سوف نروي لكم اليوم قصة تملؤها العبرة والحكمة، تملؤها العفة والأمانة، فهذه القصة تبعث في النفس الأمل والثقة بالله تعالى، فتتحدث عن قصة قاضٍ مع عقد ثمين، فما قصة ذلك القاضي؟ وما قصة ذلك العقد؟ وكيف جمع الله ذلك العقد بهذا القاضي؟!
قصة العقد الثمين
- قرر قاضٍ من القضاة أن يحج إلى بيت الله تعالى، وهو في مكة شعر ذلك القاضي بالجوع الشديد، ولكنه لا يملك أي نقود ولا حتى فلساً واحداً، وهو في أثناء طريقه، وجد ذلك القاضي صرة يوجد فيها الحرير ذات اللون الأحمر، وبداخل ذلك الحرير يوجد عقد من اللؤلؤ الثمين، تعجب القاضي من جمال ذلك العقد، فالعقد يقدر بمبلغ ستة آلاف دينار.
- وبعد عدة لحظات سمع القاضي شخصاً ينادي بأعلى صوته: هل من أحد رأى صرة يوجد بها الحرير؟ ذهب القاضي إلى ذلك الرجل حان ما سمع ندائه، ثم قال له: وهل يوجد شيء داخل ذلك الحرير؟ قال له: نعم يوجد عقد من اللؤلؤ الثمين، فبعدما تأكد وأعطاه ذلك العقد، شكره الرجل كثيراً وأراد إعطائه مبلغاً من المال، ولكنه رفض وقال له: أنا لا أريد أجراً منك، فأنا أعدته إليك وذلك بسبب خوفي من الله، فرغم شدة جوعه رفض أن يأخذ المبلغ، ذهب القاضي ليبحث عن طعام، فلقد ذهب بالسفينة ليصطاد بعض الأسماك، ولكن الأمواج غدرت به وألقته على أحد الشواطئ.
- فنزل في قرية لا يعلم أهلها، وبعد أن شرح للقوم ما حصل له، أتوا له ببعض الطعام وقرروا أن يجعلوه إماماً للمسجد، وأن يزوجوه فتاة يتيمة الأبوين، فبعد أن تزوجها رأى في رقبتها ذلك العقد، وبعد أن رآه بقي ذلك القاضي في صدمة ولم يتفوه في كلمة واحدة، وقال قصة ذلك العقد لأهل القرية، فبدأوا بالتكبير، لأن والد تلك الفتاة هو من أضاع ذلك العقد في الحج، وبعد أن عاد من حجته، ظل يدعو الله أن يرزق ابنته الوحيدة رجلاً صالحاً مثل الرجل الذي أعاد له العقد، فاستجاب الله له حتى بعد مماته.