماء، لكنّهم لم يجدوا شيئًا، وبعد بحث طويل وجدوا بئراً عميقة كان فيها بعض الماء، فقال إيفان لخادمه: انزل إلى البئر وأحضر لنا بعض الماء، وسأربطك بحبل حتى لا تغرق.

قال الرجل: أنا أثقل منك، ولا يمكنك حملني، كان من الأفضل لك النزول، لأنّني أستطيع أن أرفعك، لذلك اتبع إيفان نصيحة الرجل، ونزل إلى البئر، وعندما شرب إيفان ما يكفي، قال للخادم أن يرفعه، لكنّ الخادم أجاب: كلا، لن أخرجك حتى تعطيني ورقة بأنك خادمي وأنا سيدك، وأنّ اسمي هو إيفان، إذا رفضت هذا فسوف أغرقك في البئر، صرخ إيفان: لا تغرقني، وسأفعل كل ما تريده، فقال الرجل: أقسم لي، لذا أقسم إيفان على ذلك.

فأخرجه الخادم، وأخذ إيفان تساريفيتش قطعة من الورق، وكتب عليها اتفاقهما، وأعطاها للخادم، وبدلوا ملابسهما وذهبوا في طريقهما، وبعد بضعة أيام جاءوا إلى مملكة القيصر بانثوي، وعندما سمع القيصر بوصول إيفان خرج للقائه، ورحب بإيفان الكاذب، وأدخله إلى قاعاته، وأجلسه على مائدته الخاصة به، وتناولوا الطعام، ثمّ سأل القيصر بانثوي إيفان الكاذب ما الذي أتى به إلى مملكته، فأجاب: لقد جئت لأطلب يد ابنتك، الأميرة الجميلة تسيريا.

أجاب بانثوي: يسعدني أن أزوجك ابنتي، ثمّ قال إيفان الكاذب للقيصر بانثوي: دع خادمي يقوم بأدنى عمل في المطبخ، لأنّه أزعجني كثيرًا في رحلتي، لذلك أمر القيصر إيفان على الفور بأن يكون مستعدًا للقيام بأكثر الأعمال وضاعة، وبعد أيام قليلة، جاء جيش يسير ضد مملكة بانثوي ليلاً، مهددًا بتدميرها وأخذ القيصر أسيرًا، عندئذ طلب القيصر إيفان الزائف وقال: صهري العزيز، جاء جيش معاد لمهاجمة مملكتي، وعليك طرد العدو وسأعطيك ابنتي.

فخرج الخادم، ونادى على إيفان الحقيقي، وقال: إيفان تساريفيتش ، لا تغضب مني لأخذ مكانك، أرجوك قدم لي خدمة واحدة، واطرد العدو من هذه المملكة، فأجاب إيفان: سأفعل ذلك، وصرخ إيفان بصوت عالٍ: أين بلدي بولات، الرفيق الشجاع؟ وفي لحظة وقف بولات أمامه، وسأله: ما الخدمة التي تحتاجها الآن؟ ثمّ أخبره إيفان تساريفيتش بحاجته.

فركب كل منهما حصانه وحارب بشجاعة وقوة، في هذه الأثناء، كانت الأميرة تسيريا جالسة عند النافذة، وسمعت كل ما تحدثه إيفان مع الخادم وبولات الشجاع، وفي وقت مبكر من صباح اليوم التالي، ذهب القيصر إلى شرفته، ونظر إلى البلد حيث كان الجيش المعادي موجوداً، وعندما رأى أنّ كلّ الجيش قد تمّ تدميره، أرسل إلى زوج ابنته المستقبلي وقال: الآن سأزوجك ابنتي، ثمّ تمت جميع الاستعدادات للزفاف.

لكنّ الأميرة أحضرت إيفان الحقيقي، وأخذته من يده وقادته إلى القيصر، وأخبرته الأميرة تسيريا بكل ماحدث، وجلس إيفان تساريفيتش على الطاولة بجانبها، وأُطلق النار على الخادم عند البوابة بسبب سلوكه الغادر، وتزوج إيفان من الأميرة، وعاد معها إلى مملكة والده، ووضع القيصر تشودور التاج على رأسه، وصعد إيفان على العرش، وحكم المملكة.


شارك المقالة: