قصة السن المكسور

اقرأ في هذا المقال


يشعر الإنسان بالسعادة الدائمة عندما يتقبّل ظروفه ومشاكله ويتعايش معها، هذا ما حدث مع مازن الذي تعرّض لحادثة كسر سنّه، كان يشعر بالخوف الشديد لفقدانه ابتسامته الجميلة، ولكن عندما طمأنته أمّه وأخبرته أنّه يمكنه أن يعالج هذا الأمر، أصبح سعيداً وقرّر أن لا يتوقّف عن الابتسامة مهما حدث معه.

قصة السن المكسور

مازن طفل في الحادية عشرة من عمره، كان في يوم من الأيام في المدرسة مع أخوه خالد الشقي، ركض خالد وقام بأخذ حقيبة أخوه مازن وآلة لعبة الكلاركيت الخاصّة به، ممّا جعل مازن يلحق بأخيه نحو الدرج، وفجأةً اصدم مازن بأخيه خالد ووقع على الأرض بين كومة الكتب، وكان يظنّ أنّه تعرّض لإصابات خطيرة، ولكن جسده كان سليماً.

حدث لمازن شيء سيّء وهو أن سنّه الأمامي قد تكسّر، سبّب له هذا الأمر الحزن الشديد؛ حيث كان كلّما ينظر لنفسه بالمرآة يشعر بالحزن الشديد، لقد أصبح لا يحبّ شكل ابتسامته التي اعتاد على أن تكون مرسومة على وجهه دائماً، ولكن الآن لا يريد التبسّم بسبب الفجوة التي حدثت بوجهه.

ذهب مازن لأمّه وأخبرها عن حزنه وخوفه لأنّه فقد شيء من جسمه وربّما لن يعود، كانت أم مازن تحاول تهدئته وتشعره بالاطمئنان وقالت له: لا تخف يا بني؛ فجميعنا يتعرّض للحوادث بشكل مستمر، وبعض الأشخاص يتعرّضون لفقدان الكثير من الأشياء، بعضها يمكن تعويضه ومعالجته، والبعض الآخر لا يمكن تعويضه، علينا فقط أن نتقبّل ما نحن عليه دائماً.

قرّرت والدة مازن أن تأخذه لطبيب الأسنان لمعالجة سنّه، ذهبت واتصلّت بطبيب الأسنان وحدّدت موعد معه، وعندما جاء موعد مازن وذهب مع أمّه لطبيب الأسنان، نظر له الطبيب وقال له: لدي خبر سيء وخبر جيّد، أما الجيّد فأنا بمكنني أن أقوم بتركيب سن جديد لك يشبه تماماً سنّك الذي قد انكسر، أمّا الخبر السيّء هو انّه قد يؤلمك قليلاً، بالإضافة إلى أنّه قد تضطرّ لأن تأتي وتقوم بتبديله لأكثر من مرة حتّى تكبر ويصبح بإمكانك تركيب سن دائم.

نظر مازن للطبيب وشعر بالراحة وقال في نفسه: هذا أمر محتمل، بكفي أنّه سيصبح بإمكاني أن أبتسم وتعود لي ابتسامتي الجميلة مرّةً أخرى، تعلم مازن من والدته كيف أن الإنسان يستطيع أن يكون سعيداً عندما يتقبّل جميع ظروفه.


شارك المقالة: