تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول زوجان تحولا بعد التقاعد من عملهما إلى قتلة متسلسلين، وعوضاً عن كافة الجرائم التي يقومان بها كانا يستخدمان ملابس الضحايا من أجل صنع لحف شتوية.
الشخصيات
- القاتل راي كوبلاند
- الزوجة فاي كوبلاند
قصة الزوجين القاتلين راي وفاي كوبلاند
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر الثلاثينات من القرن التاسع عشر، حيث أنه في يوم من الأيام كان هناك واحد من الأشخاص يدعى راي كوبلاند وهو من كان يقيم في واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة أوكلاهوما، ولكنه لم يقضي وقتًا طويلاً في تلك المدينة، إذ باستمرار كانت عائلته تتنقل من مدينة إلى أخرى من أجل البحث حول فرص عمل تؤمن لهم حياة معيشية كريمة، ولكن في تلك الفترة كان يسود ما يعرف بالكساد الكبير، وهذا ما جعل ظروف وأوضاع عائلته تفاقم يوماً بعد يوم.
وعلى إثر تدهور أحوالهم المعيشية اضطر راي للخروج من المدرسة في سن مبكر وشرع في البحث عن فرصة عمل يعين بها عائلته، إلا أن ليست أي فرصة عمل كان يرضى بها راي، ففي حين يلقى عمله مقابل مبلغ وراتب هزيل على الفور يترك العمل ويتوجه لآخر، ولكن في ظل الظروف السائدة في البلاد في ذلك الوقت لم يكن هناك أي رواتب مجزية وفرص عمل مناسبة، وهذا ما دفع براي للانخراط والتورط في قضايا احتيال ونصب على الناس، وأول ما سار راي في تلك الطريق في إحدى المرات تم إلقاء القبض عليه؛ وذلك لأنه قام بسرقة قطعان من الماشية وهمّ بتزوير العديد من الأوراق الرسمية، ولذلك تم إصدار حكم بحقه بالسجن لمدة عام كامل وزج به في السجن.
وبعد أن انقضت تلك المدة وتم إطلاق سراح راي من السجن التقى ذات مرة بإحدى الفتيات وتدعى فاي ويلسون، وبعد عدة لقاءات بينهما قرر الزواج في بداية الأربعينات من القرن التاسع عشر، وبعد مرور ما يقارب السنة من زواجهما أنجبا طفلهما الأول، ومنذ ذلك اليوم وقد أخذا في كل عام ينجبان طفل، وأخذت العائلة بالاتساع، وكلما كبرت العائلة كان يكبر معها احتياجاتها وازدادت المسؤولية على كاهل راي، وفي يوم من الأيام قرر أن يعود إلى السرقة الماشية، إذ لم يكن أمامه سوى ذلك الحل من أجل أن يوفر لقمة العيش لزوجته وأطفاله، وفي تلك الفترة كان يتم إلقاء القبض عليه في الكثير من الأحيان واحتجز في السجن لمرات عدة.
وفي معظم السرقات التي كان يقوم بها كان يعتمد على أسلوب الخداع والمكر بالآخرين، إذ يقوم بشراء الماشية من المزادات العلنية عن طريق شيكات وهمية احتيالية، وبعد أن يتمكن من بيع الماشية سرعان ما يقوم بمغادرة المدينة قبل أن يتم إبلاغ أصحاب المزادات بأن الشيكات مزيفة، وبعد أن سجلت بحقه العديد من القيود الأمنية تم منعه بشكل مطلق من بيع وشراء الماشية، وفي ذلك الوقت بدأ يفكر في طريقة يقوم بالاحتيال على الآخرين من خلالها بعيداً عن ما تم حظره عنه، وقرر أن يختار أمر لا يمكن لعناصر الشرطة أن تتعقبه فيه، ولكن ما كان غريب في الأمر هو أنه استغرق وقتاً طويلاً في التفكير.
وأول ما بدأ به راي هو القيام بالتعاقد مع مجموعة من المشردين من أجل العمل في مزرعته الخاصة، ثم بعد ذلك قام بفتح حسابات لهم، ومن ثم أرسلهم من أجل القيام بشراء الماشية من خلال شيكات مزيفة، وبعد أن حصل على الماشية همّ ببيعها وفي النهاية على الفور قام بطرد المشردين، وهذه الطريقة قد ساهمت في إبعاد الشرطة بعيده عنه لفترة من الوقت، ولكن ما يلبث طويلاً في الاعتماد على تلك الطريقة، إذ في مرة من المرات تم إلقاء القبض عليه وزج في السجن، ولكن ذلك الأمر لم يردعه، فحينما خرج من السجن عاد إلى ذات العمل مرة أخرى، ولكن في هذه المرة كان متأكد من أنه لن يتم إلقاء القبض عليه والإمساك به.
وفي يوم من الأيام تلقت عناصر الشرطة بلاغ يفيد بأنه تم العثور على واحدة من الجماجم بشرية ومجموعة من العظام في إحدى الأراضي الزراعية التي تعود ملكيتها إلى الزوجين وهما راي وفاي، وبعد أن فتشت السلطات المكان، ولم يستغرق الأمر معهم وقتًا طويلاً حتى تم العثور على خمس من الجثث، وقد كانت تلك الجثث في ذلك الوقت متحللة ومدفونة في مقابر ضحلة حول المزرعة .
وحينما قامت عناصر الشرطة بعرض تلك الجماجم والعظام على كبار العلماء المختصين في ذلك الأمر تبين أن تلك الجثث قد أصيبت برصاصة في مؤخرة الرأس من مسافة قريبة، كما تمكنت عناصر الشرطة من تحديد أصحاب الجثث بما فيهم تلك الضحايا الخمسة الذين تم العثور عليهم.
وفي تلك الأثناء بعد عمل مسح للمزرعة بأكملها تم العثور من قِبل السلطات على سلاح بندقية من طراز مارلن يحمل عيار 22، وقد كانت تلك البندقية موجودة داخل منزل راي، وبعد إجراء الفحوصات حول تلك البندقية أثبتت نتائج الاختبارات للمقذوفات أنه السلاح هو ذاته الذي تم استخدامه في كافة جرائم القتل الواقعة، ولكن في ذلك الوقت ما كان مثير للدهشة والقلق هو وجود في منزل المزرعة لحاف مصنوع يدوياً من ملابس الضحايا المتوفية.
وعلى الفور أول ما تم توجيه أصابع الاتهام حول راي بالخمسة جرائم قتل، وفي ذلك الوقت تم تحديدها على أنها تعود إلى كل من يدعى بول جاسون كوارت، وآخر يدعى جون دبليو فريمان والجثة الثالثة تعود إلى من يدعى جيمي دالي هارفي والجثة الربعة تعود لمن يدعى واين وارنر، والجثة الخامسة تعود لمن يدعى دنيس مورفي.
وفي النهاية حينما تم التوجه من قِبل المحققين للحديث مع السيدة فاي ادعت أنها لا تعلم أي شيء عن تلك الجرائم بينما راي حاول في البداية الدفاع عنها وعن نفسه ولكنه استسلم في النهاية واعترف بكافة الجرائم التي نسبت إليه، وتم إدانته بجريمة قتل من الدرجة الأولى، وخلال المحاكمة تحدثت زوجته بأنها تتعرض للضرب، ولكن ذلك الأمر لم يشفع لها ولارتكابها الجرائم وتم إصدار حكم بحقها بالإعدام بالحقنة المميتة.
وقد ترك الزوجان بصمة في التاريخ الجنائي لكونهما أقدم زوجين يتم الحكم عليهما بالإعدام سوياً، ومع ذلك لم يتم إعدامهما، إذ توفي راي وهو على ذمة حكم الإعدام ، وفي حكم الاستئناف تم تخفيف الحكم على الزوجة فاي إلى السجن مدى الحياة، وبعد عدة سنوات تم إطلاق سراحها من السجن بسبب تدهور حالتها الصحية وتوفيت في دار لرعاية المسنين عن عمر يناهز الثلاثة والثمانين عامًا.
العبرة من القصة أنه في الكثير من الأحيان يتساءل الإنسان أنه هل من الممكن أن يقوم زوجان في عمر السبعينات بجرائم قتل، ولكن لا شيء مستحيل في هذه الحياة، فهناك الكثير من الغرائب والعجائب التي تنساب على مسامع الفرد.