قصة الطائر ذو تسعة رؤوس

اقرأ في هذا المقال


قصة الطائر ذو تسعة رؤوس أو (The Bird with Nine Head) هي قصة خيالية من كتاب الجنيّات الصيني الذي يحتوي على 74 حكاية فولكلورية صينية مقسمة إلى عدة فئات، حررها، د. ر. فيلهلم، ونشرت عام  1921،للناشر، شركة فريدريك ستوكس.

الشخصيّات:

  • الشاب الشجاع.
  • الشاب المخادع.
  • التنين.
  • الأميرة.

قصة الطائر ذو تسعة رؤوس:

منذ زمن بعيد عاش ملك وملكة لديهما ابنة، وذات يوم عندما ذهبت الابنة للمشي في الحديقة، فجأة ضربت عاصفة هائلة وحملتها معها بعيدًا، وكانت قد جاءت هذه العاصفة من الطائر الذي له تسعة رؤوس والذي سرق الأميرة، وأخذها إلى كهفه، لم يعرف الملك أين اختفت ابنته، لذلك أعلن في جميع أنحاء الأرض الإعلان التالي: من يعيد الأميرة ستكون عروساً له!

في تلك الأثناء رأى شاب الطائر وهو يحمل الأميرة إلى كهفه، كان هذا الكهف في منتصف جدار صخري كبير، ولا يمكن للمرء أن يصعد إليه من الأسفل، ولا يمكن للمرء أن ينزل إليه من فوق، وبينما كان الشاب يتجول حول الصخرة ليكتشف خطة لخرق الكهف، جاء شاب آخر وسأله عما يفعله هناك، فأخبره الشاب الأول أنّ العصفور الذي له تسعة رؤوس حمل ابنة الملك وأخذها إلى كهفه.

عرف الشاب الآخر ما كان عليه فعله، فدعا أصدقاءه، وأنزلوا الشاب إلى الكهف في سلة، ولمّا دخل الكهف رأى ابنة الملك جالسة هناك تغسل جرح العصفور ذو التسعة رؤوس، لأنّ كلب الجبل قد قضم رأسه العاشر وما زال جرحه ينزف، ومع ذلك، أشارت الأميرة إلى الشاب للاختباء، وفعل ذلك وعندما غسلت ابنة الملك جرحه وضمّدته، شعر الطائر ذو الرؤوس التسعة براحة كبيرة، لدرجة أن رؤوسه التسعة كانت تغفو واحدة تلو الأخرى.

ثمّ نزل الشاب من مخبئه وقطع رؤوسه التسعة بالسيف، لكنّ ابنة الملك قالت: من الأفضل أن يتم إخراجك أولاً، ثمّ سألحق بك بعد ذلك، قال الشاب: سأنتظر بالأسفل هنا، حتى تكوني في أمان، في البداية لم ترغب ابنة الملك في الخروج قبله، لكنّها في النهاية سمحت لنفسها بالاقتناع، وصعدت إلى السلة، ولكن قبل أن تفعل ذلك، أخذت دبوسًا طويلًا من شعرها، وكسرته إلى نصفين، وأعطته واحدًا واحتفظت بالآخر.

كما قسمت منديلها الحريري معه، وطلبت منه أن يعتني بهديتها. ولكن لما أنجز الشاب الآخر مهمة إخراج ابنة الملك، أخذها معه وترك الشاب في الكهف رغم كل توسلاتها لإنقاذ الشاب، في تلك الأثناء كان يتجول الشاب حول الكهف ليبحث عن مخرج، وهناك رأى عددًا من الفتيات، كلهنّ قد حملهنّ الطائر الذي له تسعة رؤوس، وغادرن بسرعة كالبرق، دون أن يكتشف إلى أين ذهبن.

ثمّ لاحظ وجود سمكة  عُلقت على الحائط وكانت مسمرة بأربعة مسامير، ولمّا لمس السمكة تحولت بسرعة إلى شاب وسيم حيث شكره الشاب على تحريره من سحره، واتفقوا على اعتبار بعضهم البعض إخوة، وسرعان ما أصبح الشاب جائعًا جدًا، فخرج من أمام الكهف بحثًا عن الطعام، لكنّه لم يجد هناك سوى الحجارة فقط التي كانت ملقاة هناك، ثمّ فجأة رأى تنينًا عظيمًا كان يلعق حجرًا، فقلّده الشاب، وسرعان ما اختفى جوعه.

بعد ذلك سأل الشاب التنين كيف يمكنه الابتعاد عن الكهف، وأومأ التنين برأسه في اتجاه ذيله، وكأنّه يريد القول أنّه يجب عليه أن يجلس عليه، لذلك صعد الشاب، وفي طرفة عين حمله التنين وكان على الأرض، ثمّ اختفى التنين، ثمّ تابع حتى ووجد صدفة سلحفاة مليئة باللآلئ الجميلة، لكنّها كانت لآلئ سحرية، لأنّه عندما ألقاها في النار، توقفت النار عن الاشتعال، وعندما رماها في الماء، انقسم الماء وتمكن من المشي في وسطها.

أخرج الشاب اللآلئ من صدفة السلحفاة ووضعها في جيبه، ولم يمض وقت طويل على وصوله إلى شاطئ البحر، وهناك رمى لؤلؤة في البحر، وفي الحال انقسمت المياه واستطاع رؤية تنين البحر. صرخ تنين البحر قال: من الذي يزعجني هنا في مملكتي؟ أجاب الشاب: وجدت لؤلؤًا في صدفة سلحفاة، وألقيت إحداها في البحر، والآن انقسمت المياه أمامي.

قال التنين: إذا كان هذا هو الحال، فعندئذ تعال إلى البحر معي وسنعيش هناك معًا، ثم تعرف الشاب عليه حيث كان نفس التنين الذي رآه في الكهف، وكان معه الشاب الذي أقام معه رابطة أخوة و كان ابن التنين، قال التنين العجوز: بما أنّك أنقذت ابني وأصبحت أخاه، فأنا والدك، وكان يقدم  له الطعام والنبيذ، وذات يوم قال له صديقه: والدي بالتأكيد يريد أن يكافئك.

لكن لا تقبل أي نقود ولا أي مجوهرات منه، ولكن اقبل فقط قارورة القرع الصغيرة الموجودة هناك، من خلالها يمكنك استحضار ما تشاء، وبالتأكيد، سأله التنين العجوز عما يريده على سبيل المكافأة، فأجاب الشاب: لا أريد مالًا، ولا أية مجوهرات، كل ما أريده هو قارورة القرع الصغيرة الموجودة هناك، في البداية لم يرغب التنين في التخلي عنه، لكنّه في النهاية سمح له بالحصول عليه، وبعد كل شيء غادر الشاب قلعة التنين.

عندما وضع قدمه على أرض جافة مرة أخرى شعر بالجوع، وفي الحال كانت تقف أمامه طاولة مغطاة بوجبة لذيذة وفيرة، أكل وشرب وبعد فترة من الوقت، شعر بالتعب، ووقف هناك حمار ينتظره فركب عليه، وبعد أن ركب لفترة من الوقت، بدت مشية الحمار متفاوتة للغاية، فاستخدم عربة صعد إليها، لكنّ العربة هزّته أيضًا بشكل كبير ، وفكر قائلاً: لو لم يكن لدي سوى النسر! فهو الطائر العملاق الذي من شأنه أن ينقلني بشكل أفضل.

ولم يمض وقت أكثر فجاء النسر، وجلس فوقه، وحمله وحلّق عالياً إلى المدينة التي سكن فيها الملك الملكة وابنتهما، في تلك الأثناء كان الشاب الذي أعاد ابنة الملك عن طريق خداع الشاب الآخر، وتقرر عقد زفافه على الأميرة، مكافأة له، ولكن ابنة الملك لم تشاء وقالت: ليس هذا هو الرجل المناسب، سيأتي منقذي ويحضر معه نصف دبوس الشعر الطويل لشعري ونصف منديل حريري كعلامة.

ولكن عندما لم يظهر الشاب لفترة طويلة، وضغط الشاب المخادع على الملك، وعندما نفد صبر الملك وقال: الزفاف سيقام غدًا! ثمّ سارت ابنة الملك حزينة في شوارع المدينة، وبحثت وفتشت على أمل العثور على منقذها، وكان هذا في نفس اليوم الذي وصل فيه النسر حاملاً الشاب الشجاع، وعندما  رأت ابنة الملك نصف منديلها الحريري في يد الشاب، وامتلأت بالفرح وقادته إلى والدها.

وهناك كان عليه أن يُظهر نصف الدبوس الطويل الذي كان مناسبًا للآخر تمامً ، ثم اقتنع الملك أنه كان المنقذ الصحيح والحقيقي، وتمت الآن معاقبة العريس الزائف، والاحتفال بالزفاف، وعاشوا في سلام وسعادة حتى نهاية أيامهم.


شارك المقالة: