يعاني أكثر الأطفال من قسوة تعامل الأهل معهم؛ وهذا لأنّهم يحاولون إجبار أطفالهم بفعل أشياء قد يكونوا غير قادرين على فعلها، لذلك علينا مراعاة الفروق بين الأطفال، هذا ما حدث مع السلطعون الصغير الذي كانت أمّه توبّخه لكي يمشي بالشكل الصحيح، ولكنّها اكتشفت أن ابنها لا زال صغيراً ولا يستطيع ثني قدميه مثل ما كانت تفعل هي.
قصة السلطعون الصغير
بجانب إحدى البحار يسكن السلطعون الصغير مع أمّه، وكانت أمّه تخرج معه كل يوم في نزهة صغيرة بجانب البحر؛ وذلك من أجل أن تعلّمه وتقوم بتشجيعه على المشي، كانت أم السلطعون الصغير تفعل ذلك كل يوم مع ابنها الصغير، ولكن السلطعون الصغير لم يكن يتعلّم سوى المشي بالشكل الجانبي بمعنى المشي على الجنب.
كانت الأم دائماً تقوم بتوبيخ ابنها السلطعون الصغير لكي يمشي إلى الأمام وأن يتوقّف عن المشي بشكل جانبي، ولكن كان هو لا يستطيع فعل ذلك، وفي مرّة من المرّات بينما كانت الأم تقوم بتوبيخ ابنها للمشي إلى الأمام من خلال توجيه أصابع قدميه إلى الأمام قال لها ابنها: يا أمّي أنا أتمنّى أن أمشي مثلكِ إلى الأمام، ولكنّني حاولت جاهداً ولم أستطع فعل ذلك.
لكن الأم كانت في كل مرّة تظن بأن ابنها السلطعون الصغير لا يقول الحقيقة، بل هو لا يريد بذل الجهد لذلك، وكان ابنها الصغير يحزن لذلك ولا يعلم كيف سيثبت لأمّه صدق قوله، وفي يوم من الأيام بينما كانت الأم تقوم بتدريب ابنها على المشي بجانب البحر كما تفعل كل يوم، إذ اقتربت من ابنها وقالت له: لقد وجدت الطريقة التي سوف تساعدك على المشي إلى الأمام يا بني.
فرح السلطعون الصغير لذلك كثيراً وقال لها: وما هي الطريقة يا أمّي أنا متحمّس لمعرفتها، اقتربت الأم من أقدام ابنها السلطعون الصغير، وحاولت أن تقوم بثني أقدامه الصغيرة حتى يستطيع المشي إلى الأمام، ولكنّها تفاجأت عندما أمسكت بأقدامه الصغيرة اكتشفت أن السلطعون الصغير غير قادر على ثني ركبتيه إلى الأمام بعد، شعرت الأم في ذلك الوقت بالندم الشديد لأنّها كانت تقسو على ابنها، وتحاول إجباره على فعل شيء لا يستطيع فعله.