قصة السفينة التي أبحرت على الأرض أو (The Ship that Sailed on Land) هي قصة من الحكايات الخيالية والفولكلور المحبوبين في فرنسا التي قدمت الشخصيات العالمية التي ما زلنا نحبها حتى اليوم.
الشخصيات:
- الملك.
- الأخوة الثلاثة.
قصة السفينة التي أبحرت على الأرض:
كان هناك ملكًا يحكم مملكة كبيرة وكانت لديه كل الأشياء الممتعة التي يمكن أن يشتريها بالمال، وكانت لديه ابنة من أجمل الفتيات في كل أرضه، لكن على الرغم من قوته وثرواته وعلى الرغم من حبه لابنته فقد كان عابسًا وساخطًا، ويتذمر ليلاً ونهاراً لأنّه لم يكن لديه سفينة يمكنها الإبحار على اليابسة وكذلك على الماء، وأخيرًا أعلن أنّه سيعطي ابنته نصف ثروته للرجل الذي يمكن أن يجلب له مثل هذه السفينة.
ذهب رسله في كل مكان حول مملكته وقرأوا عرض الملك في كل ساحة سوق وفي كل قرية، لكن لم يكن لدى أي شخص من جميع الذين سمعوا ذلك أي فكرة عن مكان وجود مثل هذه السفينة، في تلك الأثناء عاش على حافة غابة ثلاثة أشقاء، كان والدهم يعمل في قطع الأخشاب وكان يكسب رزقه بالكاد من خلال قطع الأخشاب، وعندما سمع الإخوة ما عرضه الملك.
قالوا الثلاثة: قد يكون من الجيد أن تتزوج الأميرة ويكون لديك نصف ثروة الملك وأخذ الأخ الأكبر فأسه وقال: سأجرب يدي في صنع هذه السفينة، وانطلق وحيدًا إلى الغابة وفي الغابة اختار شجرة بلوط طويلة وشرع في العمل على قطعها، وعمل بجد حتّى أنّه سرعان ما استلقى على الأرض وجلس ليستريح ويأكل وبينما كان يأكل طار العقعق إلى شجرة قريبة، وهناك قفز من فرع إلى فرع وهو يثرثر ويقول: اترك القليل من أجلي.
قال الأخ الأكبر: ابتعد أيها المخلوق المزعج ليس لدي طعام لك واستمر في الأكل، اقترب العقعق وقال: ماذا ستصنع من تلك الشجرة الجميلة يا قاطع الأخشاب الشاب؟ أجاب الأخ الأكبر متضايقًا وساخراً: سأقوم بعمل ملاعق، طار العقعق بعيدًا وهو يقول: ملاعق! ملاعق، وبعدما استراح الأخ الأكبر أخذ فأسه وذهب للعمل مرة أخرى، لكن كل قطعة من الخشب قطعها من الشجرة التي قطعها أصبحت في الحال ملعقة.
لقد عمل بكل قوته، ولكن كلما عمل بجد زادت سرعة ظهور الملاعق حتّى كان يقف في كومة من الملاعق الخشبية حتى ركبتيه وكانت الملاعق في كل مكان حتّى أخيرًا ألقى بفأسه في يأس وعاد إلى المنزل، وعندما سأله أخوته ماذا فعل قال: أعتقد أنني لن أهتم بالزواج من الأميرة، ولم يقل أي شيء آخر عن ذلك في ذلك اليوم، وفي اليوم التالي أخذ الأخ الثاني فأسه وذهب إلى الغابة وحدث له كما حدث لأخيه.
وعندما سأله العقعق ماذا ستصنع من تلك الشجرة الجميلة، أجاب الأخ الثاني بسخرية: سأقوم بعمل مغازل، وقد طار العقعق بعيدًا وهو يقول: مغازل! مغازل، وعندما بدأ الأخ الثاني العمل مرة أخرى تحولت كل قطعة من الخشب قطعها إلى مغزل حتّى وصلت المغازل إلى ركبته، ثمّ ألقى بفأسه في يأس وعاد إلى المنزل وقال لإخوته: أعتقد بعد كل شيء، أنا لا أهتم بالزواج من الأميرة.
في اليوم التالي أخذ الأخ الأصغر فأسه وخرج إلى الغابة، وعندما اختار شجرته وقطعها وكان جالسًا يأكل، جاء العقعق يثرثر ويقول: اترك لي القليل، نظر الأخ الأصغر إلى الأعلى وابتسم وقال: أرحب بك للمشاركة معي وقام بنثر الفتات وقطع الجبن على الأرض حيث قام العقعق بنقرها سريعًا وسأله: ماذا ستصنع من تلك الشجرة الجميلة؟
فقال الأخ الصغير: إذا كانت لدي المهارة الكافية سوف أصنع سفينة تبحر على الأرض وكذلك على الماء حتّى آخذها إلى الملك وأربح ابنته ونصف ثروته، فطار العقعق وهو يقول: السفينة التي ستبحر على اليابسة، وعندما شرع الأخ الأصغر في العمل مرة أخرى، أصبحت كل قطعة خشب قام بقطعها جزءًا من سفينة بحيث أصبحت الشجرة في فترة قصيرة جدًا سفينة مكتملة.
وقفز قاطع الأخشاب الشاب إلى السفينة حيث ابتعدت السفينة وأبحرت فوق المرج والمستنقعات والتل والوادي باتجاه قصر الملك، وفي الطريق رأى قاطع الخشب الشاب رجلاً جالسًا على جانب الطريق كان لديه فم كبير مليء بأسنان ضخمة، وكان يقضم عظامًا جافة مثل أي كلب ضال فقال له: لماذا تفعل ذلك يا صديقي؟ أجاب الرجل: أنا جائع، لكنني أنفقت كل أموالي على الطعام ولا يمكنني شراء المزيد.
قال الحطاب: أنا ذاهب إلى قصر الملك، يجب أن يكون هناك طعام كاف في قصر الملك تعال معي ربما يمكنني مساعدتك في شيء تأكله، فألقى الرجل عظمه وقفز إلى السفينة وانطلقوا معًا وفي طريقهم رأوا شيئًا غريبًا حيث كان هناك شابًا له أكتاف عريضة كما يمشي حاملاً نصف غابة على ظهره، وعندما سأله الأخ الأصغر: لماذا تفعل ذلك يا صديقي؟ ابتسم الشاب وقال: لقد سئمت من زوجة أبي المزعجة.
إنها تشتكي دائمًا من أنني لم أحضر للمنزل ما يكفي من الحطب للنار لذلك اعتقدت اليوم أنني سآخذ نصف الغابة لها، قال قاطع الخشب: هذا يجب أن يجعلها تشعر بالرضا، ضحك الشاب. قال: أنت لا تعرف زوجة أبي، قال قاطع الخشب: إذا كنت ستتخلى عن زوجة أبيك تعال معي، لأني ذاهب إلى قصر الملك وأشك أنّها ستفكر في البحث عنك هناك.
رمى الشاب الأشجار التي كان يحملها باستثناء بلوط واحد وقفز إلى السفينة وذهبوا معا وفي طريقهم كان هناك رجل معه زوج من المنفاخ بحجم منزل يقف في منتصف حقل قش ينفجر بقوة مع منفاخه إلى السماء فسأله الشاب: لماذا تفعل ذلك يا صديقي؟ فقال: إنني أقوم بإبعاد غيوم المطر حتى لا يفسد حصاد التبن الخاص بسيدي، إنّها مهمة شاقة بالتأكيد ولا يقدم لي إلا القليل من الشكر على ذلك.
قال قاطع الخشب: تعال معي إلى قصر الملك وربما أجد لك عملًا آخر، قفز الرجل إلى السفينة بمنفاخه وذهبوا معاً، وأخيرًا وصلوا إلى القصر وهناك قدّم الحطاب السفينة للملك وعندما رأى الملك أن السفينة يمكنها بالفعل الإبحار على اليابسة وكذلك على الماء، كان سعيدًا جدًا، ولكن بعد فترة من النظر إلى قاطع الأخشاب فكر في طريقة ما للتهرب من وعده.
قال لقاطع الخشب: هناك القليل من الأمور التي يتعين تسويتها يوجد في مطبخي عشرة ثيران مشوية جاهزة للأكل ولا نريد لحومًا باردة لحفل الزفاف ولكن إذا كان بإمكانك أنت ورجالك أن تأكلها، حلول الليلة فيمكننا التحدث عن الزواج، فأجاب الشاب: هذا سيتم بسهولة وأومأ قاطع الخشب برأسه للرجل الجائع الذي كان ينتظر مثل هذه الفرصة وذهب بعيدًا إلى المطبخ وفي لحظة عاد مرة أخرى قبل وقت طويل من غروب الشمس وقد أنهى أكلها.
في ذلك الوقت كان الملك غاضبًا حقًا ونادى جنوده الذين أتوا وفي أيديهم سيوف، لكنّ الرجل القوي تقدم للأمام وقال للحطاب: اتركهم لي وهو ممسكًا شجرة البلوط من الجذع، وضرب الجنود بعيدًا بسهولة كما كانت ربة المنزل تنظف الأرض بالمكنسة، ثمّ جاء الفرسان متحمسين للقتال.
قال الرجل ذو المنفاخ لقاطع الخشب الشاب: هذه هي مهمتي وكان ينفخ منفاخه حيث تمّ تطاير الفرسان والخيول والسيوف، شعر الملك بالخوف وقال: قف قف أعطيك ابنتي وسوف تتزوجها غداً، وتزوج قاطع الخشب الشاب من الأميرة وكان لديه نصف ثروة الملك بجانبها، ولم ينس رفاقه أبداً وأبقاهم لجانبه.