قصة الشمس أو الشعرات الذهبية الثلاثة للرجل العجوز فسيفيد

اقرأ في هذا المقال


قصة الشمس أو الشعرات الذهبية الثلاثة للرجل العجوز فسيفيد أو (The sun;Or, the three golden hairs of the old man Vsévède) هي حكاية شعبية عن الشعب السلافي، نُشرت في الأصل باللغة الفرنسية ضمن كتاب دار الآلهة، للمؤلف، الكسندر تشودسكو، ترجمتها إميلي جيه هاردينج، نُشرت عام 1896، للناشر (George Allen، London).

الشخصيات:

  • الملك.
  • العجائز.
  • الشاب.

قصة الشمس أو الشعرات الذهبية الثلاثة للرجل العجوز فسيفيد:

كان هناك ملك كان مولعًا جدًا بصيد الوحوش البرية في غاباته، وفي أحد الأيام، تبع الأيل حتّى ضلّ طريقه، ووجد نفسه وحيدًا وتغلب عليه الليل، كان سعيداً ليجد نفسه بالقرب من كوخ صغير من القش يعيش فيه رجل يجلس بجانب موقد فحم، فقال الملك: هل ستدلني على الطريق؟ وسوف تكافأ بسخاء، قال الرجل: أريد ذلك طوعاً، لكن الله سيرزق زوجتي طفلاً صغيراً، ولا يمكنني تركها وحيدة.

ثمّ أخبره أنّه يستطيع أن يمضي الليل في بيتهم، وطلب منه النوم في الدور العلوي حيث يمكنه الراحة، وفي صباح الغد سيكون دليله للطريق، قبل الملك الدعوة وذهب للنوم في الدور العلوي، وبعد فترة وجيزة من ولادة زوجة الرجل، لكنّ الملك لم يستطع النوم، وفي منتصف الليل سمع ضوضاء في المنزل، ونظر من خلال شق في الأرضية، ورأى الرجل نائمًا، وزوجته كذلك.

وبجانب الطفل المولود حديثًا ثلاث نساء عجائز يرتدين ملابس بيضاء، كل واحدة تمسك بيدها شمعة مضيئة، وكلهنّ يتحدثن معًا، قالت الأولى: أمنح هذا الصبي موهبة مواجهة الأخطار الجسيمة، وقالت الثانية: أمنحه القوة للهروب من كل هذه الأخطار بسعادة، والعيش حتى شيخوخة جيدة، وقالت الثالثة: أمنحه الأميرة كزوجة في المستقبل وهي ابنة الملك الذي ينام في الدور العلوي، وعند هذه الكلمات انطفأت الأنوار وساد الصمت.

وكان الملك مضطرباً جداً وتعجب، وشعر كما لو أنه تلقى ضربة بالسيف في صدره، وظلّ مستيقظًا طوال الليل يفكر في كيفية منع كلمات عجائز الأقدار من أن تتحقق، ومع أول وميض من ضوء الصباح، بدأ الطفل في البكاء، ووجد الرجل عند ذهابه إليه، أنّ زوجته قد ماتت، وقال بحزن: أيها اليتيم المسكين، ماذا سيحدث لك بدون رعاية أم؟ فقال الملك: أعطني هذا الطفل، وسأعتني به، وسوف تحصل على مبلغ كبير بما يكفي لإبقائك دون الحاجة إلى حرق الفحم.

وافق الرجل الفقير بسرور، وذهب الملك ووعد بإرسال خادم لأخذ الطفل، واعتقدت الملكة أنّه سيكون مفاجأة سارة للملك أن يسمع أنّ أميرة صغيرة قد ولدت في الليلة التي كان فيها بعيدًا، ولكن بدلاً من أن يشعر بالرضا، عبس ودعا أحد خدمه، وقال له: اذهب إلى كوخ في الغابة، وامنح الرجل هذه الحقيبة مقابل رضيع مولود جديد، وفي طريق عودتك أغرق الطفل.

أخذ الخادم الطفل في سلة، وعندما وصل إلى الجسر الممتد عبر نهر واسع وعميق، ألقى بكلٍ من السلة والطفل في الماء، اعتقد الخادم أنّ الطفل قد غرق، لكنه لم يكن كذلك، كان الصغير يطفو بسعادة في مهد السلة، في تلك الأثناء كان هناك صياداً  يصلح شباكه أمام باب كوخه، رأى السلة تطفو في النهر، فالتقطها، وركض ليخبر زوجته بأمرها.

قال لها: انظري، لقد اشتقت دائمًا إلى الابن، هنا طفل صغير جميل أرسله لنا النهر، كانت المرأة سعيدة، وأخذت الرضيع وأحبته كطفل لها، وأطلقوا عليه اسم العائم، لأنه أتى إليهم عائمًا على الماء، مرت سنوات، ونما الطفل الصغير إلى شاب وسيم، وحدث أنّ الملك في أحد أيام الصيف كان يركب حصانه، وكانت الحرارة شديدة جدًا، فأوقف جواده أمام باب الصياد ليطلب الماء. جلب له العائم الماء.

نظر الملك إليه باهتمام، ثم التفت إلى الصياد، فقال: هذا فتى حسن المظهر، هل هو ابنك؟ أجاب الصياد: هو وليس كذلك، لقد وجدته عندما كان رضيعًا صغيرًا يطفو في سلة في أسفل الجدول، لذلك تبنيناه وربيناه كابن لنا، أصبح الملك شاحبًا، لأنّه خمّن أنّه نفس الطفل الذي أمر بإغراقه، ثمّ نزل من على جواده وقال: أريد من رسول مخلص أن يأخذ رسالة إلى القصر، أيمكنك أن ترسله معه؟

فوافق الصياد، عندها كتب الملك إلى الملكة ما يلي: الرجل الذي أحضر لك هذه الرسالة هو أخطر أعدائي، اقطعوا رأسه بدون شفقة ، يجب أن يعدم قبل عودتي، وهذه هي إرادتي، وختمها بالختم الملكي، أخذ العائم الرسالة وانطلق على الفور، لكن الغابة التي كان عليه أن يمر من خلالها كانت كبيرة جدًا، والأشجار كثيفة جدًا ، لدرجة أنه أخطأ الطريق وتجاوزه الظلام قبل أن تنتهي الرحلة تقريبًا، ثمّ التقى بامرأة عجوز قالت سألته أين يذهب.

أخبرها بمهمته لحمل رسالة من الملك إلى الملكة، لكنّه أضاع الطريق، وطلب منها إرشاده للطريق، فقالت له أنّه لن يكون لديه وقت للوصول إلى هناك بسبب حلول الظلام، وطلبت منه البقاء  معها حتى الصباح، وافق الشاب، وبينما كان نائمًا، غيرّت المرأة العجوز رسالته إلى أخرى، والتي كانت على هذا النحو: فور استلام هذه الرسالة قدمي حاملها للأميرة ابنتنا، لقد اخترت هذا الشاب كزوج ابنتي، وأتمنى أن يتزوجا قبل عودتي إلى القصر، هذا من دواعي سروري.

تمّ تسليم الرسالة، وعندما قرأتها الملكة، أمرت بالاستعداد لحفل الزفاف، وتزوج الشاب من الأميرة، وعاد الملك في غضون أيام قليلة، ولما سمع ما حدث كان غاضبًا جدًا من الملكة التي أخبرته أنّه هو من طلب منها أن تقيم حفل الزفاف قبل عودته، ثمّ قالت: تعال، اقرأ رسالتك مرة أخرى ها هي، وعندما فحص الرسالة عن كثب، الورق، والكتابة، والختم كلها كانت نفسها بلا شك، ثمّ استدعى الملك الشاب واستجوبه عن رحلته.

أخبره الشاب كيف ضل طريقه، وكيف قضى الليل في كوخ في الغابة، ووصف له العجوز، فعرف الملك أنها هي نفسها التي تنبأت قبل عشرين عامًا بزواج الأميرة من هذا الشاب، وبعد لحظات من التفكير قال الملك: لكنك لن تصبح صهري بهذه السهولة قبل أن تحضر لي ثلاثة شعيرات ذهبية من رأس فسيفيد، وبهذه الطريقة فكر في التخلص من صهره.

قال الشاب لنفسه: لا أعرف أي طريق أسير، لكن الساحرة ستساعدني، وسافر لوقت طويل على الجبل والوادي والنهر حتّى وصل إلى شواطئ البحر الأسود، وهناك وجد قاربًا ورجل ملاح، فسأله عن الطريق لقلعة فسيفيد، فنقله للجهة المقابلة، ثمّ سافر في غابة حيث يمكن رؤية مرج كبير في وسطها، وفي الوسط كانت توجد قلعة مبنية من الذهب.

كان منزل فيسيفيد، وعندما دخل لم يكن هناك سوى العجوز التي استقبلته في كوخها، وعندما سألته عن سبب مجيئه، أخبرها السبب، ضحكت العجوز وقالت أن فيسيفيد هي الشمس الساطعة بنفسها، وفجأة هبت ريح حول القصر، ودخلت الشمس من نافذة غربية، كانت تشبه رجلاً عجوزًا بشعر ذهبي، لم يقل الرجل العجوز شيئًا، وجلس لتناول العشاء، عندما انتهى وضع رأسه الذهبي على حجر وذهب للنوم، ثمّ اقتلعت ثلاث شعرات منه.

وأعطتها للشاب الذي شكرها بامتنان وتركها، وعند عودته لم يستطع الملك أن يصدق عينيه عندما رأى الشعرات الذهبية الثلاثة،  أمّا الأميرة زوجته الشابة فقد بكت دموعًا من الفرح.


شارك المقالة: