قصة الصبي المغرور

اقرأ في هذا المقال


من تواضع لله رفعه، ومن عاش بتعالي وغرور لم ينل إلّا المصائب، هذا ما حدث مع الصبي المغرور، الذي كان يمشي بتعالي وغرور، ممّا أدّى إلى تعرضّه لحادث مؤلم، ونال بسبب غروره كسور وآلام شديدة.

قصة الصبي المغرور

في إحدى المدن كان هنالك صبي يافع، كان هذا الصبي يتّصف بالغرور والتعالي؛ إذ أنّه يمشي مختالاً ويتحدّث مع الآخرين بكل تعالي وغرور، وكان سبب هذا التعالي هو شعوره بأنّه أقوى صبي في منطقته، وفي مرّة من المرّات قرّر هذا الصبي أن ينزل إلى الشارع ويصيح بأعلى صوته: أنا أقوى صبي في هذه المنطقة، هل من منافس يتحدّاني؟

كان جميع الصبيان في الشارع يقفون وينظرون إلى هذا الصبي في صمت، يشعرون بالدهشة من كلامه وتصرّفاته، وبينما هو كذلك إذ اقترب من أحد الصبيان في الشارع وقال له: أيّها الصبي الصغير هل تتحدّاني؟ ردّ عليه الصبي بارتباك وخوف: كلّا كلّا أنا لا أريد ذلك؛ فأنا لن أستطيع الفوز عليك، وأنا لا أستطيع منافسة أي أحد.

نظر له الصبي وقال له بكل غرور: حسناً سنرى الآن من سيكون أقوى مني، ذهب لولد آخر بنفس الشارع وسأله بكبر: هل تستطيع منافستي؟ ردّ عليه الولد: كلّا أنا أريد شراء بعض الأشياء من البقّالة، وأمّي تنتظرني في المنزل ولا أريد التأخّر، دعني وشأني، ذهب الصبي المغرور لولد آخر وقال له: هل تريد منافستني أنت؟ ردّ عليه الولد: كلّا أنا لا أحبّ القتال بل أنا أحبّ القراءة فقط.

ضحك الصبي ضحكة ساخرة؛ فنظر له الولد الذي يحب القراءة وقال له: هل تريد أن نقرأ سويّةً في إحدى الكتب أو المجلّات لنرى من سيكون أسرع؟ قال له الصبي المغرور: كلّا فالقراءة لا تجعل منك شجاعاً ولا فارساً مقدام، فقال له الولد: أنت لا تستطيع القراءة مثلي، شعر الصبي بالاغتياظ والغضب الشديدين؛ فقرّر أن يسرع ويعود إلى منزله.

ومن شدّة غضبه لم ينتبه إلى الحجارة التي كانت على الأرض؛ لذلك تعثّر بها ووقع وتكسّرت قدمه وأنفه، جلس هذا الصبي في منزله لعدّة أيّام على هذه الحال، جاءت له أمّه وقالت له: يا بني إنّ الغرور والكبر لا يجني لك إلّا المصائب، الزم التواضع فهو لك رفعة من الناس في الدنيا، ولك من الله رفعة في الآخرة.


شارك المقالة: