تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول زوجان كانا يعيشان حياة سعيدة، ولكن ذات يوم بدأ الشك يقطن في باطن الزوج، وقد قاده ذلك الأمر إلى أن يقترف محاولة القتل العمد لزوجته، إذ كان يعتقد على الدوام أنها تخونه.
قصة الزوج الروسي الغيور
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في دولة روسيا، حيث أنه في يوم من الأيام في واحدة من المدن الروسية والتي تعرف باسم مدينة سيرباخوف، وهي من القرى الواقعة في المناطق الغربية من دولة روسيا كان هناك رجل يدعى ديمتري، وقد كان ذلك الرجل يبلغ من العمر السادسة والعشرون عاماً ومتزوج من سيدة تدعى مارغريتا وهي تصغره بسنة واحدة فقط، وقد كان زواجهما منذ ثلاثة أعوام ولديهما طفلين.
كان ديمتري يعمل كطبيب في مجال الطب النفسي، والمكان الذي يعمل به هو المنزل نفسه الذي يقيم به مع عائلته؛ وذلك من شدة غيرته على زوجته، ولكن ما هو معروف أن الغيرة سلاح ذو حدين، فغيرة الزوج على زوجته هو من الأمور الطبيعية، ولكنها حينما يتطور ويزداد عن حده قد يدفع ذلك لارتكاب أعمال حمقاء قد تصل إلى حد الجريمة والقتل، وهذا تماماً مع حصل مع الطبيب ديمتري.
إذ أن في وقت من الأوقات في بداية علاقة الزوجان كان الزواج هو عبارة عن حصيلة لقصة حب دامت عدة سنوات وتم تكليلها في النهاية بالزواج، وبداية زواجهما كانا يعيشان حياة سعيدة لا يتخللها أية مشاكل أو خلافات، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي بدأت تظهر غيرة ديمتري الشديدة شيئاً فشيئاً نحو زوجته مارغريتا، وفي كل يوم كان الأمر يزداد إلى أن وصل إلى تلك الدرجة التي فاق بها حده، وذلك حينما طلب منها أن يقوم بإخضاعها إلى جهاز كشف الكذب؛ وذلك من أجل أن يتأكد من أنها لم تخونه في يوم من الأيام.
فقد كان بين الحين والآخر يشكك في أنها تقوم بخيانته مع زملائها بالعمل، وبعد أن تفاقمت الأمور وأصبحت مارغريتا تشعر بخنقه وضيقه في الصدر بسبب تلك الاتهامات المستمرة لها بالخيانة والشكوك بها طوال الوقت، قررت في نهاية الأمر أن تقوم باصطحاب أطفالها وهجر المنزل، ومن ثم تقوم بطلب الطلاق بطريقة هادئة ومتحضرة دون الدخول في مشاكل وخلافات بينهم.
وفي يوم من الأيام حينما تقدمت مارغريتا بطلب للمحكمة من أجل الحصول على الطلاق في البداية رفض ديمتري إيصالها إلى مرادها أبداً والتوقيع على أوراق الطلاق، وذات يوم قام أحد زملاء مارغريتا في العمل بدعوتها من أجل الحضور معه أحد الأفلام السينمائية في واحدة من دور السينما وقد كانت تلك الدعوة تتضمن حضور أطفالها كذلك، وبما أن الأطفال في تلك الفترة من الانفصال بين والدهم ووالدتهم كانوا في حالة نفسية سيئة فهم بحاجة لبعض الترفيه عن أنفسهم، ولكن لم تكن تعلم مارغريتا أن زوجها يقوم بمراقبتها وتتبع كافة تحركاتها في كل لحظة دون أن تدري.
وفي اليوم التالي قام ديمتري بالاتصال مع مارغريتا وطلب منها أن تقدم إلى منزله من أجل التفاهم والتباحث حول أمر الطلاق بطريقة حضارية وتجنب أي صعوبات قد تواجههم به، كما أشار إليها أنه يجب الاتفاق على مسألة حضانة أطفالهما، ولأن ديمتري لم يكون في يوم من الأيام طوال فترة زواجهما قد ظهر عليه أو قام باستخدام أسلوب العنف وافقت مارغريتا على الذهاب إليه، وفي وقت سابق قبل أن تذهب إلى منزله أخبرت إحدى صديقاتها المقربات منها كم أنها تتمنى لو أن حياتها تعود كالسابق وتتصالح مع زوجها ويحتفلا سوياً بعيد زواجهما الرابع.
وفقد جاء ذلك اليوم الذي ذهبت به مارغريتا إلى منزل زوجها للتفاهم معه، وأول ما وصلت إلى هناك وجدته في شدة الغضب، ولم يكن قد رأته في يوم من الأيام بتلك الملامح الشريرة والوحشية، وفي تلك الأثناء كان يحمل بين يديه سكين حادة وقام بتهديديها بأنه سوف يقوم بصب غضبه عليها، وأنه من هذا اليوم لن يرحمها ويجعلها تفلت من بين يديه على الاطلاق، ومن ثم على الفور قام بتقيدها يديها وتوجه بها نحو واحدة من الغابات القريبة من المنزل.
وطوال تلك اللحظات ومارغريتا في حالة من الذهول والخوف والرعب، ولكنها لم يخطر ببالها ماذا به سوف يفعل بها، وبقي يسير بها إلى أن وصل إلى تلك الغابة وقام بربطها في واحدة من الأشجار، وفي تلك الأثناء أجبرها على أن تقوم بالجلوس على ركبتيها، ومن ثم قيد قدميها من الخلف بالشجرة كذلك.
وأول أمر صرح به لها حول ما سوف يقوم بفعله بها هو أنه سوف يقوم بقطع يديها مثلما كانوا يفعلون في العصور الوسطى، وعلى الرغم من كل ما قام به ديمتري ورؤية مارغريتا لفأس قام بتجهيزه من أجل الإقدام على قطع أعضائها وقتلها، إلا أن مارغريتا كانت تعتقد أنه في لحظة ما سوف يتراجع عن قراره في النهاية، ولكن كافة اعتقاداتها لم يحدث شيء منها، إذ قام بأول خطوة بالهوي بالفأس نحو أصابع يديها، ومن ثم هوى على اليد عدة مرات، ثم بعد ذلك قام بقطع معصميها، وفي كل مرة كان صراخ مارغريتا يدوي في كافة ارجاء الغابة ولكن لا يوجد هناك أي منقذ لها من بين يديه، وطوال ما حدث معها وهي مغمضة عيناها؛ وذلك لأنها لم تريد أن تراه وهو يقوم بفعل ذلك.
وعند هذا الحد قام ديمتري بحمل مارغريتا وإيصالها إلى أقرب مستشفى، وقد كان في ذلك الوقت شبه فاقدة للوعي وعلى وشك الإغماء عليه من شدة نزفها لكميات كبيرة من الدماء، وحول تلك اللحظات أشارت مارغريتا في وقت لاحق أن ديمتري كان طوال الطريق يردد كلمات “يال الأدرينالين، يال الأدرينالين”، وأنه كان صوته هادئ للغاية ولا يظهر عليه أي شعور بالتوتر أو القلق مما قام به، وبعد أن قام بإدخالها إلى المستشفى على الفور توجه نحو المركز الأمني وقام بتسليم نفسه للشرطة.
وفي ذلك الوقت همت مجموعة كبيرة من الأطباء من أجل محاولة إنقاذ مارغريتا، وقد أشاروا إلى أن ديمتري قد ربط يديها بطريقة احترافية بحيث لا تفقد كثير من الدماء، ومع ذلك فقدت مارغريتا واحدة من يديها إلى الأبد، بينما اليد الأخرى فقد قام الأطباء بإسعافها وخياطتها لعدة ساعات وهم لا يعلمون فيما إذا كانت سوف تتمكن من عودة استخدامها مرة أخرى أم لا.
ومن الجانب الآخر حول محاكمة ديمتري حكم عليه بالسجن لمدة عشرة سنوات بعد أن تم الإثبات أنه يتمتع بكامل قواه العقلية، وقد أخبر القاضي أنه يكن محبة كبيرة لعائلته، ولكنه بقي لمدة شهرين تقريباً لا يفكر في شيء سوى أن زوجته كانت تخونه.
ومع مرور الوقت تمكن مارغريتا من الحصول على يد صناعية عوضاً عن يدها المقطوعة، وأشارت إلى أنها كم تتمنى أن تعود يدها الطبيعية من أج أن تتمكن من العمل بشكل طبيعي وحتى تتمكن من الاعتناء بأطفالها كذلك، ولكنها لا تزال تخشى أن يقوم ديمتري بقتلها بعد خروجه من السجن.