قصة العرابة الذهبية

قصة العرابة الذهبية أو (The Golden Godmother) هي قصة خيالية للكاتب باركر فيلمور، مؤلف كتاب (The Laughing Prince)، كان جامعًا ومحررًا للحكايات الخيالية من الحكايات التشيكوسلوفاكية والفولكلور السلافي.

الشخصيات:

• لوكاس.

• زوجة لوكاس.

• العرابة.

• زوجة رئيس البلدية.

قصة العرابة الذهبية:

كان هناك مزارعًا ثريًا يُدعى لوكاس كان مهملاً للغاية في إدارة شؤونه حيث جاء وقت اختفت فيه جميع ممتلكاته ولم يبق لديه شيء سوى كوخ واحد قديم، ثمّ عندما فات الأوان أدرك مدى حماقته، وكان يصلي دائمًا من أجل طفل ولكن خلال سنوات ازدهاره لم يرزق بطفل أبدًا، وعندما كان فقيرًا لدرجة أنّه لم يكن لديه ما يأكله، أنجبت زوجته ابنة صغيرة.

كان أول شيء يجب التفكير فيه هو تعميد هذه الطفلة، ذهب لوكاس إلى زوجة عامل كان يعيش في الجوار وطلب منها أن تكون عرابة طفلته، ولكنّها رفضت لأنّها لم تجد أنّه من المفيد لها أن تكون عرابة لطفلة رجل فقير مثل لوكاس، قالت زوجته: انظر يا لوكاس ماذا يحدث لرجل أهدر ممتلكاته، بينما كنّا أغنياء كان عمدة البلدة نفسه صديقًا لنا، ولكن الآن حتّى تلك المرأة المنكوبة بالفقر لن ترفع إصبعها لمساعدتنا، وانظر كيف ترتجف الرضيعة المسكينة، فليس لدي حتّى أيّ قماش قديم لألفها به.

وعليها أن تبقى على القش العاري! ثمّ بكت على طفلتها، وفجأة خطرت لها فكرة، ومسحت دموعها وقالت لزوجها: أتوسل إليك لوكاس أن تذهب إلى جارتنا القديمة زوجة رئيس البلدية، إنّها ثرية و أنا متأكدة من أنّها لم تنس أنني كنت عرابة لطفلها، اذهب واسألها عما إذا كانت ستكون عرابة لطفلتي، وبقلب مثقل مرّ بالحقول والحظائر التي كانت ملكه ودخل منزل صديقه القديم رئيس البلدية.

وقال لزوجة رئيس البلدية: زوجتي ترسل تحياتها وتطلب مني أن أقول لك أن الله أعطانا ابنة صغيرة تريدك أن تحتضنيها عند التعميد، نظرت إليه زوجة العمدة وضحكت في وجهه، وقالت: عزيزي لوكاس بالطبع أود أن أفعل ذلك من أجلك، لكنّ الأوقات صعبة، وفي الوقت الحاضر يحتاج الشخص إلى كل بنس، وسيتطلب الأمر الكثير لمساعدة المتسولين الفقراء مثلك.

لماذا لا تسأل شخصًا آخر؟ لماذا اخترتني أنا؟ فقال لها: لأنّ زوجتي كانت العرابة لطفلك، فقالت له بسخرية: ما فعلته لي في ذلك الوقت كان قرضًا، أليس كذلك؟ والآن تريدني أن أعيد لك ما أعطيتني إياه؟ لن أفعل مثل هذا الشيء ولن أسير خطوة واحدة نحو هذا التعميد، ودون أن يرد عليها، استدار لوكاس وعاد إلى المنزل باكياً، وعندما وصل أخبر زوجتة بكل ما حدث، وقال لها: لا تثبطي عزيمتك، لأنّ الله لا يترك أحدًا أبدًا.

ثمّ قال: أعطني الطفلة وسأحملها بنفسي إلى التعميد وأول امرأة ألتقي بها سأطلب إليها أن تكون عرّابة لطفلتي، لفّت الزوجة الطفلة بقطعة من القماش القديم ووضعتها بين ذراعي زوجها، وفي طريقه إلى الكنيسة، وصل لوكاس إلى مفترق طرق حيث التقى بامرأة عجوز وقال: جدتي هل ستكونين عرابة لطفلي؟ وشرح لها كيف رفض الجميع مساعدته بسبب فقره.

وكيف قرر في يأس أن يسأل أول امرأة يقابلها لتكون عرّابة ابنته، واختتم حديثه قائلاً: وهكذا جدتي العزيزة أنا أسألك، قالت المرأة العجوز: بالطبع سأكون العرابة أعطني هذه الطفلة، فأعطاها لوكاس الطفلة وذهبا معًا إلى الكنيسة، وعند وصولهما، كان الكاهن جاهزًا للمغادرة، وأسرع إليه الخادم وهمس له أنّ هناك حفلة تعميد قادمة، وعندما سأل الكاهن لمن هذا التعميد؟

قال الخادم: إنّه فقط  لوكاس الذي هو أفقر من فأر الكنيسة، وعندما رأت العرّابة أن الخادم كان يهمس بشيء غير ودي، أخرجت قطعة ذهبية من جيبها، وصعدت إلى الكاهن ووضعتها في يده، رمش الكاهن عينيه بدهشة، ونظر أولاً إلى القطعة الذهبية ثمّ إلى المرأة العجوز المتهالكة التي أعطتها له، ووضعها في جيبه، وهمس على عجل إلى الخادم ليحضر له الماء، ثمّ عمّد ابنة لوكاس الفقير مثل أغنى طفل من سكان المدينة.

وتلقّت الفتاة الصغيرة اسم ماريشكا، وبعد التعميد، وعندما وصل لوكاس والمرأة العجوز إلى مفترق الطرق حيث التقيا، سلّمته الطفلة ثمّ مدت يدها إلى جيبها وسحبت قطعة ذهبية أخرى وضعتها في ثنية من ملابس الطفل، وقالت: وهبت هذه القطع الذهبية لطفلتي، وسيكون لديك ما يكفي لتربيتها بشكل صحيح، وعندما تكبر ستحصل على زواجًا سعيدًا، وودعته ثمّ سحبت عصا خضراء من حضنها ولمست الأرض.

وظهرت على الفور شجرة ورد جميلة مغطاة بالورود، وفي نفس اللحظة اختفت المرأة العجوز، نظر لوكاس في حيرة، وكان متفاجئًا جدًا لدرجة أنه لا يعرف ما حدث، وذهب بسرعة للمنزل، وعندما دخل لوكاس الغرفة، قال: لا تبكي بعد الآن يا زوجتي العزيزة، ها هي ماريشكا الصغيرة، وأخذ هدية التعميد التي كانت حفنة كاملة من القطع الذهبية، كانت الزوجة تلهث وفي دهشتها أسقطت القطع الذهبية وتدحرجت على الأرض.

وقالت: من أعطاك الكثير من المال؟ وأخبر لوكاس زوجته بكل ما حدث عند التعميد، ثمّ قال: والآن زوجتي العزيزة، اتركي الصراخ واشكري الله على ما منحه لنا وساعدنا في منحنا الأحباء، ولا نريد أن يأتي أحد ويتجسس علينا الآن ويعرف بموضوع الذهب، وعندما بدأوا في التقاط القطع الذهبية، كانت لديهم مفاجأة جديدة حيث أينما كان هناك قطعة ذهبية، وجدوا عشرة! وعندما جمعوهن جميعًا معًا صنعوا كومة كبيرة رائعة.

قالت المرأة وهي تحدق في الكومة: من يدري ما إذا كانت هذه الأموال سوف تنعم باستخدامنا؟ ربما كانت تلك المرأة العجوز روحًا شريرة تريد فقط شراء أرواحنا، نظر لوكاس إلى زوجته بغضب وقال: كيف يمكنك أن تكوني بهذا الغباء؟ هل تفترضي أنّ روحًا شريرة كانت ستذهب معي إلى الكنيسة، وتسمح لنفسها برش الماء المقدس لا يمكنني التصديق أبداً.

ثمّ قال: أنا لا أقول إنها مجرد إنسان عادي، لكنّي أقول إنها يجب أن تكون روحًا صالحة أرسلها الله إلينا لمساعدتنا، أنا متأكد من أنه يمكننا الاحتفاظ بهذه الأموال بضمير مرتاح، فقالت الزوجة: والسؤال الآن هو أين نخفيها حتّى لا يجدها أحد، فقال الزوج:  في الوقت الحاضر سأضعها في الصندوق، لكنّني سأدفنها غدًا تحت شجرة الكمثرى، وشيء واحد يا زوجتي أحذرك: لا تقل شيئًا عن ذلك لأي شخص.

ثمّ قال: سأذهب لشراء بعض الحليب والبيض والخبز والدقيق، وسأحضر معي امرأة تصنع لنا عشاءً جيدًا، سأذهب غدًا إلى المدينة واعطي زوجة رئيس البلدية قطعة ذهبية، وأشتري بعض الملابس وأسرّة من الريش، بعد ذلك ماذا سأشتري أيضًا؟ هل يمكنك التخمين؟ قالت الزوجة: أفضل شيء نفعله هو إعادة شراء ممتلكاتنا القديمة، المنزل والحقول والمخزون الحي ومن ثمّ سأديرها بحكمة أكثر من ذي قبل.

فقال الزوج: أنت محقة زوجتي، لقد تعلمت درسي، لأنّ الفقر معلم جيد، ثمّ أخفى لوكاس النقود في الصندوق، وأخذ قطعة واحدة وخرج لشراء مشترياته، وأثناء رحيله أمضت زوجته الوقت في رعاية الطفلة ونسج الأحلام السعيدة التي كانت متأكدة أنها ستتحقق الآن، وبعد ساعة فتح الباب ودخل لوكاس ومعه خادمة كانت الخادمة تحمل دلوًا كبيرًا من الحليب.

وتبعها لوكاس مع سلة من البيض في يد واحدة، ومن ناحية أخرى حمولة من أسرة الريش، قالت الخادمة، وهي تضع سطل الحليب على المقعد: سيدتي زوجة رئيس البلدية وترسل لك بعض الحليب و إذا كان هناك أي شيء آخر تحتاجينه، فعليك إخبارها، وذهبت قبل أن تعرب المرأة المسكينة عن شكرها، ضحك لوكاس وقال: أرأيت أيتها الزوجة ما فعلته قطعة واحدة فقط.

إذا عرفوا كم عدد القطع لدينا، فإنّهم سيحملوننا بين أذرعهم! لقد أرسلت لنا زوجة رئيس البلدية كل هذه الأشياء وإذا أتت إلى هنا لرؤيتك، فكري في ما ستقولينه لها، وفي اليوم التالي بعد الإفطار انطلق لوكاس إلى المدينة، واستغلت زوجة رئيس البلدية غيابه لزيارة زوجته ومعرفة ما يمكنها بشأن المال، وقالت: جارتي العزيزة بعد أن قامت بالاستفسارات اللازمة عن صحتها، نعمة الله جاءت إلى منزلك مع هذا الطفل.

فقالت الزوجة: إذا كنت تقصدين هدية التعميد، فهذا ليس كثيرًا، وسرعان ما أخبرتها بشأن المال، وقالت: الله يجازي تلك المرأة الطيبة العرابة، على الأقل يمكننا الآن إعادة شراء مزرعتنا القديمة والعيش كأشخاص محترمين، وفي طريق العودة إلى المنزل، توقفت زوجة رئيس البلدية عند منازل أصدقائها المختلفين وقدمت لهم سردًا كاملاً لثروة لوكاس، وقبل الظهر كان كل طفل صغير في القرية يعلم أنّه في منزل لوكاس يوجد ثروة هائلة.

وفي المساء عاد لوكاس من المدينة يقود عربة مكدسة بالأثاث والملابس وأسرة من الريش والطعام، في اليوم التالي أعاد شراء مزرعته القديمة بالماشية التي فيها، كان هذا بمثابة بداية حياة جديدة للوكاس، وشرع في العمل مع وطبّق كل الدروس التي علّمه إياه الفقر، وعاش هو وزوجته في سعادة، وكانت أعظم فرحتهم ماريشكا وهي فتاة صغيرة ساحرة وجميلة للغاية لدرجة أنّ الجميع أحبها.

ونشأت وترعرعت لتصبح شابة جميلة ورآها ذات يوم أمير ووقع في حبها وتزوجها، لذلك تحققت نبوءة العرابة بأنّ ماريشكا ستحصل زواجًا سعيدًا.