قصة الشبح والرجل الفقير

اقرأ في هذا المقال


من أكثر ما يدفع الشخص لتحقيق أحلامه هو الحكمة والشجاعة، هذا ما حدث مع التاجر الفقير، الذي كان لا يمتلك المال الكثير، ولكنّه بفضل شجاعته وإقدامه على توفير حياة كريمة لعائلته، استطاع أن يقوم بعمل حيلة مع الشبح الذي ظهر له في الغابة، واستطاع أن يصبح ثريّاً بفضل حكمته وذكائه.

قصة الشبح والفقير

في إحدى القرى يسكن تاجر اسمه بشار ولديه محل تجاري صغير، لا يوفّر هذا المحل له ولعائلته الكبيرة المال الكافي؛ فالبرغم من أن بشار رجل يقوم بإنفاق ماله بحكمة شديدة وبحرص شديد، إلا أن دخله من تجارته لا يكفي لكامل المصاريف.

ومن ضمن مظاهر الحرص التي كان التاجر بشار يقوم بها هي اعتياده على حمل الخضار الذي يجلبه من السوق على رأسه، وذلك بدلاً من إحضار عربة لحمله، بل كان يضعه فوق رأسه ويعود إلى المنزل سيراً على الأقدام، بالإضافة إلى أنه كان لا يعبر الشارع الرئيسي بطريقه، بل كان يمرّ من طريق الغابة؛ وذلك تجنبّاً لدفع الضريبة التي تفرض عليه أثناء مروره من الشارع الرئيسي.

وفي يوم من الأيام بينما كان التاجر بشار يسير في الغابة وهو في طريق العودة للمنزل، إذ كان يمرّ من طريق الغابة، ومن المعروف أن الغابة تكثر فيها الحيوانات البرية، وكان التاجر بشار يضع الخضار في كيس مصنع من الخيش، وكان من ضمن الإشاعات المنتشرة أن تلك الغابة مليئة بالأشباح، ولكن التاجر بشار لم يكن يأبه بهذه الخرافات المخيفة، بل كان يسير في طريقه بكل إقدام وشجاعة.

كان التاجر بشار يفعل كل ذلك من أجل توفير المال له ولعائلته الكبيرة، وفي يوم من الأيام بينما كان يسير في الغابة إذ قفز من أمامه شبح كبير ومخيف، اقترب الشبح من التاجر بشار وقال له: إلى أين تذهب أنا سوف أبتلعك، شعر وقتها التاجر بالخوف الشديد، ولكنّه لم يكن أمامه إلّا أن يتظاهر بالشجاعة وعدم الخوف، فقال له: هل أنت متأكّد بأنّك شبح؟ أنت لست شبحاً بل أنت لا تعدو كونك إبرة من كيس الخيش.

تفاجأ الشبح ممّا سمعه من الرجل وقال له: من هو إبرة كيس الخيش، هل هو شبح يسكن هنا، أنا لم أسمع به من قبل؟ ظلّ بشار يتظاهر بالقوّة والتماسك على الرغم من ذعره الشديد، واستغلّ شكوك الشبح بهذا الاسم وقال له: هذا الشبح هو شبح كبير ومخيف يسكن خارج الغابة، ولديه قوّة هائلة لا يملكها أحد من غيره.

شعر الشبح بالاغتياظ الشديد وقال له: هل يسكن هذا الشبح بالقرب من هنا؟ وهل تقصد بأنّه أقوى مني أنا؟ وهل هذا اسمه الحقيقي؟ قال له التاجر بشار: نعم هذا هو اسم الحقيقي، وكان من أكثر ما أغضب الشبح من بشار هو تظاهره بأنّه لم يحف منه، بل إنّه يخاف من هذا الشبح أكثر.

أكمل التاجر بشار قوله: يطلق عليه الناس اسم إبرة الخيش، لأنّه يقوم بوخز الناس عندما يظهر لهم، قال له الشبح: هيا أخبرني أين مكانه بالتحديد، قال له التاجر: إنّه في مكان خارج هذه الغابة، وإن ظهر لنا سوف يغضب منك كثيراً ويعذّبني أنا، كان الشبح مصرّاً على مقابلة هذا الشبح غير الحقيقي، فقال له التاجر: حسناً سأوصلك إلى هناك ولكن بشرط واحد.

كان الشرط الوحيد هو أن يدخل الشبح في كيس الخيش، وأن يبقى صامتاً طوال الطريق، وافق الشبح على ذلك ودخل الكيس، في ذلك الوقت مشى التاجر من الشارع الرئيسي فأوقه الشرطي وطلب منه أن يعرف ماذا يوجد بالكيس، وضع التاجر الكيس على الأرض.

قال التاجر لشرطي الضرائب: أنا رجل أبيع التمر الهندي، فأخرج الشرطي إبرة بدأ بوخز كيس الخيش من أجل أن يتأكّد؛ فتأكّد من كلام التاجر وظنّ أنّه صاد وقال له: عليك أن تدفع جنيه واحد فقط، دفعه له التاجر ثم مضى، عاد التاجر إلى الغابة حيث يضع الخضار وقال للشبح: هل رأيت لقد قام شبح إبرة الخيش بوخزك أربع مرّات فقط لأنّني قد دفعت له المال، قال له الشبح: أنا أشكرك لأنّك أنقذت حياتي، والآن أخبرني كيف سأردّ لك هذا الجميل، قال له التاجر: إن أفضل ما تقدّمه لي هو المال؛ فأنا لا أمتلك الكثير منه.

دلّه الشبح على مكان الكنز في الغابة، وبالفعل عندما ذهب التاجر بشار للشجرة وقام بالحفر أسفلها، استطاع أن يجد الكنز، وعاش هو وعائلته بسعادة وسرور طيلة حياته.


شارك المقالة: