قصة الشبح والعمل

اقرأ في هذا المقال


مهما كان حجم الظرف الذي من الممكن أن يتعرّض له الشخص؛ فهو بإمكانه أن يجد الحل إن فكّر بحكمة وذكاء، هذا ما حدث مع الرجل الذي تورّط بشبح وكان عليه أن يعطيه الأعمال المتوالية، ولكن بحيلة الرجل وذكائه استطاع أن يتخلّص من إزعاج هذا الشبح للأبد.

قصة الشبح والعمل

كان هنالك رجل يسير في داخل إحدى الغابات، وبينما هو يسير في الغابة إذ سمع صوتاً غريباً، عندما حاول أن يتعرّف على هذا الصوت كان صوت صافرة يصدر من إحدى الشجيرات، أثار الفضول هذا الرجل أن يذهب لتلك الشجرة ليعرف مصدر الصوت؛ وعندما اقترب منها وجد أن صوت الصفير قادم من زجاجة ملقاة بجانب الشجرة.

فكّر الرجل في نفسه ماذا سيفعل هل سيترك الزجاجة أم يسير، ثم قال لنفسه: لعلّها حشرة أو أي كائن يستنجد وأنا سمعته لكي أكون أنا منقذه، فقرّر الرجل أن يقوم بفتح الزجاجة، تفاجأ عندما قام بفتحها بخروج دخان كثيف لونه مائل إلى الأسود، ظلّ هذا البخار يخرج من الزجاجة ويتصاعد إلى السماء، ومن بعد ذلك بدا هذا الدخان يتحوّل شيئاً فشيئاً لشكل الشبح.

كان هذا الشبح ضخم الحجم ومخيف، وبدا بطول الشجرة التي تمثّل بجانبها، عندما رفع الرجل بصره لهذا الشبح وجده بعيون لونها أحمر مرعبة، وكان يضع في أذنيه أقراط ذهبية كبيرة، نظر للرجل بعيون مخيفة وقال له: هيا أيّها الرجل أعطني أي عمل أقوم به أو مجموعة من الأعمال، وإلّا سوف أقوم بابتلاعك، شعر الرجل وقتها بالخوف الشديد وقال له: وماذا تقصد بالعمل، وأي نوع من الأعمال تريد؟ قال له الشبح: أنت من أمسكت الزجاجة وأخرجتني منها، ولذلك يجب عليك أن تعطيني أي عمل لأقوم به؛ فأنا يجب أن لا أتوقّف عن العمل ليلاً  أو نهاراً.

أكمل الشبح قوله للرجل: عليك أن تعطيني بعض الأعمال التي أقوم بها دون أي توقّف؛ وهذا إن توقّفت عن العمل فسوف أقوم بابتلاعك مباشرةً، قال له الرجل: أريد منك أن تأخذني لمنزلي أوّلاً، تفاجأ الرجل بأنّ الشبح قد أوصله إلى منزله بلمح البصر وبأقّل من ثانية واحدة، بعد ذلك قال له الشبح: هيا أعطيني عمل آخر وإلّا قمت بابتلاعك، فكّر الرجل وقال له: أريد منك أن تقوم ببناء قصر لي، ولكن أريد هذا القصر أن يكون كبيراً.

لم يمرّ بضع من الدقائق القليلة حتى كان القصر الكبير جاهز تماماً، تفاجأ الرجل بسرعة الشبح بإنجاز الأعمال الشاقّة هذه، ثم نظر إلى الشبح وقال له: هيا لقد أتممت عملي، عليك أن تعطيني عملاً آخر، وإن تأخّرت في ذلك فسوف أقوم بابتلاعك على الفور، فكّر الرجل قليلاً ثم قال: أريد منك الآن عملاً طويلاً وهو أنّه عليك أن تقوم بإحضار كل المجوهرات الموجودة في هذا العالم، ذهب الشبح وبنفس السرعة لم تمرّ دقائق قليلة إلّا وكانت المجوهرات والذهب حول هذا الرجل.

كرّر الشبح جملته المعروفة وقال له: هيا أعطني عملاً آخر وإلّا سوف أقوم بابتلاعك، قال له الرجل: أريد منك أن تحضر لي ملابس جميلة جدّاً، قال له الشبح: حالاً سوف أقوم بإحضار أجمل الملابس لك، وبالفعل أحضر الشبح للرجل ملابس جميلة كما يريد، ومن ثم أعاد جملته الشهيرة وهي: هيا أعطني عملاً آخر، وإلّا سوف أقوم بابتلاعك.

شعر الرجل بالحيرة وقال للشبح: أريد منك إحضار ألّذ الأطعمة لي، وفي غضون ثواني أحضر الشبح للرجل مائدة طعام متنوّعة ولذيذة، ومن بعد ذلك نظر للرجل وقال: هيا أعطني عملاً آخر وإلّا سوف أقوم بابتلاعك، حتى أن الرجل لم يكاد ينهي طعامه الذي احضره له الشبح، وفكّر في نفسه ثم قال: أريد منك أن تحضر لي بعض العصير ليساعدني على ابتلاع الطعام.

ظلّ الشبح والرجل على هذا الحال حتّى جاء الليل، وكان الرجل يريد أن يخلد للنوم، ولكن هذا الشبح لم يدعه ينام، بل ظلّ يذهب ويأتي إليه ويطلب منه أن يوكله بالأعمال وهددّه بكل مرّة بأن يأكله إن لم يوكل له أي عمل، كان هذا الرجل يمتلك حيل ذكية فقال للشبح: أريد منك بناء عمود طويل جدّاً بحيث يصل إلى السماء.

عندما انتهى الشبح من بناء العمود طلب إليه الرجل أن يظلّ يصعد وينزل منه إلى أن يأمره هو بالتوقّف، وبالفعل ظلّ الشبح يصعد وينزل والرجل ينظر إليه، مرّت أيام وشهور واستطاع الرجل أن يستمتع بطعامه ونومه دون أي إزعاج من هذا الشبح، وفي نهاية الأمر جاء الشبح وقال للرجل: أرجوك يا سيدي أمرني بالتوقّف؛ فأنا أشعر بتعب شديد، قال له الرجل سوف آمرك بالتوقّف ولكن بشرط واحد.

قال له الشبح: أطلب مني ما تشاء وسوف أنفّذ، قال له الرجل: شرطي الوحيد هو أنّك عندما تتوقّف تذهب من هنا بعيداً ولا تعود أبداً وإلّا أوكلتك بالمهمّة ذاتها، وبالفعل نزل الشبح وعندما أمره الرجل بالتوقّف هرب بعيداً، واستطاع هذا الرجل بحيلته الذكية أن يعيش بقية حياته بسعادة.


شارك المقالة: