قصة الزمان وملك العناصر - دار الآلهة

اقرأ في هذا المقال


قصة الزمان وملك العناصر- دار الآلهة أو (The abode of the Gods: Time and the king of the elements)، هي حكاية شعبية عن الشعب السلافي، نُشرت في الأصل باللغة الفرنسية ضمن كتاب دار الآلهة، للمؤلف، الكسندر تشودسكو، ترجمتها إميلي جي هاردينج، نُشرت عام 1896، للناشر (George Allen، London).

الشخصيات:

  • الزوجان.
  • ملك الماء.
  • ملك النار.
  • ملك الهواء.

قصة الزمان وملك العناصر- دار الآلهة:

كان هناك ذات مرة زوجان يحبان بعضهما البعض بحنان، ولم يكن الزوج ليتنازل عن زوجته مقابل كل ثروات العالم، بينما كان أول تفكير لها هو أفضل السبل لإرضائه، لذلك كانوا سعداء للغاية، وعاشوا حياة تخلو من المشاكل والأحزان، وذات يوم أثناء عمله في الحقول، انتابه شوق كبير لرؤيتها، فركض إلى المنزل دون انتظار ساعة الغروب، ولكنها لم تكن هناك، وبدأ يركض إلى هنا وهناك، ويبحث عنها في كل مكان وهو يبكى، وينادى عليها بلا فائدة!

لم يتم العثور على زوجته العزيزة، وكان حزينًا للغاية لدرجة أنه لم يعد يهتم بالعيش، ولم يخطر بباله سوى فقدان زوجته العزيزة وكيف يجدها مرة أخرى، أخيرًا قرر السفر في جميع أنحاء العالم بحثًا عنها، لذلك بدأ يمشي مباشرة، واثقًا من أنّ الله سيوجه خطواته ويرشده في طريقه، كان حزينًا وضائعاً، وتجوّل لعدة أيام حتّى وصل إلى كوخ بالقرب من شواطئ بحيرة كبيرة، وتوقف هناك على أمل معرفة الأخبار.

وعند دخول الكوخ قابلته امرأة حاولت منعه من الدخول، وقالت له: ماذا تريد هنا أيها البائس غير المحظوظ؟ إذا رآك زوجي فسوف يقتلك على الفور، فسألها الرجل: هل تخبريني من هو زوجك إذاً؟ فردّت المرأة: ماذا! أنت لا تعرفه؟ زوجي هو ملك الماء، وكل شيء تحت الماء يطيعه، والآن غادر بسرعة، لأنّه إذا وجدك هنا فسوف يقتلك بالتأكيد.

فقال لها الرجل: ربما بعد كل شيء يشفق علي، لكن خبئيني في مكان ما، لأنني متعب ومرهق، وبدون مأوى لهذا الليل، لذلك تمّ إقناع ملكة الماء، وأخفته خلف الموقد، وبعد دخول ملك الماء مباشرة تقريبًا، بالكاد كان قد تجاوز العتبة عندما صرخ: يا زوجتي، أشم رائحة اللحم البشري، أعطني إياه بسرعة لأني جائع، ولم تجرؤ الزوجة على عصيانه، ولذلك كان عليها أن تخبره عن مكان اختباء المسافر.

فخاف الرجل الفقير بشكل رهيب، وارتعدت كل أطرافه، وبدأ يتلعثم في الأعذار وهو يقول: أؤكد لك أنّني لم أتسبب في أي ضرر، فقط جئت إلى هنا بحثًا عن أخبار زوجتي المسكينة، أوه، أرجوك ساعدني في العثور عليها، لا أستطيع العيش بدونها، أجاب ملك الماء، لأنّك تحب زوجتك بحنان شديد، سأغفر لك لمجيئك إلى هنا، لكن لا يمكنني مساعدتك في العثور عليها، لأنّني لا أعرف مكانها.

ومع ذلك، أتذكر رؤية بطتين على البحيرة بالأمس ربما كانت واحدة منهما، ولكن أنصحك أن تسأل أخي ملك النار، قد يكون قادرًا على إخبارك بالمزيد، كان الرجل سعيد لأنّه هرب بسهولة، وشكر ملك الماء، وشرع في العثور على ملك النار، لكن حتّى ملك النار لم يكن قادرًا على مساعدته، ولم يكن بإمكانه إلا أن ينصحه باستشارة شقيقه الآخر، ملك الهواء.

لكنّ ملك الهواء على الرغم من أنّه سافر في جميع أنحاء الأرض، لم يستطع إلا أن يقول أنّه أعتقد أنه رأى امرأة عند سفح الجبل البلوري، ففرح المسافر بالأخبار، وذهب للبحث عن زوجته عند سفح الجبل البلوري القريب من كوخهم، وعند الوصول إليه بدأ على الفور في تسلق الجبل من خلال شق طريقه صعوداً.

كان هناك العديد من البط التي كانت في البرك بالقرب من الشلال تنادي: يا إلهي أيها الرجل الطيب، لا تصعد إلى هناك، ستقتل، لكنّه سار بلا خوف حتى جاء إلى بعض الأكواخ المصنوعة من القش، وتوقف عند أكبرها، وهناك أحاط به حشد من السحرة وهم يصرخون بأعلى أصواتهم :ما الذي تبحث عنه؟ فقال الرجل: أبحث عن زوجتي، فصرخوا: إنّها هنا، لكن لا يمكنك أخذها بعيدًا ما لم تتعرف عليها من بين مائتي امرأة تمامًا مثلها.

فقال: ماذا! لا أعرف زوجتي؟ فاقترب منها وقال وهو يشبكها بين ذراعيه: لماذا، ها هي، ففرحت زوجته بكونها معه مرة أخرى وقبّلته بسرور، ثمّ همست: عزيزي، على الرغم من أنك تعرفني اليوم، إلا أنني أشك في ما إذا كنت ستفعل ذلك غدًا، لأنّه سيكون هناك الكثير منّا على حد سواء، الآن سأخبرك ماذا تفعل، عند حلول الظلام اذهب إلى قمة الجبل البلوري حيث يعيش ملك الزمن وحاشيته.

اسأله كيف يمكنك أن تعرفني، إذا كنت جيدًا وصادقًا فسوف يساعدك، وإلا فسوف يلتهمك كله في فم واحد، أجاب: سأفعل ما تنصحيني به يا عزيزي، لكن قولي لي، لماذا تركتني فجأة؟ لو عرفت فقط ما عانيت منه! لقد بحثت عنك في جميع أنحاء العالم، قالت الزوجة: أنا لم أتركك عن طيب خاطر، طلب مني رجل أن آتي وألقي نظرة على سيل الجبل، وعندما وصلنا إلى هناك قام برش بعض الماء على نفسه.

وفي الحال رأيت أجنحة تنبت من كتفيه، وسرعان ما غير شكله بالكامل إلى شكل ديك، وأصبحت أيضًا بطة في نفس الوقت، وسواء كنت سأفعل ذلك أم لا، فقد اضطررت إلى اتباعه، وهنا سُمح لي بالعودة إلى شكلي الأصلي، والآن لا يوجد سوى صعوبة واحدة في التعرف عليك، لذلك افترقوا، وانضمت هي إلى النساء الأخريات، ليواصل طريقه إلى الجبل البلوري، وفي الأعلى وجد اثني عشر كائنًا غريبًا جالسًا حول نار كبيرة، وكانوا حاضرين لملك الزمن.

حيّاهم باحترام، وقالوا له: ماذا تريد؟ لقد فقدت زوجتي العزيزة، هل يمكنك أن تخبرني كيف أتعرف عليها من بين مائتي امرأة أخرى متشابهة تمامًا؟ قالوا: لا، لا نعرف كيف يمكنك التعرف عليها، ولكن ربما يستطيع ملكنا أن يخبرك، ثمّ قام من وسط النيران رجل عجوز أصلع الرأس ولحية بيضاء طويلة، أجاب عند سماع طلبه: على الرغم من أنّ كل هؤلاء النساء متشابهات تمامًا، سيكون لزوجتك خيط أسود في حذاءها الأيمن.

وبعد أن اختفى الرجل، نزل المسافر وشكر الاثني عشر ونزل من الجبل، من المؤكد أنه بدون الخيط الأسود لم يكن ليتعرف عليها أبدًا، وعلى الرغم من أنّ الساحر حاول إخفاءها، إلا أنّ التعويذة انكسرت وعاد الاثنان فرحين إلى منزلهما حيث عاشا في سعادة دائمة.


شارك المقالة: