من الشيء الجيّد أن نشجّع أطفالنا على أفعال الخير، وننمّي لديهم شعور العطاء وحب تقديم الخير للآخرين، هذا ما فعلته والدة حامد مع ابنها، عندما اكتشفت السر الكبير الذي كان يخفيه عنها.
قصة السر الكبير
في إحدى القرى يسكن الولد الصغير حامد مع إخوته ووالدته، حامد والده متوفّي، وهو يعمل في اصطياد السمك المتواجد في النهر المجاور لمنزله، وكان يحب الذهاب لهذا المكان كثيراً، وعندما ينتهي من الصيد، يذهب ويضع السمك في السلة ويقوم ببيعه في السوق، ويساعد والدته بثمن السمك هذا بنفقات المنزل.
كانت والدة حامد تعمل ببيع الجبن واللبن لتنفق على أولادها، وكان حامد يشفق على والدته كثيراً؛ وهذا لأنّها تتعب كثيراً، وعلى الرغم من صغر سنّه، إلّا أنّه كان صياد نشيط ومجتهد، ويستطيع الحصول على كميّات كبيرة من السمك، وكانت أمّه تفرح بذلك كثيراً، فهي تشعر بأن عمل ابنها الصغير هو عمل مبارك.
مع مرور الوقت صار حامد يعود وسلّته ليست مليئة كالعادة، بل كانت تمتلئ للنصف أو أقل، وكانت والدته تستغرب ما هو سبب هذا الشيء، ولماذا صار عدد السمك الذي يحضره أقلّ، وفي كل مرّة تحاول أن تسأل ابنها عن السبب، كان هو يتهرّب من الإجابة، قرّرت الأم أن تقوم بمراقبة ابنها في يوم من الأيّام؛ وهذا من أجل أن تكتشف السر الذي يخفيه ابنها عنها.
وعندما لحقت وراءه عندما كان يريد العودة للمنزل من صيد الأسماك، لاحظت أنّه لم يعد للمنزل مباشرةً، بل ذهب لمنزل آخر، وعندما لحقته وجدت عجوزاً خرجت من المنزل، قام حامد بإعطائها نصف ما معه من السمك، ثم شكرته ودعت له وعاد إلى المنزل.
عندما دخل حامد المنزل وجد أمّه تنتظره وتبتسم له وقالت له: لقد عرفت السر الذي تخفيه يا بني، قال لها حامد: أرجوكِ اعذريني يا أمّي، ولكن هذه العجوز تسكن لوحدها وتقوم بتربية الأيتام، وأنا أقوم بمساعدتها لأنّني أنا عشت يتيماً وعانيت ما تعاني هي منه، قالت له أمّه: أنا لست غاضبة منك، بل أنا فخورة بك يا بني، ولهذا السبب سوف يطرح الله لنا البركة في الرزق، وأنا أرى البركة دائماً بسبب أفعال الخير التي تقوم بها يا بني العزيز.