تُعتبر هذه القصة من روائع الأدب الصادرة عن المؤلف والمخرج العالمي الإسباني أوريول باولو، وقد تناول من خلال محتوى القصة الحديث حول رجل يمتلك الكثير من الأموال والثروات وأنه حاول من خلال سلطاته ونفوذه التهرب من العديد من الجرائم التي ارتكبها، إلا أنه جاء ذلك اليوم الذي وقع بالفخ واعترف بكامل جرائمه معتقداً بذلك أنه سوف ينجو ويخرج من تلك الجرائم بكل بساطة ويحصل على حكم البراءة منها.
قصة الضيف الخفي
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول رجل شاب يدعى أدريان، وقد كان ذلك الشاب يعمل كرجل أعمال مشهور، كان أدريان قد عقد قرانه منذ فترة وجيزة على إحدى الفتيات الجميلات، وقد كانت تلك الفتاة تعمل كمصورة مشهورة كذلك، وبعد مرور فترة بسيطة على خطبتهم تعرضت تلك الفتاة إلى جريمة قتل في غرفة بأحد الفنادق الفخمة والفاخرة، وأول ما تم الإشارة بأصابع الاتهام إلى خطيبها أدريان، وقد تم إنساب الاتهامات إليه بسبب العديد من الأدلة التي كانت ضده، وأول تلك الأدلة أنه كان باب الغرفة التابعة للفندق الذي عثر على جثتها بها مغلق من الداخل، وهذا يعني أن من كان بالداخل هو من قام بتلك الجريمة.
كما أنه حينما قامت عناصر الشرطة بأخذ العينات للبصمات والإرسال بها إلى المختبر، أظهرت نتائجها أن تلك البصمات تتطابق تماماً مع بصمات أصابعه، وأنه كذلك ذات البصمات كانت متواجدة على الأداة التي تم استخدامها في الجريمة، وعلاوة على ذلك كله كانت الشبابيك مغلقة من الداخل بإحكام، إذ أن تلك النوافذ لم يقوى أحد على فتحها سوى العاملين في الفندق؛ وذلك لأنها تفتح من خلال استخدام آلة معينة، ولهذا توصلت عناصر التحقيق أنه لم يكن هناك قد قام بالجريمة وهرب من نوافذ الغرفة.
وبعد الاطلاع على تلك الأدلة سرعان ما همّ أدريان من الطلب من محاميه أن تثبت براءته من تلك الجريمة، وقد أكد له مراراً وتكراراً أنه من غير الممكن أن يفكر مجرد تفكير في أن يقوم بمثل تلك التصرفات والسلوكيات والتي وصفها بالشنيعة، ولكن محامية أخبره أن القضية معقدة للغاية وبحاجة إلى محامي ذو خبرة وتجربة كبيرة وواسعة؛ وذلك حتى يتمكن ببراعة أن يخرجه من تلك القضية المعقدة، كما أخبره بأن هناك محامية عجوز بارعة جدًا في مجال القضايا، كما أنها محنكة في استخراج أدلة البراءة لأي قضية تتولى بها، وهنا طلب منه أدريان أن يقوم بتحديد موعد مع تلك المحامية.
وفي تلك الأثناء حينما تم إبلاغ المحامية بأمر القضية واطلعت على كل تفصيله من تفاصيلها، أول أمر قامت به هو أنها زارت أدريان في منزله في المساء، وهنا بدأ الحديث يدور بينهم حول القضة وقد أوجزت إليه المحامية بأنها لا يمكنها أن تثبت براءته إلا بعد أن تسمع منه كافة تفاصيل تلك الليلة دون السهو عن أي تفصيله وبكل صدق.
وهنا بدأ بالحديث وأوضح أنه في الأصل متزوج، فهجر زوجته ورغب في أن يرتبط بفتاة أخرى قد أحبها، ولكنه بعد أن ارتبط بتلك الفتاة أدركت أنه لم يقوى على نسيان زوجته، ولهذا قرر أن ينهي علاقته بخطيبته والتي تدعى لورا، ولكن في أخر لقاء حصل بينهم وأثناء عودتهما من ذلك المكان الذي اجتمعا فيه، ظهر أمامهم وبشكل مفاجئ غزال في الطريق، وهذا ما جعله ينحرف بالسيارة إلى الجهة الأخرى، إلا أنه تسبب في حادث اصطدام بسيارة أخرى.
وفي السيارة الأخرى كان يوجد شاب، وهذا الشاب توفي على أثر الحادث، وفي تلك اللحظة أقنعته خطيبته أن يقوم بشكل سريع بالتخلص من جثة الشاب؛ حيث أنها خافت من أن يتم وصول خبر ارتباطها به إلى زوجته الأولى أو إلى أهلها، فقد ارتبطت به دون علمهم، ولكن في تلك اللحظة مرّ من جانبهم سائق سيارة وسألهما إذا كانا يحتاجان إلى أي مساعدة، ولكنهما أخبراه أنه مجرد حادث اصطدام بسيط، فغادرت السائق.
وبعد أن غادرت سائق السيارة سرعان ما همّ أدريان من أجل أن يقوم بإخفاء السيارة، وهنا حاولت خطيبته أن تقوم بتشغيل سيارته بنفسها، إلا أنها فشلت، وفي تلك الأثناء مرّ من الطريق رجل عجوز وبعد أن شاهدها بمفردها تحاول تشغيل السيارة أخبرها أنه مهندس وبإمكانه إصلاح هذا النوع من السيارات الحديثة، وحينها قام بالعمل على جر السيارة إلى منزله، وأول ما وصلت لورا إلى هناك التقت مع زوجة العجوز المهندس، والتي بدورها رجبت بها وأعدت لها بعض الطعام، ولكن ما تفاجأت به الخطيبة أن هذان الزوجان هما والدا الشاب الذي توفى في الحادث، وأن ذلك الشاب المتوفي يعمل في أحد البنوك.
وحينما علمت لورا بذلك سرعان ما حاولت الفرار من ذلك المنزل، وقد كانت قد نسيت هاتف ابنهما في منزلهما، وبعد أن تأخر الوقت على عودة ابنهما بدأ الوالدان في البحث عن ابنهما المفقود، وأول ما شكا به هو أدريان وخطيبته، حيث أنهما سمعا بالحادث ولاحظ المهندس فرار لورا بشكل سريع، ولكن أدريان تمكن بسبب نفوذه أن يثبت أنه وقت وقوع الحادث كان متواجد في دولة فرنسا، كما أثبت أن سيارته تعرضت لحادثة سرقة قبل سفره، وهنا أول ما قامت به لورا هو أنها قامت باستخدام بطاقات ائتمان التي تعود ملكيتها للشاب المفقود؛ وذلك من أجل أن تثبت عليه أنه في الحقيقة مختلس ويعتقد الناس أنه هرب من أجل أن ينجو بنفسه.
وفي النهاية أشار أدريان أنه حسب اعتقاده أن من قام بقتل لورا هو إما أن يكون والد الشاب المفقود العجوز، أو ذلك الرجل الآخر الذي سبقه ومرّ بسيارته وعرض لهما المساعدة، وأوضح أنه من مرّ بهم من المحتمل أنه كان قد اكتشف أمر الحادث ووفاة الشاب ومن أجل السكوت عن فضيحتهما قام بابتزاز لورا مقابل أن تقدم له مبلغ مالي كبير، وأنه قد استدرجها إلى الفندق الذي قتلت فيه ودبر أمر الجريمة، بحيث يبدو لكل من يحقق فيها أن أدريان هو من قتلها.
ولكن بعد أن سمعت المحامية كل ذلك لم تقتنع بكلام أدريان وأخبرته أنها لن تستطيع أن تبرئه فهو من الواضح أنه يكذب عليها، وبعد أن مارست ضغوطاتها عليه عدة مرات، أخيراً اعترف بأنه كان يكذب وأنه هو في الحقيقة من قتل لورا بالفعل، ولكن كانت المفاجأة التي تنتظره أكبر، إذ أن تلك المحامية هي في الأصل والدة الشاب الذي توفي بسبب حادث السير، وهنا كانت قد انتزعت منه اعتراف كامل بكامل جرائمه.