قصة الشاب ورقصة الكلاب

اقرأ في هذا المقال


قصة الشاب ورقصة الكلاب أو (The Youth and the Dog-Dance) هي حكاية فولكلورية أمريكية أصلية تم جمعها من كندا، للمؤلف، سايروس ماكميلان، نشرها (S. B. Gundy، Toronto) جون لين ذا بودلي هيد.

الشخصيات:

  • الشاب.
  • الهنود.
  • الحيوانات.

قصة الشاب ورقصة الكلاب:

منذ زمن بعيد، عندما سكن الهنود في الريف في الشمال الغربي، ذهب شاب بعيدًا عن قريته الأصلية لاصطياد الطيور، عاش شعبه بالقرب من بحيرة حيث تعشش الطيور الصغيرة فقط، ولأنّه أراد طيوراً لها ريشًا كبيرًا ولونًا مشرقًا لسهامه، كان عليه أن يذهب بعيدًا في الغابة حيث تعيش الطيور الكبيرة ذات الريش اللامع ليجدها.

عندما وصل إلى أرض يسكنها العديد من الطيور البعيدة في شمال البلاد، فكر بخطة لاصطياد الطيور التي جاء للبحث عنها، ثمّ حفر حفرة على قمة تل مرتفع، ثمّ غطّى الحفرة بأعمدة، ونثر العشب والأوراق فوق القطبين حتى بدا المكان مثل الأرض من حوله، وضع اللحم والذرة على العشب، وربط الطعام بالعصي حتى لا تستطيع الطيور حمله بعيدًا، ثمّ نزل إلى الحفرة وانتظر مجيء الطيور حتى يستطيع أن يمسك بها من أقدامها ويقتلها.

طوال النهار وبعيدًا في الليل، كان الشاب ينتظر الطيور، لكن لم تأت الطيور، ونحو الصباح سمع صوتًا بعيدًا مثل صوت طبل الحجل، لكنّ الصوت لم يقترب، وفي الليلة التالية وبينما كان الشاب يراقب وينتظر في الحفرة، سمع نفس الصوت، فقال: سأرى من أين تأتي الضوضاء وسأكتشف السبب ، فهو ليس حجلًا، وهو غريب جداً.

فخرج من الحفرة وسار في اتجاه الصوت، سار بسرعة عبر الغابة حتى جاء عند الفجر إلى شاطئ بحيرة كبيرة، جاء قرع الطبول من مكان ما في البحيرة، ولكن بينما كان يقف يستمع إليها، توقف الصوت فجأة، وفي الليلة التالية سمع الشاب قرع الطبول أعلى من ذي قبل، ومرة أخرى ذهب إلى البحيرة، كان الصوت مميزًا مرة أخرى حيث ارتفع من الماء، وعندما نظر رأى أعدادًا كبيرة من الطيور والحيوانات تسبح في البحيرة تحت ضوء القمر.

لكن لم يكن هناك تفسير للصوت الغريب، وبينما كان جالسًا يراقب الحيوانات والطيور، تمنى لو يحدث معه شيئاً يساعده بمعرفة سبب قرع الطبول أو مصدرها، وسرعان ما جاء رجل عجوز، كان مسنًا ومنحنًيا ومتجعدًا، لكنّ عينيه كانتا لطيفتين، أعطاه الشاب بعض التبغ وجلسوا معًا على حافة البحيرة وشاهدوا السباحين في الضوء الخافت، وقاموا بتدخين التبغ.

سأل الرجل العجوز: ما الذي تفعله هنا؟ قال الشاب: أحاول معرفة سبب قرع الطبول الغريب، قال الرجل العجوز: أنت تعمل جيدًا حقًا أن تبحث عنها، وأن تسعى لمعرفة سبب كل الأشياء، بهذه الطريقة فقط ستكون عظيمًا وحكيمًا، ولكن تذكر أنّ هناك بعض الأشياء التي يمكنك الحصول عليها نتيجة معرفتك هذه والتي ستقلب حياتك وتغيرها بشكل لم تتوقعه، لم يفهم الشاب معنى كلامه ولكنّه بقي يستمع له.

ثمّ قال الرجل: أوه، لقد عشت ذات مرة مثلك في بلد الخيال حيث تسكن الأحلام العظيمة، وبالفعل ما زلت أعيش هناك، لكنّ أحلامك كلها هي المستقبل بينما أحلامي من الماضي، ولكن في يوم من الأيام ستتغير أنت أيضًا وستكون أفكارك مثل أفكاري، قال الصبي: قل لي سبب قرع الطبول، فقال الرجل العجوز: خذ هذه العصا التي سأقدمها لك ولوح بها قبل أن تنام وربما سترى أشياء غريبة.

ثمّ أعطى الصبي عصاً واختفى في الغابة ولم يره الصبي مرة أخرى، لوّح الصبي بالعصا ونام على الرمال كما أخبره الرجل العجوز، وعندما استيقظ وجد نفسه في غرفة كبيرة وسط الكثير من الناس، كان بعضهم يرقص برشاقة، وبعضهم جلس ويتحدث، كانوا يرتدون أردية رائعة من الجلد والريش، من ألوان مختلفة.

تمنّى الصبي أن يحصل على مثل هذا الريش لملابسه، ولكن عندما نظر إلى الناس أدرك فجأة أنهم ليسوا سوى الحيوانات والطيور التي رآها لليلتين تسبح في البحيرة تحت ضوء القمر، ولكن لقد تحولوا الآن إلى شكل بشري، من خلال بعض القوة الغريبة والمعجزة، لقد كانوا لطفاء للغاية مع الشاب وعاملوه بلطف كبير.

أخيرًا توقف الرقص وتوقف الحديث، ووقف شخص بدا أنّه الرئيس في نهاية الغرفة وقال: أوه، أيها الشاب الغريب، لقد سمعت الرياح العظيمة صلواتك، وبسبب عصاك السحرية تم إرسالنا إليك بهذه الأشكال، المخلوقات التي تراها هنا هي حيوانات وطيور العالم، أنا الكلب الذي تحبه الرياح العظيمة جيدًا، لدي الكثير من القوة وسأمنحك قوتي، وسأحميك دائمًا.

وحتى لو تعاملت معي بقسوة، فلن أكون أبدًا غير مخلص لك، ولن أكون أبدًا قاسياً معك، ولكن يجب أن تأخذ هذه الرقصة معك إلى المنزل وتعلمها لشعبك وهم يجب أن يحتفلوا بالرقص مرة في السنة، ثمّ علّم الشاب أسرار رقصهم، وعندما تعلّم الشاب الرقص، التفت الزعيم إلى رفاقه وقال: رفاقي وإخوتي، لقد علّمت الشاب الغريب أسرار الرقص.

لقد أعطيته قوتي، ألا تشفقون على مخلوق الأرض وتعطونه بعض القوة التي تمتلكونها أنتم أيضًا؟ لوقت طويل لم يتكلم أحد، ولكن أخيرًا نهضت البومة وقالت: أنا أيضًا سأساعده، لديّ القدرة على الرؤية بعيدًا في الظلام  والصيد ليلاً، عندما يخرج ليلاً سأكون بالقرب منه فيرى مسافة كبيرة، وسأعطيه هذا الريش ليثبت في شعره، وأعطته البومة حفنة من الريش ربطها الشاب برأسه.

ثم تقدم الجاموس وقال: أنا أيضًا سأساعده، سأمنحه قدرتي على التحمل وقوتي لدوس أعدائي تحت أقدامي، وأعطيه هذا الحزام من جلد الجاموس المدبوغ لارتدائه عندما يذهب إلى الحرب، وأعطى الشاب حزامًا عجيبًا جدًا يربط حول خصره، أعطته الحيوانات والطيور، واحدة تلو الأخرى بسرور قوتها.

أعطاه النيص ريشًا لتزيين حزامه الجلدي، وقال له: أنا أيضًا سأساعدك، وعندما تشن الحرب سأكون بالقرب منك، يمكنني أن أجعل أعدائي ضعفاء مثل الأطفال، وهم دائمًا يهربون عندما أقترب منهم، لأنّهم يخشون إطلاق النار على ريشي، وعندما تقابل أعداءك أنت، ستنتصر عليهم دائمًا، لأنّني أعطيك القوة كاملة كما أعطيت لي.

وقال الدب: سأعطيك قوتي وعظمتي وشريط من الفراء لحزامك الجلدي ومعطفك، وعندما تكون في خطر، لن أكون بعيدًا، ثمّ قال الغزال: أنا أعطيك سرعتي لكي تكون أسرع من الجميع، وعندما تطارد أعدائك سوف تتفوق عليهم دائمًا، وإذا هربت منهم، فستتفوق عليهم دائمًا ولن يستطيعوا اللحاق بك.

ثمّ تكلمت الطيور مرة أخرى، وقال طائر الكركي: أنا أعطيك عظمة من جناحي لأطلق صافرة حرب لتخويف أعدائك بعيدًا أو لاستدعاء شعبك لمساعدتك عندما تحتاجهم، وأعطيك أجنحتي من أجل أن تصنع لباساً وغطاء لرأسك، ثمّ تحدث النسر العملاق وقال:أوه، أيّها الشاب، سأكون معك أينما ذهبت، وسأمنحك قوتي وسيطرتي في الحرب.

وحتى ستفعل كما أفعل، سترى أعداءك دائمًا من بعيد، ويمكنك دائمًا الهروب منهم إذا رغبت في ذلك، ثمّ أعطاه مجموعة كبيرة من ريش النسر الرائع لربط شعره كعلامة على إخلاصه، وأخيرًا، قالت القطة البريّة: سأعطيك قوتي للزحف خلسة عبر العشب والأشجار السفلية والقفز بشكل غير متوقع على أعدائك وأخذهم على حين غرة.

وأعطيك أيضًا قوتي للاختباء من أعدائي، وأعطته شرائط من فروها لتزيين ثيابه عربون صداقته، ومن جميع الحيوانات والطيور، تلقى الشاب القوة والهدايا، وكان سعيداً جداً،  ثمّ لوّح بعصاه السحرية واستلقى للنوم، وعندما استيقظ وجد نفسه على شاطئ البحيرة، وبعيدًا في الشرق كان الفجر يطل، ووجد أنّ الجميع قد اختفى من حوله.

لكنّه استطاع أن يرى أبعد ممّا رآه من قبل، وبعيدًا يمكنه رؤية التلال الزرقاء والدخان يتصاعد من القرى البعيدة، وكان يعلم أنّ قوة غريبة كانت قد حلّت  عليه، ولم يكن يصدق ما حصل له، لكن لم يصدر صوت من البحيرة، وانتهى قرع الطبول إلى الأبد، فكّر الشاب قليلاً  وكان حائراً من تمييز هذا الحدث، ثمّ تساءل في نفسه: هل هذه حقيقة أم حلم؟.

ثمّ أخذ الشاب عصاه السحرية وعطاياه وانطلق إلى منزله، وأخبر شعبه بما حدث وعلمهم أسرار الرقص الذي جعلهم أقوياء ومنتصرين في الحرب،فشعر قومه بالفخر  وأصبح بين قومه احتفالاً عظيماً وطقوساً يمارسونها  لعصور طويلة، وعرّفهم برقصة الكلاب، ومنذ ذلك الوقت، أصبحت الحيوانات والطيور صديقة للهنود ، واكتسب الهنود الكثير من دهائهم ومهاراتهم وقوتهم.

وليلة بعد ليلة في ضوء القمر على ضفاف البحيرة عندما تلقّى الشاب ذو العصا السحرية الهدايا الغريبة، قام الهنود بتزيين ملابسهم الحربية بالفراء والريش من الحيوانات والطيور، وفي أقصى شمال البلاد، لا تزال رقصة الكلاب تقام على فترات امتنانًا للهدايا، فالهنود لا ينسون الوعد الذي كان عليهم منذ زمن بعيد.

المصدر: https://www.worldoftales.com/Native_American_folktales/Native_American_Folktale_74.html#gsc.tab=0,The Youth and the Dog-Dance,The Youth and the Dog-Dance,http://www.gutenberg.org/ebooks/36241,The Youth and the Dog-Dance,https://www.youtube.com/watch?v=Ii_i962Lt7M,


شارك المقالة: