قصة الشقيقان- دار الآلهة

اقرأ في هذا المقال


قصة الشقيقان- دار الآلهة أو (The abode of the Gods: The two brothers) حكاية شعبية عن الشعب السلافي، نُشرت في الأصل باللغة الفرنسية، للمؤلف، الكسندر تشودسكو، ترجمتها إميلي جيه هاردينج، نُشرت عام 1896، للناشر (George Allen، London).

الشخصيات:

  • الشقيقان.
  • الرجل ذو اللحية البيضاء.

قصة الشقيقان:

ذات مرة، كان هناك شقيقان تركهما والدهما مع ثروة صغيرة، وعندما كبرا، كان الأبن الأكبر سنًا ثريًا جدًا، لكنّه في نفس الوقت قاسٍ وشرير، بينما لم يكن هناك أكثر صدقًا أو لطفًا من الأخ الأصغر، لكنّه كان فقيرًا ولديه العديد من الأطفال حتّى أنه في بعض الأحيان بالكاد يستطيعون الحصول على الخبز ليأكلوه، ذات يوم لم يكن أي شيء موجودًا في المنزل لأكله، فذهب إلى أخيه الغني وطلب منه رغيف خبز.

ولكنّ أخوه الشرير طرده ووصفه بالمتسول والمتشرد، وأغلق الباب في وجهه وطلب منه عدم العودة مرة أخرى، فكان الرجل المسكين بعد هذا الاستقبال الوحشي، لم يعرف في أي طريق يتجه، كان جائعاً ويرتدي ملابس ممزقة وقديمة ويرتجف من البرد، بالكاد تستطيع ساقيه تحمله، ولم يكن لديه قلب للعودة إلى المنزل مع عدم وجود أي شيء يحمله للأطفال، لذلك توجّه نحو الغابة الجبلية.

لكن كل ما وجده كان هناك بعض الكمثرى البرية التي سقطت على الأرض، وكان عليه أن يكتفي بأكل القليل منها لتدفئة نفسه، لأنّ الريح الشرقية مع انفجارها البارد اخترقته وجعلته يرتجف، ثمّ تساءل: أين يجب أن أذهب؟ وماذا سيحل بنا في الكوخ؟ لا طعام ولا نار وقد طردني اخي من بابه، وفي ذلك الوقت، تذكر أنّه سمع أنّ قمة الجبل أمامه كانت مصنوعة من الكريستال، وكان عليها نار إلى الأبد، فقال: سأحاول العثور عليه، وبعد ذلك قد أتمكن من تدفئة نفسي قليلاً.

فواصل الصعود إلى أعلى وأعلى حتى وصل إلى القمة، فذهل لرؤية اثني عشر كائنًا غريبًا جالسًا حول نار ضخمة، توقف للحظة، ثمّ قال في نفسه: ماذا سأخسر؟ لماذا علي الخوف؟ الله معي سيمدني بالشجاعة! فتقدم نحو النار وانحنى باحترام وقال: أيها الطيبون، ارحموا ضيقي، أنا فقير جدًا، ولا أحد يهتم بي، ولا يوجد نار في كوخي، هل تسمحون لي بتدفئة نفسي عندكم؟ نظروا إليه جميعًا بلطف.

وقال أحدهم: يا بني، تعال واجلس معنا ودفئ نفسك، لذلك جلس، وشعر بالدفء مباشرة، وعندما كان بالقرب منهم، لكنّه لم يجرؤ على الكلام وهم صامتون، وأكثر ما أدهشه هو أنهم قاموا بتغيير المقاعد واحدًا تلو الآخر، وبطريقة ما اجتاز كل واحد منهم النار وعاد إلى مكانه، وعندما اقترب من النار، قام رجل عجوز ذو لحية بيضاء طويلة ورأس أصلع من اللهب وتحدث معه على النحو التالي: يا رجل، لا تضيع حياتك هنا، يجب عليك العودة إلى كوخك والعمل والعيش بأمانة.

خذ من هذه الجمرات بقدر ما تريد، لدينا أكثر مما نحتاج، وبعد أن قال هذا اختفى، ثمّ ملأوا الأثنا عشر كيسًا كبيرًا بالجمر، ووضعوه على أكتاف الرجل الفقير، وأوصوه بالإسراع إلى البيت، فشكرهم بكل تواضع واحترام، وانطلق، وأثناء ذهابه تساءل لماذا لا يشعر بالجمر على ضهره وبحرارته الحارقة، ولماذا لا يزن أكثر من وزن كيس من الورق، ولكنّه كان ممتنًا لأنه يجب أن يكون قادرًا على إشعال النار.

لكن كانت دهشته كبيرة عندما وصل إلى المنزل، ووجد الكيس يحتوي على العديد من القطع الذهبية مثل الجمر، كاد يفقد عقله من شدة الفرح لامتلاكه الكثير من المال، وشكر من كل قلبه أولئك الذين كانوا على استعداد لمساعدته في حاجته، ولقد أصبح الآن ثريًا، ويسعده أن يكون قادرًا على إعالة أسرته، ولكن بسبب فضوله لمعرفة عدد القطع الذهبية الموجودة في هذا الكيس، وعدم معرفة كيفية عدها، أرسل زوجته إلى أخيه الغني ليقرضها ميزانهم.

وفي هذه المرة كان الأخ في مزاج أفضل، لذلك أعاره ما سأل عنه، لكنّه قال ساخرًا: ما الذي يمكن أن يقيسه المتسولون؟ فأجابت الزوجة: جارنا اقترض منّا الحنطة، ونريد أن نتأكد من أنه سيعيد لنا الكمية الصحيحة، كان الأخ الغني في حيرة من أمره من كلامها، ويشك في أنّها تخفي عنه أمراً، فقال لها بخبث: يازوجة أخي، عليك فقط وضع بعض الشحم داخل المقياس قبل استخدامه.

فنجحت حيلته الخبيثة، لأنّه عندما أرجعت له الميزان، وجد قطعة من الذهب ملتصقة بها حيث كان مملوءًا بالدهشة، ولم يستطع إلا أن يفترض أنّ شقيقه قد انضم إلى عصابة من اللصوص، فأسرع إلى كوخ أخيه وهدد بإحضاره أمام القاضي لسجنه، إذا لم يعترف من أين جاء الذهب، كان الرجل الفقير مضطربًا، وخوفًا من خبث أخيه، أخبره قصة رحلته إلى جبل الكريستال كاملة.

في تلك الأثناء كان لدى الأخ الأكبر الكثير من المال لنفسه، ومع ذلك فقد كان يغار من حسن حظ أخوه الأصغر ويحسده على ماله، وأصبح مستاء للغاية عندما وجد أن أخيه قد نال تقدير الجميع من خلال حسن استغلال ثروته، وأخيرًا قرر زيارة جبل الكريستال بنفسه، وقال لنفسه: قد ألتقي بحظ سعيد مثل أخي، وعند وصوله إلى الجبل البلوري وجد الاثني عشر جالسًا حول النار كما كان من قبل.

وخاطبهم قائلاً: أتوسل إليكم، أيها الطيبون أن تدعوني أدفئ نفسي، لأنّ الجو بارد جدًا، وأنا فقير ومشرد، فأجاب أحدهم: يا بني أنت شرير وكاذب، انت غني ولكن بخيل، كما أنّك شرير لأنّك تجرأت على الكذب علينا، ولكن حسنًا، أنت تستحق عقابك، فكان مندهشاً ومذعوراً ووقف صامتاً، ولم يجرؤ على الكلام، وفي غضون ذلك، تغير الإثنا عشر رجلاً من أماكنهم واحدًا تلو الآخر، وعاد كل منهم أخيرًا إلى مقعده.

ثمّ من وسط اللهب قام الرجل العجوز ذو اللحية البيضاء وتكلم بصرامة مع الرجل الغني وقال: ويل للكاذبين! أخوك فاضل، لذلك باركته، أما أنت، فأنت شرير وكاذب، ولن تفلت من ثأرتنا، وعند هذه الكلمات قام الاثنا عشر، وقبض الأول على البائس وضربه ونقله إلى الثاني، وضربه الثاني وسلّمه الى الثالث، وكذلك فعلوا جميعًا بدورهم حتّى استسلم للرجل العجوز الذي أخذه واختفى معه في النار.

ومرّت أيام وأسابيع وشهور، لكن الرجل الغني لم يعد قط، ولم يعرف أحد ما حل به، كما أنّ الأخ الأصغر كانت لديه شكوكه تجاه ذهاب أخوه للجبل البلوري، لكنّه احتفظ بها بحكمة شديدة لنفسه.


شارك المقالة: