قصة الشمس الحزينة

اقرأ في هذا المقال


نحن نعيش على كوكب الأرض الذي تنيره الشمس كل يوم؛ ولهذه الشمس عدّة فوائد يجب علينا أن نعلّم أطفالنا عليها، سنذكر في قصة اليوم عن حوار دار بين مازن والشمس الحزينة، ونتعرّف في هذا الحوار ما هي فوائد الشمس لكوكب الأرض.

قصة الشمس الحزينة

في صباح كل يوم ومع إشراقة الشمس، تلمع أشعّتها لتنير كوكب الأرض وتنوّه لبداية يوم جديد، وتبعث هذه الأشعّة الفرح والسرور لجميع من على الأرض، وتلهمهم النشاط والحيوية والعزيمة والإصرار، فيبدأ الناس بمباشرة أعمالهم ويذهب كل منهم إلى عمله، وتبدأ الأمهّات بأعمالهم المنزلية اليومية، يحدث هذا الأمر كل يوم ويفرح الناس بجمال أشعّة الشمس.

وفي يوم من الأيام ومع وقت شروق الشمس، أشرقت الشمس بأشعّة باهتة اللون وعلى غير العادة، لاحظ هذا الأمر مازن وأثاره الفضول ليعرف السبب، ولكن مازن كان قد تعلّم في المدرسة أن النظر إلى الشمس بشكل مباشر يؤذي العينين؛ لذلك صار مازن يفكّر كيف سيتواصل مع الشمس ويسألها عن سبب حزنها هذا اليوم.

وقف مازن قليلاً وانتظر وفكّر ثم قرّر أن يوجّه السؤال المباشر للشمس ويسألها عن حالها، ردّت الشمس على مازن وقالت له: أنا حزينة يا مازن هذا اليوم، ولذلك السبب تبدو أشعّتي باهتة اللون بسبب الإحباط، سألها مازن: وما هو سبب حزنك وتعبك أيّتها الشمس، قالت له الشمس: أنا أعمل وأتعب كل يوم وأنير هذه الأرض للناس منذ آلاف السنين، وعلى الرغم من هذا التعب والمجهود الذي أقدّمه ولكن أنا لا أجد من يقدّر هذا التعب أبداً؛ ولهذا السبب فأنا اليوم أشعر بأن علامات الإرهاق والشيخوخة بدأت تظهر علي.

قال مازن للشمس: وماذا ستفعلين الآن؟ قالت له الشمس: أنا أتمنّى الآن أن ينطفئ نوري وأستريح من هذا الجهد قليلاً، شعر مازن بالحزن لأجل هذه الشمس وحاول أن يبثّ بداخلها روح الأمل التي يبدو أنّها قد فقدتها، وقال لها: لماذا تطنّين هذا الأمر أيّتها الشمس؛ فأنتِ الشمس الجميلة التي تنير لنا الأرض، وجميع الناس يحبّونك يا عزيزتي، والدليل على ذلك هو القصائد والأشعار التي يكتبونها من أجلك.

أكمل مازن قوله: ولا تنسي أيّتها الشمس أن الله قد ذكرك في كتابه المقدّس لأكثر من مرّة، وفي بعض المرّات كان اسمك يظهر كاسم مستعار، وفي كل آية كان يبيّن لنا الله أهم فوائدك وما هي أهميّتك العظيمة مثل الآية التي تقول: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ)، وكذلك قال الله تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ) صدق الله العظيم.

في ذلك الوقت شعرت الشمس بأنّها قد تأثّرت بكلام مازن عندما تلا عليها هذه الآيات، وعلامات الفرح بدأت تبدو عليها عندما أصبحت أشعّتها تتوهّج أكثر فأكثر، وصارت تستعيد بريقها اللامع، وقالت لمازن: أنا سعيدة بما سمعته منك، وأرجو أن تشكر الناس على هذه المحبّة، وأنا أحمد الله إذ وهبني تلك النعم، ولكنّني أحزن لأنّني اعمل دون أي توقّف أو راحة.

ومع ذلك الحزن عادت أشعّتها تبهت؛ فقال مازن لها: لا تحزني أيّتها الشمس؛ فهذا الأمر سببه هو أهميّتك الكبيرة لدى الأرض، فبدون أشعّتك الجميلة هذه ستتجمّد الأرض، وستموت جميع الكائنات الحية التي تحتاج أشعّتك لتبقى على قيد الحياة، ولشدّة هذه الأهميّة كان هنالك بعض الناس من العصور القديمة يتخذّونك كآلهة لهم يعبدونها طوال اليوم.

ولكن الشمس عندما سمعت بذلك شعرت بأنّها غاضبة وقالت: ولكن أنا كغيري من المخلوقات وخلقني الله لأعطي الأرض الأشعّة بقدر محدّد، وإن زاد هذا الحد فسوف تحترق هذه الأرض، ومع هذا الكلام الذي قالته الشمس، شعرت بأنّها قد استعادت روح الأمل مرّةً أخرى وبدأت تتوهّج وتصدر أشعّتها اللامعة.

فرح مازن وهو يرى الشمس وقد استعادت روح الأمل، وكي يؤكّد لها هذه الأهمية؛ أخبرها عن أحد الطلّاب الذي كانت رسالته العلمية عن الشمس وفوائدها وقال لها: لو جلسنا طوال اليوم نعدّد بتلك الفوائد فلن ننتهي من ذلك، في ذلك الوقت شعرت الشمس أنّها تخلصّت من كل ما يصيبها من حزن وهم وإحباط، وقالت لمازن: سوف أكافئك اليوم ولن أجعلك تشعر بالحر أبداً، قال لها مازن: أنا أريد أن أشعر كغيري، فرحت به الشمس أكثر وأطلقت عليه اسم: ( الولد النجيب)، ووعدته أن تمتّعه وتمتّع الناس بأشعّتها كل يوم.


شارك المقالة: