(The White Doe) أو (The Doe in the Woods) هي قصة خيالية أدبية فرنسية كتبها مدام دي أولني، أدرجها أندرو لانغ في كتاب الجنية البرتقالي.
الشخصيات:
- الأمير.
- الأميرة.
- الجنيات.
قصة الظبية البيضاء:
كان هناك ملك وملكة أحب كل منهما الآخر كثيرًا، وكان من الممكن أن يكونا سعداء تمامًا إذا كان لديهم ابن أو ابنة صغيرة للعب معهم، ولكن لم يكن ليهم أبناء، وتظاهروا دائمًا أنّه لا يوجد شيء في العالم يتمنونه، لكن عندما كانوا ينظرون إلى أطفال الآخرين، كانت وجوههم حزينة، وكان رجال حاشيتهم ومرافقيهم يعرفون سبب ذلك.
ذات يوم كانت الملكة جالسة بمفردها بجانب شلال نبع من بعض الصخور في الحديقة الكبيرة المجاورة للقلعة، كانت تشعر بائسة أكثر من المعتاد، وقد طردت خدماتها حتى لا يشهد أحد حزنها، وفجأة سمعت حفيفًا في البركة أسفل الشلال ، وعند إلقاء نظرة خاطفة، رأت سلطعونًا كبيرًا يتسلق إلى حجر بجانبها.
قال السلطعون: الملكة العظيمة، أنا هنا لأخبرك أن رغبة قلبك ستتحقق قريبًا، لكن عليك أولاً أن تسمح لي أن أقودك إلى قصر الجنيات الذي، على الرغم من صعوبة مروره، لم يسبق له مثيل من قبل عيون البشر بسبب السحب الكثيفة التي تحيط به، وعندما تكون هناك ستعرفين المزيد.
لم تكن الملكة قد سمعت من قبل حيوانًا يتكلم، وأصيبت بالدهشة، ومع ذلك، كانت مفتونة بكلمات السلطعون لدرجة أنّها ابتسمت بلطف ومدت يدها والتقطته وفي لحظة ظهرت امرأة عجوز صغيرة ترتدي ملابس أنيقة بيضاء، ركضت المرأة العجوز بخفة على الطريق الذي سلكته الملكة مع السلطعون، وبدلًا من الاضطرار إلى شق طريقها بين نباتات القراص، كانت الورود والياسمين معلقة حول رأسها، بينما كانت الأرض تحت قدميها مزينة بالبنفسج.
كانت أشجار البرتقال طويلة جدًا وسميكة، وفي نهاية الطريق كانت بصيصًا لشيء مبهر لدرجة أن الملكة اضطرت إلى تظليل عينيها وإلقاء نظرة خاطفة عليها فقط بين أصابعها، فقال السلطعون: أوه، هذا هو قصر الجنيات، وهنا البعض منهم يأتون لمقابلتنا، وأثناء حديثه، تأرجحت البوابات للخلف واقتربت ست جنيات، كل منها تحمل في يدها وردة مصنوعة من الأحجار الكريمة.
قالت الجنيات: سيدتي، يسعدنا أن نخبرك أنه في وقت قصير سيكون لديك ابنة صغيرة، انبهرت الملكة بهذا الخبر وكانت غير قادرة على الكلام من الفرح، ثمّ أعربت عن كل امتنانها للجنيات على الهدية الموعودة، وقالت: والآن ، لا يجب أن أبقى أكثر من ذلك، لأنّ زوجي سيعتقد أنّني هربت، أو أنّ وحشًا شريرًا قد التهمني.
بعد فترة وجيزة، حدث تمامًا كما تنبأت الجنيات، وولدت طفلة في القصر، وكان كل من الملك والملكة مسرورين ، وكان اسم الطفلة ديزيريه، والتي تعني “مرغوبة”، لأنّها كانت مرغوبة لمدّة خمس سنوات قبل ولادتها، في البداية لم تفكر الملكة في شيء سوى لعبتها الجديدة، لكنّها بعد ذلك تذكرت الجنيات التي أرسلتها إليها.
أخذت كل زهرة في يدها ونادتها بالاسم، وبدورها ظهرت كل جنية أمامها، ولكن لسوء الحظ، نسيت الملكة جنية سرطان البحر، ومع ذلك، كان كل شيء مبتهجًا في القصر، وركض الجميع بالداخل إلى النوافذ لمشاهدة عربات الجنيات، ثمّ دخلت الجنيات غرفة الملكة وتبعها أقزام صغار حملوا هداياهم التي لم ير أحد مثل هذه الأشياء الجميلة من قبل.
حيث كل ما يمكن للطفل أن يرتديه أو يلعب به كان موجودًا، وإلى جانب ذلك، كان لديهم هدايا أخرى أكثر قيمة ليقدموها والتي لا يمكن إلا للأطفال الذين لديهم جنيات أن يأملوا في امتلاكها، وعندما اجتمعن جميعًا حول كومة الوسائد الوردية التي كانت الطفلة نائمة عليها، عندما بدا أنّ الظل يسقط بينهم وبين الشمس، بينما هبت ريح باردة عبر النافذة.
كانت هناك جنية السلطعون التي حضرت، وكانت بطول السقف في غضبها فصرخت بصوت عالٍ حتى ارتعدت الملكة عندما سمعته: لذا فقد نسيتني !من الذي حل مشكلتك؟ من الذي قادك إلى الجنيات؟ من الذي أعادك بأمان إلى منزلك مرة أخرى؟ ومع ذلك، أنا أُنسى، في حين أن أولئك الذين لم يفعلوا شيئًا بالمقارنة، يتم شكرهم.
حاولت الملكة عبثًا التفكير في بعض التفسير أو الاعتذار، لكن لم يكن هناك شيء، ولم يكن بوسعها سوى الاعتراف بخطئها وطلب المغفرة، كما بذلت الجنيات قصارى جهدها لتلطيف غضب أختهم، ولبعض الوقت لم تستمع الجنية الغاضبة إلى أي شيء. ولكن بعد ذلك فقدت بعضاً من تعابيرها الشرسة.
قالت: حسنًا ، لن أتسبب في وفاة الأميرة، كما كنت أفعل، لكن في نفس الوقت سيتعين عليها تحمل عقوبة خطأ والدتها، كما فعل العديد من الأطفال قبلها، اللعنة التي أصدرتها عليها هي أنّه إذا سُمح لها برؤية شعاع من ضوء النهار قبل عيد ميلادها الخامس عشر، فسوف تندم بمرارة، وقد تكلفها حياتها. وبهذه الكلمات اختفت بالقرب من النافذة، بينما كانت الجنيات تريح الملكة الباكية وتتحدث عن أفضل طريقة للحفاظ على سلامة الأميرة أثناء طفولتها.
وفي نصف ساعة كانوا قد قرروا ما يجب عليهم فعله، وبناءً على أمر الجنيات فقد بنوا قصر جميل، قريب من قصر الملك والملكة، ولكنّه بدون نوافذ، وفقط باب تحت الأرض حتى لايدخل ضوء النهار عليها، وبعد مرور سنوات، عندما أوشكت فترة سجنها على الانتهاء،عندما اقتربت من خمسة عشر عامًا، كانت قد اعتنت الجنيات بها وعلمتها، حتى أنّها عندما جاءت إلى العالم قد لا تكون متخلفة عن بنات ملوك آخرين في كل هذا يجعل الأميرة ساحرة ومتميزة.
قالت الجنية توليب للملكة: لا تدعيها تبتعد عن عينيك، وفي غضون ذلك، ليقم رسام برسم صورتها ولتحمل إلى الممالك المجاورة حتى يرى الملوك إلى أي مدى جمالها ذلك، وأن يطلبوها للزواج لأبنائهم، وهكذا تم تنفيذ الأمر وكما تنبأت الجنية، وقع جميع الأمراء الصغار في حب الصورة، لكن آخر أمير عُرضت عليه رفض السماح بإزالتها من غرفته، حيث أمضى أيامًا كاملة يحدق فيها.
فوجئ والد الأمير كثيرًا بالتغيير الذي طرأ على ابنه حيث كان حبيسًا في غرفته، وفي يوم قرر الدخول إلى غرفة ابنه ليرى ماحل به، وعندما دخل عنده رمى الشاب بنفسه عند قدمي والده وقال: يا أبي ، إذا لم توافق على طلب يد الأميرة ديزيريه لي ، سأموت من البؤس لأنّني لم أعد على قيد الحياة.
أثارت هذه الكلمات استياء الملك، الذي شعر أن هذا الزواج سيجلب على رعاياه حربًا طويلة ودموية، لذلك، دون إجابة، ابتعد، على أمل أن بضعة أيام قد تجعل ابنه يتفهم. لكن حالة الأمير سائت بسرعة لدرجة أن الملك، في حالة من اليأس، وعد بإرسال سفيرًا على الفور إلى والد ديزيريه، حيث شفى هذا الخبر الشاب في لحظة من كل أمراضه.
وبدأ في تجهيزكل تفاصيل الملابس والخيول والعربات التي كانت ضرورية لإرسالها مع المبعوث، وبعد وصول المبعوث، لم يتمنى الملك والملكة شيئًا أفضل من زواج ابنتهما في مثل هذه العائلة العظيمة والقوية، واستقبلوا السفير مع كل علامة ترحيب، حتى أنهم تمنوا أن يرى الأميرة ديزيريه ، لكن الجنية توليب منعت ذلك التي كانت تخشى أن يصيبها بعض المرض.
وأضافت: تأكد من إخبار الأمير بأنّه لا يمكن الاحتفال بالزواج حتى تبلغ الخامسة عشرة من عمرها، وإلّا ستحدث مصيبة مروعة للطفلة، لذلك عندما قام رسول الأمير، بتقديم طلب رسمي بأن تتزوج الأميرة من ابن سيده، أجاب الملك أنّه كان يشرفه كثيرًا، لكن لا أحد يستطيع حتى رؤية الأميرة حتى عيد ميلادها الخامس عشر، حيث أن التعويذة التي ألقتهى عليها جنية السلطعون الحاقدة، لن تتوقف عن التأثير حتى انقضاء ذلك الوقت.
تفاجأ السفير وخيب أمله كثيرًا، لذلك كان عليه أن يكتفي بتقديم صورة الأمير إلى الملكة التي لم تضيع وقتًا في حملها للأميرة، وعندما أخذتها الفتاة بين يديها، سألتها الملكة: هل تريدين ان يكون لديك زوج مثل هذا؟ فأجات الأميرة: كأنّني أعرف أي شيء عن الأزواج! فطلبت الملكة إحضار هدايا الأمير، و كانت الأميرة مسرورة جدًا بهم.
وبعد أن عاد السفير إلى بلاطه، وعندما أخرالأمير بهذه الأخبار، قال الأمير: إذا اضطررت إلى الانتظار ثلاثة أشهر قبل أن أتمكن من الزواج من الأميرة سأموت، ثمّ مرض كا السابق، ولم يكن يأكل شيئًا ولا يسعد بأي شيء ، بل كان يرقد طوال اليوم على كومة من الوسائد، محدقًا في صورة الأميرة، بعد ذلك قرر الملك، في حالة من اليأس، إرسال سفيرجديد إلى والد ديزيريه لمناشدة إياه للسماح بالزواج ليتم الاحتفال به على الفور.
عند وصوله إلى القصر، أخبر الرسول الملك وزوجته بمرض الأمير، وناشد باستشارة الأميرة في هذا الشأن حبث سارعت الملكة إلى البرج وأخبرت ابنتها بحالة الأمير الحزينة، حيث غرقت ديزيريه في الحزن ، لكنّها سرعان ما شرعت في اختراع خطة تمكنها من الذهاب إلى الأمير دون المخاطرة بالموت الذي أوقعته عليها الجنية الشريرة.
فقالت: لتصنعوا لي عربة لا يدخل الضوء من خلالها، ودعوها تدخل غرفتي، ثمّ سأدخلها بعد ذلك، ويمكننا السفر بسرعة أثناء الليل والوصول قبل الفجر إلى قصر الأمير، و بمجرد وصولي إلى هناك، يمكنني البقاء في غرفة تحت الأرض، حيث لا يمكن أن يأتي الضوء، فصرخت الملكة : آه، كم أنت ذكية وأسرعت لتخبر الملك.
وفي غضون أيام قليلة ، كانت العربة التي قادتها الأميرة جاهزة، ليس بها نوافذ بالطبع، وتم حملها مباشرة إلى القاعة الكبرى بالبرج، ودخلت الأميرة فيها، وتبعتها خادماتها، في تلك الأثناء كانت جنية النافورة هي المرافقة للأميرة في رحلتها، التي كان الأمير قد خطب ابنتها قبل أن تصله صورة ديزيريه، وكانت غاضبة جدًا من الإهانة التي تعرضت لها ابنتها، ومنذ تلك اللحظة كانت تراقب الأميرة بعناية.
في هذه الرحلة رأت فرصتها، وكانت جالسه، غير مرئية بجانب خادمات الأميرة، ووضعت الأفكار السيئة في أذهانهن نحو الأميرة، استمر مسيرالعربة اثنتا عشرة ساعة فقط من الرحلة بينهم وبين القصر، حين أقنعت جنية النافورة الخادمات بعمل ثقب كبير في جانب العربة بسكين حاد أحضرته بنفسها لهذا الغرض، كان الظلام شديدًا في الغابة لدرجة أن أحداً لم يدرك ما فعلته، وعندما تركوا آخر الأشجار وراءهم، وخرجوا إلى مكان مفتوح، كانت الشمس قد أشرقت، ولأول مرة منذ طفولتها، وجدت ديزيريه نفسها في ضوء النهار.
نظرت مندهشة وتنفست الصعداء ، ثمّ تأرجح باب العربة للخلف، كما لو كان بفعل السحر، وتحولت لأميرة لأنثى الظبية البيضاء، وفي لحظة ضاعت في الغابة. وقفزت من العربة، وتبعها الحراس على مسافة، نظرت جنية النافورة بدهشة وفرح، و لم تتمكن من تصديق حظها الجيد هي وأبنتها، لأن كل شيء حدث تمامًا كما يشاؤون.
سارعت جنية النافورة إلى خلع ملابس ابنتها، وامرتها بارتداء تلك الخاصة بالأميرة، ثمّ وضعت تاج الماس على رأسها، وعند أبواب المدينة سمعوا بوضوح صيحات الترحيب من الحشود على طول الشوارع، وعندما دخلت العروس المزيفة إلى الغرفة المضاءة ببراعة ، انتضرت وصول الأمي وعندما دخل الغرفة في الوقت المناسب صرخ بصوت عالٍ من الاستغراب والاشمئزاز من رؤية العروس، وشعرأن هناك خيانة فهذه ليست الأميرة التي رآها في الصورة.
وقف الأمير على الفور، وكانت كلماته موجهة إلى والده وليس إلى العروس التي جاءت حتى الآن لتتزوجه، قال: لقد تم خداعنا وسيكلفني ذلك حياتي فقال له الملك بغضب: لقد وعدنا بعجائب الجمال، ولكنّه أرسل لنا هيكل عظمي! لست مندهشا من أنه أبقاها لمدّة خمسة عشر عاما مخفية عن أعين العالم.
مرّت عدة أسابيع وفي إحدى ليالي النجوم الجميلة، هرب الأمير بعيدًا، وعندما استيقظ الملك في صباح اليوم التالي، وجد رسالة ملقاة بجوار سريره، تقول إنّ ابنه قد ذهب، ولم يعرف إلى أين، فبكى بكاء مريرًا على ابنه، وبينما كانت هذه الأشياء تحدثكانت الظبية البيضاء، على الرغم من أنّها عندما قفزت من العربة كانت تدرك أن مصيرًا قاسًيا قد حولها إلى حيوان، وكانت تقول: هل هو حقا، أنا ديزيريه؟ أي جنية شريرة يمكن أن تعاملني بهذا الشكل، وهل أنا لا أتخذ شكلي مرّة أخرى؟
في هذه الأثناء، كان الأميريتجول في الغابة ، حتى أصبح الأمير أخيرًا متعبًا لدرجة أنّه استلقى تحت شجرة، وبعد أن استيقظ رأى في منتصفالغابة الظبية البيضاء تأكل فطورها بهدوء، انطلقت على مرأى من الرجل هاربة ولحسن الحظ ، كان الأمير أضعف من أن يتبعها بعيدًا، وفي اليوم التالي حالما استيقظ الأمير سارع إلى المكان الذي وجد فيه الظبية البيضاء تتغذى في اليوم السابق فقط، لكنها حرصت على السير في الاتجاه المعاكس، وبخيبة أمل كبيرة، تعب الأمير من المشي، وألقى بنفسه ونام بسرعة.
وعندما رأته الضبية بدأت ترتجف، و بدلاً من أن تستدير للهروب أمرها شيء ما بالذهاب والنظر إليه وبينما كانت تحدق فيه، شعرت بالضياع والخوف فقد كان وجه زوجها المنتظر، ثمّ انحنت فوقه برفق وقبلت جبهته، وهربت، فاستيقظ الأمير ولحق بها وقال: لن أؤذيك، في تلك الأثناء كان الفجر قد أدركهم وهم لا يزالون يتحدثون.
وأصبحت الشمس عالية في السماء قبل أن تدرك الأميرة أنّها تحولت إلى شكلها البشري، وكم كانت سعيدة عندما علمت أن أيام عقابها قد ولت، وبصوت سعيد أخبرت الأمير بقصة سحرها، وهكذا انتهت القصة بشكل جيد بعد كل شيء أقيمت للزوجين الشابين وليمة زفاف لم يسبق لهما مثيل.