هنالك الكثير من الخرافات التي تتحدّث عن العفاريت، سنحكي اليوم عن خرافة العفريت كارونوش، الذي كان يعطس ويحدث البراكين والزلازل عند مقابلته للأشرار.
قصة العفريت كارونوش
هنالك إحدى القرى التي يعتقد البعض بأنّ العفاريت تسكنها؛ على الرغم من الاعتقادات التي أخبرت باختفاء العفاريت من على وجه الأرض، ولكن العفريت في تلك القرية كان على شكل سحب سوداء وبراكين، تحدث تلك الأشياء عندما يعطس العفريت الذي يسكنها، وفي تلك القرية تسكن امرأة أرملة لا تملك إلا بعض الدجاجات.
ذهبت تلك الأرملة في يوم من الأيام وكانت تريد أن تستقرض من جارها بعض حبات الطماطم، وعنما فتح لها جارها باب المنزل وطلبت منه الطماطم قال لها: وكيف لكِ أن تعيدين الطماطم؛ فأنتِ لا تمتلكين أي شيء، قالت له: أرجوك سوف أعطيك من بيض الدجاج، ولكن الجار أغلق الباب في وجهها ورفض.
عادت الأرملة إلى منزلها حزينة وهي تقول: لو أن هذا الجار أعطاني الطماطم لأعفاني من النزول إلى السوق، لبست الأرملة ثيابها وأخذت الثلاث بيضات التي وضعتها الدجاجات وذهبت بهنّ إلى السوق، وبينما كانت الأرملة في طريقها إذ صادفت عجوز يبدو عليه الفقر والجوع، قال لها العجوز: أرجوكِ أعطيني شيئاً آكله، قالت له الأرملة: أنا لا أملك إلّا ثلاث بيضات أريد أن أحصل على ثمنهن، ولكن سوف أستغني عن واحدة لأجلك.
أعطته الأرملة بيضة واحدة ومضت، ولكنّها سمعت صوت العجوز يناديها مرّةً أخرى ويطلب منها بيضة ثانية، قالت له الأرملة: وكيف سأذهب إلى السوق ببيضة واحدة؛ خذها وسيرزقني الله، قام العجوز بمناداتها للمرّة الثالثة وقال لها: أريد البيضة الثالثة وسوف أدفع ثمنها جنيه ذهبي، وسأعطيك ثلاث جنيهات ذهبيات عن البيض كلّه.
فرحت الأرملة وأعطته البيض، وعادت إلى جارها البخيل لتشتري منه الطماطم والبطاطس، وعندما رأى جارها البخيل الجنيه الذهبي في يدها تفاجأ وسألها من أين حصلت عليه؛ فأجابته بأنّها قد حصلت عليه ثمناً للبيض، عندما سمع الجار بذلك قرّر أن يشتري البيض من الأرملة ويذهب به إلى العجوز علّه يعطيه بعض الجنيهات الذهبية.
عندما التقى الجار البخيل بالعجوز طلب منه أن يشتري منه البيض مقابل الجنيهات الذهبية، ولكن العجوز رفض ذلك وقال له: سوف أعطيك درهم مقابل كل بيضة، لم يكن أمام الجار البخيل إلّا أن يوافق، وعندما أخذ العجوز الييض من الرجل قام برميهم على الأرض، وخرجت من كل بيضة قطعة ذهبية، تفاجأ الجار البخيل وطلب استرداد البيض.
ولكن قام هذا العجوز فجأةً ورفض أن يعطيه البيض وصاح وقال: كارونوش كارونوش، ظهرت السحب السوداء واهتزت الأرض بالبراكين، لقد كان هذا هو العفريت الذي يسكن القرية، وهو يصيح عندما يقابل الأشرار والبخلاء.