قصة السمكة والخاتم

اقرأ في هذا المقال


قصة السمكة والخاتم أو (The fish and the ring) هي حكاية فولكلورية إنجليزية، للمؤلف، جوزيف جاكوبس، نُشرت عام 1892، نشرها أبناء جي بي بوتنام.

الشخصيات:

  • البارون.
  • الفتاة.
  • ابن البارون.
  • اللصوص.

قصة السمكة والخاتم:

ذات مرة، كان هناك بارون جبار في شمال كونتري كان ساحرًا عظيمًا يعرف كل ما سيحدث، لذلك ذات يوم عندما كان ولده الصغير في الرابعة من عمره، نظر في كتاب القدر ليرى ما سيحدث له، ولمّا قرأ شعر بالفزع، حيث وجد أنّ ابنه سيتزوج من خادمة وضيعة ولدت للتو في منزل في منطقة يورك مينستر، عرف البارون الآن أن والد الطفلة فقير للغاية، ولديه خمسة أطفال بالفعل.

فجهز جواده وركب إلى يورك، ومرّ ببيت الأب ورآه جالسًا بجانب الباب حزينًا وكئيبًا، فنزل وتقدم إليه وقال: ما الأمر أيها الرجل الصالح؟ وقال الرجل: حسنًا، في الحقيقة، لدي خمسة أطفال بالفعل، والآن جاء السادس وهو طفلة صغيرة، ومن أين يمكنني الحصول على الخبز لملء أفواههم، هذا أكثر ما يمكنني قوله، قال البارون: لا تكن محبطًا يا رجلي، إذا كانت هذه هي مشكلتك، يمكنني مساعدتك.

ثمّ قال له: سآخذ آخر صغيرة، ولن تضطر إلى القلق بشأنها، قال الرجل: أشكرك بلطف سيدي، ودخل وأخرج الفتاة وأعطاها للبارون الذي امتطى حصانه وركب معها، وعندما وصل إلى ضفة نهر أوسو ألقى الفتاة الصغيرة في النهر وانطلق إلى قلعته، لكن الفتاة الصغيرة لم تغرق، ثمّ طفت حتّى تم إلقاؤها على الشاطئ أمام كوخ صياد، وهناك وجدها الصياد، وأشفق على الفتاة الصغيرة المسكينة وأخذها إلى منزله.

وعاشت هناك حتى بلغت الخامسة عشرة من عمرها، وكانت فتاة جميلة جداً، وحدث ذات يوم أنّ البارون خرج للصيد مع بعض رفاقه على طول ضفاف نهر أوسو، وتوقف عند كوخ الصيادين ليشرب الماء، وخرجت الفتاة لإعطائه له فلاحظوا جمالها جميعًا، فقال أحدهم للبارون: يمكنك أن تقرأ الأقدار يا بارون، بمن ستتزوج هذه الفتاة؟ قال البارون: أوه! هذا سهل التخمين، من بين المزارعين أو الفلاحين.

لكنني سأقرأ برجها، تعالي إلى هنا يا فتاة، وأخبريني في أي يوم ولدت؟ قالت الفتاة: لا أعرف يا سيدي، لقد تم اصطحابي إلى هنا بعد أن قذفني النهر قبل حوالي خمسة عشر عامًا، ثمّ عرف البارون من هي، وعندما ذهبوا بعيدًا، ركب حصانه ظهرًا وقال للفتاة: اسمعي يا فتاة، سأجعلك تجمعين ثروتك، خذي هذه الرسالة إلى أخي في سكاربورو، وسيقوم بتسليمك الكثير من المال.

وأخذت الفتاة الرسالة وقالت أنها ستذهب وتسلمها لأخوه كما أخبرها، وكان هذا ما كتبه في الرسالة: أيها الأخ، خذ حامل هذه الرسالة، واقتله على الفور، وتفضلوا بقبول فائق الاحترام، أخوك ألبرت، وبعد فترة وجيزة، انطلقت الفتاة إلى سكاربورو، ونامت طوال الليل في نزل صغير، وحدث في تلك الليلة بالذات أن اقتحمت مجموعة من اللصوص النزل، وفتشوا الفتاة التي لم يكن لديها مال.

وأستخرجوا الرسالة من جيبها فقط، ففتحوا الرسالة وقرأوها، واعتقدوا أنه من العار السكوت على مضمون الرسالة، لذلك أخذ رئيس اللصوص قلم وورقة وكتب هذه الرسالة: أخي العزيز، خذ حاملة هذ الرسالة وزوجها لأبني في الحال، وتفضلوا بقبول فائق الاحترام، ألبرت، ثمّ أعطاها للفتاة، وتمنّى لها الحظ الطيب، فذهبت الفتاة إلى شقيق البارون في سكاربورو الفارس النبيل الذي كان يقيم معه ابن البارون.

وعندما أعطت الرسالة لأخيه أصدر أوامره لتحضير حفل الزفاف في الحال، وتزوجا في ذلك اليوم على الفور، وبعد فترة وجيزة، جاء البارون نفسه إلى قلعة أخيه، وكانت مفاجأة كبيرة له عندما اكتشف أنّ الشيء الذي تآمر عليه قد تحقق بعكس ما توقع، لكنّه لم ييأس وفكر بطريقة أخرى للتخلص من الفتاة، وأخرجها ذات يوم في نزهة، وأخذها على طول الجرف.

وعندما كانا بمفردهما، أخذها من ذراعيها، وكان على وشك رميها، لكنّها توسلت إليه بشدة من أجل حياتها، وقالت له: أرجوك لا تقتلني، أنا لم أفعل شيئًا، إذا كنت ستجعلني أعيش، فسأفعل ما يحلو لك، ولن تراني أنت أو ابنك مرة أخرى حتى ترغب في ذلك، ثمّ خلع البارون خاتمه الذهبي وألقاه في البحر قائلاً: لا تدعيني أرى وجهك أبدًا حتى تريني هذا الخاتم، وتركها تذهب.

تجوّلت الفتاة المسكينة مرارًا وتكرارًا حتّى وصلت أخيرًا إلى قلعة النبلاء العظيمة، وطلبت منهم أن يمنحوها عملاً لديهم، وجعلوها فتاة مبحرة في القلعة، لأنها كانت معتادة على مثل هذا العمل في كوخ الصيادين، وفي يوم من الأيام قدم إلى منزل النبيل البارون وأخوه وابنه الذي كان زوجها، ولم تكن تعرف ماذا ستفعل، ففكرت أنهم لن يروها إذا ذهبت إلى مطبخ القلعة.

لذا عادت إلى عملها بحسرة، وشرعت في تنظيف سمكة ضخمة كان من المقرر طبخها لتناول العشاء، وبينما كانت تنظفها، رأت شيئًا يلمع بداخلها، وكان هناك خاتم البارون، وهو نفس الخاتم الذي ألقاه فوق الجرف في سكاربورو، لقد كانت سعيدة برؤيته ولم تتوقع أن يظهر أمامها دون أي تعب أو جهد في البحث عنه، ثمّ قامت بطهي السمكة بشكل جيد قدر استطاعتها وقدمتها أمام الضيوف.

وعندما جاءت السمكة على الطاولة، أحبها الضيوف جيدًا لدرجة أنهم سألوا عن الطباخ الذي طبخها، فقال النبيل أنّه لا يعرف، لكنّه نادى على خدامه وطلب منهم أن يرسلوا له الطباخ الذي طبخ تلك السمكة الرائعة، فنزلوا إلى المطبخ وأخبروا الفتاة أنها مطلوبة في الصالة، ثمّ اغتسلت ورتبت نفسها ووضعت خاتم البارون الذهبي على إبهامها وصعدت إلى الصالة، وعندما رأى الضيوف أنّ الطباخ هي شابة جميلة تفاجأوا.

لكن البارون كان في مزاج سيْ للغاية، وبدا كمّا لو أنه كان سيقوم ببعض أعمال العنف ضدها، فأشارت إليه الفتاة بيدها والخاتم عليها، ووضعته أمامه على الطاولة، ثمّ رأى البارون أخيرًا أنه لا يمكن لأحد أن يحارب القدر، وطلب منها الجلوس إلى المقعد بجانبه، وأعلن لجميع الحاضرين أنّ هذه هي الزوجة الحقيقية لابنه، وأخذها هو وابنه إلى منزله إلى قلعته.

وعاشوا جميعًا سعداء كعائلة واحدة، وأصبحت الفتاة جزءاً مهماً من عائلة البارون، فهي الكنة والابنة للمنزل منذ ذلك اليوم.


شارك المقالة: