تعتبر قصة الصياد الحزين من ضمن الكتابات التي حازت على جائزة نوبل، وهي تحكي عن قصة صياد مسكين لا يحالفه الحظ كثيراً في الصيد؛ ولكن في يوم من الأيام يقرّر تغيير مساره ويذهب لوسط البحر لاصطياد سمكة، وعندما بحالفه الحظ تأتي سمكة قرش وتأكل ما اجتهد في اصطياده، والعبرة من هذه القصة هو أنّ الرزق مقسوم.
الصياد الحزين:
كان هنالك صياد فقير يعمل في البحر واسمه راجو، وكان هذا الصياد سيء الحظ؛ حيث عمل معه أحد الصبيان لأكثر من شهر ولكنه لم يحظى بسمكة واحدة، حتى جاء يوم من الأيام وطلب والدا هذا الصياد الصغير ترك العمل معه والعمل مع غيره، فتفاجئ هذا الصبي أنّه عندما بدأ العمل مع صياد غيره حصل على الكثير من الأسماك.
حزن على حال الصياد المسكين الذي كان يعمل لديه؛ والسبب في ذلك أنّه كان دائماً ينظر لذاك الصياد وهو يعود من عمله خالي اليدين، وكان لشدّة حزنه يذهب ويقوم بمساعدته ويحمل معه لفائف الحبال والرمح وأغراض الصيد الأخرى، وكان يظهر على وجهه البقع الداكنة التي تدل على الإرهاق والهزيمة واليأس.
في يوم من الأيام قرّر ذلك الصياد أن يأخذ مركبته ويتوغّل لداخل أعماق البحر؛ وذلك لأنّه كان لا يخاف من البحر ويعتبر أن البحر كصديق آمن، وكان يحمل الصنّارة بانتظار أن تأتيه أي إشارة على وجود الأسماك، وفجأة لاحظ هذا الصياد اثناء سيره وسط البحر أن الطيور قد اجتمعت على مكان ما وكان هذا يدل على وجود الأسماك، فرمى الصياد العجوز صنارته بانتظار سمكة كبيرة.
كان يظن هذا الصياد أنّه سيصطاد سمكة المارلين وهي تعتبر من أكبر الأسماك حجماً، وعندما بدأ بسحب الصنارة لم يستطيع رفع السمكة وظل يشد الحبل والسمكة تشده من الجهة الأخرى، ولأنه كان يعرف أنه رجل ضعيف لا يستطيع أن يصطاد سمكة كبيرة لوحده فظل جالساً طوال الليل يمسك السمكة بيد واحدة بانتظار أن تتعب هذه السمكة وتستلم ويستطيع هو اصطيادها والحصول عليها.
وفجأة قفزت سمكة كبيرة الحجم على قارب ذلك الصياد وعادت للبحر، وكانت أكبر ممّا كان يتوقعه ولشدّة جوعه ظل هذا الصياد بانتظار هذه السمكة على أمل أن يأكل منها، وحين راقبها وجدها تخرج ذيلها من البحر لم يستطيع إلّا أن يضربها برمحه حتى الموت، وعندما ماتت ربطها بجانب القارب.
ولكن في اليوم التالي تفاجأ هذا الصياد أن سمك القرش قد تجمّع حولها وأكلها وتحوّلت هذه السمكة إلى هيكل عظمي، عاد راجو إلى منزله حزيناً، وعندما رآه الصبي ورأى يديه المجروحتين حزن لذلك كثيراً وذهب وأحضر له القهوة وقال له: ما رأيك أن تعمل معي ومع الصياد الذي أعمل لديه، فوافق الصياد المسكين على ذلك وفرح كثيراً وشعر أن الله سيعوّضه قريباً عما حدث له.