الطفل الذي جاء من بيضة أو الأميرة المولودة بالبيض (الإستونية: Munast sündinud kuningatütar) هي قصة خيالية إستونية، جمعها الدكتور فريدريك رينولد كروتزوالد في (Eestirahwa Ennemuistesed ،(Princes أدرجها أندرو لانغ على أنّها (الطفل الذي جاء من بيضة) في كتاب البنفسج الخيالي.
الشخصيات:
- وليام.
- دوتريان.
- الملكة.
- العرابة.
- الملك.
قصة الطفل الذي جاء من بيضة:
كانت هناك ملكة تعيش وحيدة وقلبها حزينًا لأنّه لم يكن لديها أطفال، كانت دائمًا حزينة بما فيه الكفاية عندما يكون زوجها يخرج بعيدًا عن المنزل وكانت تجلس وتبكي طوال اليوم، وفي أحد الأيام اندلعت حربا بين بلاد زوجها وملك دولة مجاورة، فذهب زوجها للحرب وترك زوجته الملكة وحدها في القصر.
كانت حزينة للغاية لدرجة أنها شعرت كما لو أنّ الجدران ستخنقها، لذلك في أحد الأيام تجولت في الحديقة وجلست على منطقة عشبية تحت ظل شجرة الليمون، كانت هناك لبعض الوقت عندما سمعت حفيف بين الأوراق فنظرت لأعلى، ورأت امرأة عجوز تعرج على عكازاتها باتجاه جدول الماء الذي يتدفق عبر الأرض.
وعندما شربت العجوز وأطفأت عطشها، تقدمت مباشرة إلى الملكة وقالت لها: لا تيأسي وتحزني أيتها السيدة النبيلة، ولا تخافي مني، لأنّني سأجلب لك الحظ السعيد، ثمّ قالت العجوز: لا يبدو أنّك كنت محظوظة جدًا، أو لديك الكثير من الحظ الجيد، يجب أن تؤمني بالمثل الذي يقول: أنّه تحت اللحاء الخشبي يوجد خشب ناعم ونواة حلوة، لذلك دعيني أرى يدك، حتى أقرأ المستقبل.
مدت الملكة يدها، وفحصت المرأة العجوز خطوطها عن كثب، فقالت: قلبك مثقل بحزن واحد قديم والآخر جديد. الحزن الجديد على زوجك الذي يقاتل بعيداً عنك، لكن، صدقيني إنّه بخير وسوف يأتي لك قريبًا بأخبار سعيدة، لكن حزنك الآخر أقدم بكثير من هذا، لقد أُفسدت سعادتك لأنّه ليس لديك أطفال، بعد هذه الكلمات أصبحت الملكة شاحبة، وحاولت سحب يدها.
لكن المرأة العجوز قالت: تحلي بالصبر قليلا، لأنّ هناك بعض الأشياء التي أريد أن أراها بشكل أوضح، فسألت الملكة لكن من أنت؟ لأنّك تبدين أنّك قادرة على قرائة قلبي، أجابت: لا تهتمي باسمي، لكن افرحي لأنّه مسموح لي أن أوضح لك طريقة لتخفيف حزنك، ومع ذلك، يجب أن تعدي بأن تفعلي ما أخبرك به بالضبط، صرخت الملكة: أوه، سأطيعك تمامًا ما تريدينه، وإذا كنت تستطيعين مساعدتي فستحصلين في المقابل على أيّ شيء تطلبينه.
وقفت السيدة العجوز تفكر قليلاً: ثم سحبت شيئًا من ثنايا فستانها، وفكّكت عددًا من الأغلفة، وأحضرت سلة صغيرة مصنوعة من لحاء البتولا، ثمّ ناولتها على الملكة قائلة: في السلة ستجدين بيضة طائر ويجب أن تحرصي على الاحتفاظ بها في مكان دافئ لمدّة ثلاثة أشهر، عندها يتحول إلى دمية، ثمّ ضعي الدمية في سلة مبطنة بالصوف الناعم، واتركيها وشأنها، فلن تحتاج إلى أي طعام وسترين أنّها قد نمت لتصبح بحجم طفل.
عندها سيكون لديك طفل خاص بك، وعليك أن تضعيه بجانب هذه الطفلة الأخرى التي سأضعها معه في السلة، وتحضري زوجك لرؤية ابنه وابنته، الصبي الذي سوف تربيه بنفسك، ولكن يجب أن تعهدي بالفتاة الصغيرة إلى ممرضة، وعندما يحين وقت تعميدهم، ستدعوني لأكون عرابة للأميرة، والطريقة التي يجب أن تستدعيني بها هي برمي جناح أوزة من النافذة ستجدينه مختبئًا في المهد، وسأكون أمامك مباشرة، لكن تأكدي من أنّك لا تخبري أحداً عن أي شيء حدث معك.
ثمّ ابتعدت المرأة العجوز وأختفت بسرعة، وأخذت الملكة السلة التي كانت تحملها في يدها، ثمّ أسرعت إلى غرفتها وراقبت بحذر سلة البيضة، وأخرجتها واحتفظت بها في حضنها، وهو المكان الأكثر دفئًا الذي يمكن أن تفكر فيه، وبعد أسبوعين عاد الملك إلى المنزل بعد أن غزا أعداءه، وكان هذا الدليل على أنّ المرأة العجوز قالت الحقيقة، كان قلب الملكة مترقبًا، لأنّها الآن لديها آمال جديدة في تحقيق بقية توقعات العجوز، لقد احتفظت بالسلة والبيض باعتبارهما أهم كنوزها، وكان لديها علبة ذهبية مصنوعة للسلة، بحيث عندما يحين وقت وضع البيضة فيها، قد لا تتعرض لأيّ ضرر.
مرت ثلاثة أشهر، ثمّ أخذت الملكة البيضة من حضنها ووضعتها بشكل مريح وسط ثنيات الصوف الدافئة، في صباح اليوم التالي ذهبت لتنظر إليه، وأول ما رأته هو قشر البيض المكسور، ودمية صغيرة ملقاة بين القطع، ثم شعرت بالسعادة أخيرًا، وتركت الدمية في سلام لتنمو، وانتظرت كما قيل لها، أن يرقد طفلها بجانبها.
مع مرور الوقت، كبرت الفتاة أيضًا، وأخذت الملكة الفتاة الصغيرة من السلة، ووضعتها مع ابنها في مهد ذهبي متلألئ بالأحجار الكريمة، بعد ذلك، أرسلت للملك الذي كاد أن يطير من فرحة لرؤية الأطفال وسرعان ما جاء يوم أُمرت فيه المملكة بأكملها بحضور تعميد الأطفال الملكيين، وكان الضيوف يأتون بكثرة وسرعة وحظرت العجوز التي منحت الملكة السلة، ولكنّها كانت شابة صغيرة هذه المره، وعندما وصلت إلى المكان الذي كانت تقف فيه الملكة مع الأطفال، كان الجميع منبهرًا بجمالها حيث أخذت الفتاة الصغيرة بين ذراعيها، ورفعتها أمام الناس وأعلنت أنّه من الآن فصاعدًا ستعرف باسم دوتريان، و الصبي يسمّى ويليم.
بعد انتهاء الحفل ومغادرة الضيوف، وضعت العرّابة الطفل في المهد، وقالت للملكة: عندما ينام الطفل، تأكدي من وضع السلة بجانبه، وترك قشر البيض فيها، ما دمت تفعلين ذلك، فلا يمكن أن يأتي إليه شر، لذا احرصي على حماية هذا الكنز باعتباره أغلى من عينك، وعلمي ابنتك أن تفعل ذلك بالمثل، ثم قبّلت الطفل ثلاث مرات، وصعدت عربتها وانطلقت بعيدًا.
كان الأطفال يكبرون بشكل جيد، وأحبت الممرضة دوتريان كما لو كانت الأم الحقيقية لها، وكل يوم بدت الفتاة الصغيرة وكأنها تزداد جمالاً، وكان الطفل أيضًا في ذلك الوقت يبلغ من العمر عامين تقريبًا، عندما أصيبت الملكة بالمرض فجأة حيث تم إرسال أفضل الأطباء في البلاد لعلاجها، لكن لم يكن هناك فائدة، وعندما علمت الملكة أنّها تحتضر أرسلت إلى دوتريان وممرضتها بصفتها أكثر خادمها إخلاصًا، ثم أعطتها سلة الحظ، وطلبت إليها أن تحتفظ بها بعناية، وقالت الملكة: عندما تبلغ ابنتي من العمر عشر سنوات، عليك أن تسلميها إليها، لكن حذريها من أنّ سعادتها المستقبلية بأكملها تعتمد على الطريقة التي تحرسها بها.
أمّا بالنسبة لابني، ليس لدي مخاوف، إنّه وريث المملكة وسوف يعتني به والده، ثمّ وعدت الممرضة بتنفيذ توجيهات الملكة، وقبل كل شيء الحفاظ على سرية هذه الأمر ، وفي الصباح ماتت الملكة، وبعد بضع سنوات تزوج الملك مرة أخرى، لكنّه لم يحب زوجته الثانية كما فعل مع الأولى، وهي بدورها كرهت أبناء زوجها، ورأى الملك ذلك، وأبعدهم عن طريقها ووضعهم تحت رعاية الممرضة في برج بعيدًا عن القصر .
وفي عيد ميلاد دوتريان العاشر سلمتها الممرضة المهد وكررت لها كلمات أمها عندما كانت تحتضر، ثمّ مرت سنتان أخريان، فقامت زوجة الأب ذات يوم أثناء غياب الملك بضرب دوتريان بشدة، وعندما ذهبت إلى غرفتها ووقفت تبكي وقعت عيناها على العلبة الذهبية التي وضعت فيها السلة الثمينة، فظنت أنّها قد تحتوي على شيء يعجبها.
ونظرت بشغف إلى الداخل، لكن لم يكن هناك شيء سوى حفنة من الصوف وقشرتي بيض فارغتين، وبخيبة أمل كبيرة، رفعت الصوف، وهناك وُضع جناح الإوزة، قالت الطفلة لنفسها: يا لها من قمامة قديمة، واستدارت وألقت الجناح من النافذة المفتوحة، وفي لحظة وقفت سيدة جميلة بجانبها، قالت السيدة وهي تضرب رأس دوتيرين: لا تخافي، أنا عرّابتك وقد أتيت لأقوم بزيارتك.
عيونك الحمراء تخبرني أنّك غير سعيدة، وأعلم أنّ زوجة أبيك غير لطيفة للغاية معك، لكن تحلي بالشجاعة والصبر، وستأتي أيام أفضل، ولن يكون لها أي سلطة عليك عندما تكبرين، ولا يمكن لأي شخص آخر أن يؤذيك أيضًا، فقط إذا كنت حريصة على عدم إهمال سلتك، أو فقدان قشر البيض الموجود فيها.
ثمّ قالت للفتاة: أخفيها في ثوبك ليل نهار وستكونين في مأمن من زوجة أبيك وأي شخص يحاول إيذاءك، ولكن إذا حدث ووجدت نفسك في أي صعوبة، ولا يمكنك معرفة ما يجب عليك فعله، خذي جناح الإوزة من السلة، وألقيه خارج النافذة، وسأحظر في لحظة، ثم انحنت على السلة وهمست ببعض الكلمات السحرية، وعلى الفور ظهرت أمامها الفواكه والطعام على الأرض، عندما انتهين من الأكل، قادت العرابة الطفلة، وعلمتها الكلمات التي يجب أن تقولها للسلة عندما تريد أن تمنحها شيئًا.
في غضون سنوات قليلة أخرى، كانت دوتريان سيدة شابة بالغة، وفي ذلك الوقت، اندلعت حرب رهيبة وتعرض الملك وجيشه للخسارة،حتى اضطروا إلى الانسحاب إلى المدينة والاستعداد للحصار، واستمر ذلك طويلاً حتى بدأ الطعام يقل، وحتى في القصر لم يكن هناك ما يكفي من الطعام، لذا في صباح أحد الأيام، عندما كانت دوتيريان تشعر بالجوع الشديد.
وعندما بدأت بالبكاء، ظهرت عرّابتها وقالت: لا تبكي هكذا يا طفلتي العزيزة، سأحملك بعيدًا عن كل هذا، ثم بعد أن طلبت من دوتريان تتبعها حيث مرت عبر بوابات المدينة، وعبر الجيش في الخارج ولم يوقفهم أحد، لأنّهم لم يروهم، وفي اليوم التالي استسلمت البلدة، وتمّ أسر الملك وجميع حاشيته، لكن تمكن ابن الملك من الفرار، كانت الملكة الشريرة قد لقيت مصرعها من رمح ألقي عليها فقتلها.
ولعدة أيام كانت دوتريان تتجول من مكان إلى آخر دون أن تجد مأوى وكان الطعام الذي تحصل عليه من السلة يمنعها من الجوع، ثمّ عملت في منزل أحد الفلاحين حيث كانت تنظف المنزل وتجلب الماء مقابل المبيت هناك، ومرّت ستة أشهر، ثم جاءت الأخبار السارة بأنّ ابن الملك شقيقها قد جمع جيشا وهزم العدو الذي أخذ مكان والده، ثمّ علمت دوترين أن والدها الملك قد مات في الأسر، بكت الفتاة بمرارة على خسارته.
في نهاية سنة الحداد، أعلن الملك الشاب أنه ينوي الزواج، وأمر جميع الفتيات في المملكة بالحضور إلى وليمة، ليختار زوجة من بينهم، أرادت داتريان حضور الحفل ولقاء شقيقها، فطلبت من سلتها السحرية توفير ملابس لها وبعد أن ارتدتها ذهبت للحفل، كان الحفل في ذروته، وعندما دخلته لم يعرفها الملك الشاب لشدة جمالها، وفي منتصف الليل حدث شيء غريب حيث ملأت سحابة كثيفة القاعة فجأة، حتى كان كل شيء مظلما للحظة وشوهدت عرابة دوتيريان واقفة هناك.
قالت، متجهة إلى الملك: هذه هي الفتاة التي لطالما اعتقدت أنّها أختك والتي اختفت أثناء الحصار، إنّها ليست أختك على الإطلاق، ولكنّها ابنة ملك بلد مجاور التي أعطيت لأمك لتربيتها، لإنقاذها من يد ساحر، ثم اختفت العرابة ولم تُشاهد مرة أخرى ولا سلة العجائب أيضًا، ولكن الآن بعد أن انتهت مشاكل دوتريان وكان بإمكانها الاستمرار بدون سلتها السحرية، وعاشت هي والملك الشاب معًا في سعادة حتى نهاية أيامهم.