خلق الله الألوان المختلفة والجميلة، وكل لون من الألوان يشير إلى رمز من رموز الجمال التي خلقها الله، سنحكي في قصة اليوم عن ولد يحب الألوان، وكان يريد شراء طابة ملوّنة، نطقت له الألوان كلّها لتحدّثه عن جمالها وميّزاتها، ومن شدّة إعجابه بكل واحدة؛ قرّر شراء طابة ملونة بكل الألوان، وكان مسرور بها كثيراً.
قصة الطابة الملونة
آدم ولد صغير ويحبّ اللعب بالطابات كثيراً، وفي يوم من الأيّام بينما كان آدم يمشي بالشارع إذ سمع صوت الرجل الذي يبيع الطابات يصرخ ويقول: طابات ملوّنة للبيع، طابات ملوّنة وجميلة للبيع، فرح آدم كثيراً وأسرع لشراء واحدة، وعندما سأله صاحب الطابات أي لون يريد، شعر آدم بالحيرة الشديدة بسبب وجود الطابات بمختلف الألوان.
فجأةً شعر آدم وكأن الطابات تتحدّث معه، فنظرت له الطابة ذات اللون الأزرق وقالت: هيا خذني أنا؛ فلوني بلون السماء الصافية، ولكن الطابة الخضراء قاطعتها وقالت: أنا بلون الطبيعة والمروج الخضراء أنا هي الأفضل، بعد ذلك قفزت الطابة ذات اللون الأصفر وقالت: ما بك تشعر بالحيرة؟ ألا تريد طابة كلوني فهو لون الشمس ولون الذهب اللامع.
وبينما كانت الطابة الصفراء تتحدّث، قفزت الطابة الحمراء وقالت: من منكم يجرؤ عن ذكر الجمال بحضرتي، فأنا هو لون الورود ولون الجمال ولون الجرأة والنعومة، وعادت الطابة البيضاء قفزت وقالت: أنا هو لون السلام ولون الصفاء والنظافة، شعر آدم في ذلك الوقت بحيرة أكبر وأكبر، وبينما هو كذلك إذ قفزت أمامه طابة مختلفة؛ فهي تحتوي على كل الألوان، قالت له: ما بك تحتار فأنا أحتوي على كل الألوان، وستجد بي كل ما تريد وما تختار.
نظر آدم لتلك الطابة وقال: يا سلام، إنّها طابة الأحلام وتحتوي على كل الألوان، شعر آدم أن تلك الطابة هي الطابة الأنسب له، فسأل صاحب الطابات عن ثمنها فقال له: هذه الطابة ثمنها خمسة قروش، دفع آدم ثمن تلك الطابة وقام بشرائها، وعندما عاد إلى المنزل كان يمسكها بيده فرحاً ويقول: يا سلام يا سلام، إنّها طابة الأحلام، فهي تحتوي على كل معاني الجمال.