هنالك الكثير من الخرافات التي تروي حدوث بعض الأشياء، سنحكي في قصة اليوم عن خرافة الغراب الذي بادل رجلاً لغته، وصار يتحدّث هو بلغة البرق، ولذلك عندما يشعر الغراب بقدوم شخص من مكان إلى مكان، فإنّه يعلن عن ذلك بلغته.
قصة الغراب والرعد
في إحدى الغابات يسكن الغراب الذي كان له صوت صاخب جدّاً، وفي أغلب لأوقات مصدر هذا الصوت هو شعوره بالجوع وبحثه عن جزر المساء، ولكن دون جدوى، لدى هذا الغراب علم بما تفكّر به الحيوانات أو الأشخاص، بالإضافة إلى أنّه يعلم ماذا سيحدث معهم، فعلى سبيل المثال يعلم بأن الشخص سيموت وأنّه قد كتب عليه الموت، ويعلم أيضاً بأن هنالك شخص يريد الانتقال من مكان إلى آخر.
وفي يوم من الأيّام جاء رجل غريب إلى الغراب وقال له: يا أيّها الغراب أنت تتحدّث كثيراً بصوت عالي، لماذا لا نقوم أنا وأنت بتبادل الألسنة تأخذ لغتي وأنا آخذ لغتك؟ نظر الغراب للنهر فلم يجد به أي جزر؛ فوافق على طلب الرجل وقال له: حسناً هيا بنا نتبادل الألسنة.
تبادل الغراب والرجل الألسنة، وعندما بدأ الرجل يتحدّث بلسان الغراب عندما طلب ذلك صدر منه صوت صخب وعالي وكأنّه زلزال، فقال له الغراب: هذا الصوت تحدّث به عندما تغضب، وعندما طلب الرجل من الغراب أن يتحدّث بلسانه هو، أصدر الغراب صوتاً فرمشت عينيه ولمع ضوء خفيف.
تم تبادلت اللغات بين الرجل والغراب، قال الرجل للغراب: يمكنك أن تصدر الأصوات وتمتص ماء المحيط حتّى يجفّ نصفه، وتستطيع أيضاً أن تحصل على الطعام، ولكن لا تفتح عينيك إلّا عندما أطلب منك ذلك، أغمض الغراب عينيه ولكنه طال به الأمر حتى فتح عينيه لأنّه شعر بالملل، وعندما فتح عينيه وجد النهر قد جفّ تماماً، وعاد فأغمض عينيه وعاد بفتحهما؛ فوجد جميع الأسماك من حوله، صاح به الرجل قائلاً: لماذا فتحت عينيك قبل أن أطلب منك ذلك؟
بعد ذلك سمح له بفتح عينيه؛ فوجد مختلف أنواع الطعام أمامه، قال الغراب للرجل: ما رأيك أن نتبادل البرق والجزر؟ وافق الرجل وامتلك هو البرق وأخذ الغراب الجزر، تحدّث الرجل وحصل البرق، فأصبح الرجل يمتلك لغة الرعد، أمّا الغراب فقال له الرجل: عندما ترى أي شخص قادم يجب عليك أن تعلن عن ذلك وتتحدّث بلغتي. ويقال بأن هذه هي خرافة الغراب الذي يتحدث كلّما رأى شخصاً قادماً من بعيد، أو ينوي القدوم من مكان إلى آخر.