قصة السعدان يرد الجميل

اقرأ في هذا المقال


من يزرع الخير يحصد الخير، هذا ما حدث مع الصياد الذي كان ينوي قتل كل السعادين في قريته، ولكنّه كان طيّب القلب وقدّم معروفاً مع أحد السعادين الصغيرة، وسرعان ما ردّ هذا السعدان الصغير الجميل للصيّاد، وعندما رأى الصيّاد لطف هذه الكائنات قرّر التراجع عن قراره بقتلها.

قصة السعدان يرد الجميل

في إحدى القرى يسكن صيّاداً ماهراً في الصيد واسمه هاني، كان هاني يحب الصيد كثيراً ويصطاد الكثير من أنواع الحيوانات المختلفة كالطيور وغيرها، ولكن كان هنالك ما يعكّر مزاجه ومزاج أهل القرية كلّها، وهو كثرة السعادين في تلك القرية؛ وذلك لأنّ تلك السعادين كانت تسبّب الأذى وقطع الأرزاق أحياناً.

كانت تلك السعادين تأتي من أعلى الجبال وتهبط على أهل القرية وتقوم بكثير من أعمال التخريب والضرر للجميع؛ لذلك قرّر هذا الصيّاد أن يتخلّص من تلك السعادين ويقوم بمساعدة أهل القرية، وعندما فكّر لم يخطر بذهنه إلّا أن يقوم بقتلها كي يتخلّص منها للأبد، قام الصيّاد بإعداد العدّة وتجهيز نفسه لقتل تلك السعادين، وأخذ معه بعض الأوعية واللفائف التي تحتوي على الأرز.

بدأ الصيّاد يمشي باتجّاه الجبل مكان تواجد تلك السعادين، وبينما هو كذلك إذ صادف بطريقه واحد من السعادين التي كانت تجلس تحت أحد الأشجار وتبحث عن الطعام، كان هذا السعدان صغير جدّاً وظنّ أن هذا الصياد يحمل بندقية وينوي إطلاق النار عليه، لذلك ما كان منه إلّا أنّه أسرع ليهرب منه.

عندما رآه الصيّاد أن هذا السعدان الصغير يهرب ويشعر بالخوف أشفق لحاله وناداه وقال له: أيّها السعدان الصغير لا تخف؛ فأنا لا أقتل صغار السعادين عد إلى هنا، يبدو أنّك جائعاً وأنا لدي بعض الطعام، أخرج الصيّاد من حقيبته لفافة من الأرّز وأعطاها له، اقترب السعدان وأخذ لفافة الأرز وانطلق إلى أعلى الشجرة بها مسرعاً من شدّة خوفه.

كان الصيّاد يراقب بهذا السعدان الصغير، وعندما صعد للأعلى كان يوجد معه بأعلى الشجرة سعدان كبير، يبدو أنّه والد السعدان الصغير وأنّه مريض كذلك، وعندما وصل السعدان الصغير لوالده لم يأكل لفافة الأرز هو بل قام بتقديمها إلى والده المريض، شعر الصيّاد بالقشعريرة من هذا المشهد الرائع وصار يقول: يا لروعة هذا السعدان الصغير يساعد أباه المريض، ربمّا يكون هو جائعاً ولكنّه آثر والده على نفسه، إنّه حقّاً رائع سعدان رائع.

فجأةً بينما كان الصيّاد يراقب تلك السعادين إذ نزل السعدان الصغير وأمسك بيد الصيّاد وبدأ يجرّه إلى شجرة بلوط مجاورة للشجرة التي كان يجلس عليها، تفاجأ الصيّاد من تصرّف السعدان ولم يكن يعلم ماذا يريد، صعد السعدان الصغير أعلى الشجرة وصار يحرّك بيديه للصيّاد وكأنّه يطلب منه صعود الشجرة ويقول: غوا غوا، لم يفهم الصياد لماذا يريد السعدان منه أن يصعد تلك الشجرة.

وعندما نظر لأعلى الشجرة وجد بأنّ السعدان الكبير يومئ له أيضاً، ظلّ واقفاً ولم يفهم ما يريده من السعدان الصغير إلى أن التفت بجانبه فجأةً وجد بأن هنالك نمر ضخم الحجم وينزل من أعلى الجبل، في ذلك الوقت فهم الصياد أن السعدان الصغير يريد أن يحذّره من هذا النمر الضخم الحجم.

فرح الصيّاد بأنّ هذا السعدان يكافئ الصيّاد على الجميل الذي قدّمه له وهو لفافة الأرز، وما كان منه إلّا أنّه أخرج بندقيّته مباشرةً وقام بتصويبها باتجّاه النمر الضخم وقتله حتّى وقع أرضاً ومات، وعندما مات النمر فكّر الصيّاد في نفسه قليلاً ثم قرّر أن يتراجع عن قرار قتل السعادين؛ وهذا من أجل شفقته على والد السعدان الصغير المريض، بالإضافة إلى أنّه اكتشف أنّ السعادين كائنات ليست شرّيرة وأنّ هنالك كائنات أكثر شرّاً وضرراً منها.

لهذا السبب قام الصياد بإخراج كل ما يملك من طعام ولفافات الأرز، وقام بتقديمها للسعدان الصغير ووالده وكافّة السعادين الموجودة في تلك المنطقة، وعلم أنّ الشخص الذي يصنع الخير سوف يحصد الخير، وحمل جثّة النمر الضخم الذي قتله وعاد به إلى أهل القرية، وعندما رأوه سألوه أهل القرية عن سبب قتله للنمر وعدم قتله للسعادين فقال: لقد قمت بتخليصكم من الحيوان الحقيقي الذي يسبّب الأذى، أمّا السعادين فهي حيوانات لا تؤذينا بل تردّ الجميل فعلينا أن نعاملها بشيء من اللطف.


شارك المقالة: